الانتصار المرتقب
اسكندر المريسي
هذه الحملة الظالمة التي تشن على الشعب في بلاد اليمن وعلى المواطنين وعلى عامة الناس تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا البلد يدفع ثمناً غالياً بسبب انتمائه لعقيدة الاسلام ولمسمى العروبة تحديداً وكأن اولئك المعتدين يعاقبون هذا البلد بسبب إيمانه بالله مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى ( وما نقموا منهم إلا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) .
ولا يوجد تفسير لهذه الحملة الظالمة التي تشترك بها كل دول العالم إلا انها بالتأكيد حملة سافرة على عقيدة هذا الشعب وانتمائه للعروبة بعدما اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن جيرانه هم بالتأكيد ليسوا صناعة اليهود فحسب ولكنهم موتى الضمير الانساني افتقدوا حتى اسماءهم وافتقدوا حتى قرارهم وصاروا دمى في ملعب الكيان الصهيوني وليس ابلغ دليل على ذلك ما تقوم به مملكة آل سعود عندما جيشت العالم على هذا البلد الذي لم يظلم احدا .
وان كان بعض ابناء جلدته ظالمين لارتباطهم بالأجندة الخارجية وبالقوى الاجنبية اولئك ليسوا إلا وصمة عار في مرحلة حرجة تمر بها اليمن ، بالتأكيد ستتعافى من هذا الجراح النازف وتخرج من ازمتها الراهنة لأن مع العسر يسر كمسألة طبيعية واشد الساعات ظلاماً هي التي تسبق الفجر والازمات الشديدة هي التي تخلق القيادات القادرة على نقل ثأر اليمن الى العالمين .
لأن هؤلاء الذين يشاركون اليوم في العدوان من دول لا تعد ولا تحصى لم يسبق لليمن وان اعتدت عليهم ، هل توجد حدود بين اليمن والسنغال او السودان او فرنسا او الاردن او المغرب أو غيرها من الدول وحتى جمهورية مدغشقر تشارك في هذه الحملة الظالمة ضد شعب يمر بأزمة اقتصادية شديدة جراء التآمرات الداخلية والخارجية لتأتي تلك الدول وتعتدي على هذا البلد في ظلم واضح ، بالتأكيد ان جيلاً جديداً سيتشكل ليس بهؤلاء الذين يعتدون على بلادهم ، ويقودون زمام الامة المنكوبة على الصعيدين الداخلي والخارجي لأنه من المؤسف ان بعض اليمنيين اكانوا في الداخل او الخارج هم جزء لا يتجزأ من عملية العدوان على هذا الشعب ولا فرق بين من يقدم اسباب العدوان وبين من يبرره فكلاهما ضمن المشروع الدولي الصهيوني .
وليس هناك ادنى شك بأن ذلك الجيل اليمني الذي سيتشكل سينهي ظلم الظالمين ولن تغفر اليمن للسنغال أو مدغشقر وكذلك العبد الزنجي الذي كانت اليمن تكن له كل الاحترام والتقدير المنعوت باسم البشير الذي حول بلده وقراره الى مأخور بيد الخليج لكي يأكل ويشرب وقد كان ذلك الزنجي الذي نقول بكل أسف وصراحة ووضوح حاشى لله بأنه عربي , كان يتحدث عن العزة والكرامة تحول فجأة الى سمسار في النادي السعودي وهو الذي كان متضرراً من ذلك النادي ولم تكن اليمن مخطئة ولا كان اليمنيون مخطئين عندما قالوا بأن البشرة السوداء لا يمكن ان تكون افكاراً للسلالة العربية حيث اعتقدت اليمن ان ذلك الزنجي من اصل عربي فخانها ذلك الاعتقاد لكنها لن تخون انتمائها العربي رغم جرحها النازف فهي أرض المهد وهذه الحملة الظالمة لن تحمل اليمن على انكار عروبتها لأنها الجزيرة العربية .
وهي بالتأكيد نجد والحجاز وهي بالتأكيد القرن الافريقي وهي بالتأكيد يثرب والمدينة وهي بالتأكيد الركن اليماني ومهما اجتمعت نجاسة العالم وقمامته ليتم القذف بها الى هذا البلد فلا يمكن ان تنسى اليمن عقيدتها الاسلامية وانتماءها العربي لأنها اصل الكتابة ومعلمة اللغة وهي قلب جزيرة العرب وهي من سيقلب الطاولة على المعتدين وينهي الدمى التي اوجدها اليهود ليس في الخليج فحسب ولكن حتى بيت المقدس لأن حدود اليمن من عرصات تهامة الى يوم القيامة.
ولن تنسى اليمن الذين اعتدوا عليها ولن تترك المعتدين طال الزمن أم قصر ستلاحقهم من الاحباش مروراً بالبرتغال والبريطانيين وحتى آل سعود ودمى الخليج وتقتص من كل المعتدين الذين شاركوا في هذا العدوان ضد هذا البلد وهم أولئك المشتركون في الحرب الظالمة يعلمون علم اليقين انهم كانوا يعدون لهذه الحرب منذ الثمانينات وأنهم اوجدوا اسبابها وهيأوا ظروفها ثم خلقوا مبرراتها بدءاً من قرارات الهيكلة الكاذبة لكي ينهوا المؤسسة العسكرية كما فعلوا وانتهاء بوهم المبادرة الخليجية التي لم تكن إلا تكتيكا وتمويها وطريقاً إلى ذلك العدوان البربري الغاشم .