عبدالسلام فارع
حتى الآن مر على نزوح بعض الشباب والرياضيين من أبناء محافظة تعز في العاصمة صنعاء عام كامل فيما تجاوز البعض منهم العام بأيام وأسابيع، وخلال فترة النزوح المذكورة لم نسمع عن قيام أي من القنوات المسؤولة في وزارة الشباب والرياضة، أو أي من منظمات المجتمع المدني بمد يد العون لأولئك النازحين، والتخفيف من معاناتهم، علماً بأن الكثير منهم بمسيس الحاجة لمختلف أشكال الدعم خصوصاً نجوم كرة القدم في الأندية والمنتخبات وأبرزهم حسين غازي، وشادي علي جمال، إضافة إلى بعض الإداريين المخضرمين كالأمين العام للنادي الأهلي بتعز، وارشيفه المتحرك أحمد هزاع، والأمين العام السابق لنادي الصقر، وذاكرته الرياضية عبدالله محمد ناجي، وخلال فترة النزوح التي طال أمدها، وتنوعت فيها الغصص والأوجاع، وصل الكثير من أولئك النازحين إلى قناعات مفادها:
أولاً: من ترك داره قل مقداره.
ثانياً: عز الخيول بيوتها ولو قل الحسيك.
وتواصلاً لحالات النزوح وبعد أن أكملت العام الأول من نزوحي في العاصمة صنعاء وبعد أن ولجت حتى اليوم الأسبوع الثاني “سنة ثانية نزوح” لا بد لي من الاعتراف عبر هذه الإطلالة الأسبوعية بأني تعرفت على الكثير من الرجال الأوفياء من أرباب المعادن النادرة والأصيلة والثقافة الوطنية العميقة، أذكر منهم على سبيل المثال الجار العزيز العميد عبدالسلام عبدالرحمن السنحاني وأخويه عصام وأحمد وآخرين.
وفي ذات السياق سألني أحدهم عن الكيفية التي أواجه فيها النزوح، وكيف أتكيف مع راتبي الشحيح بعد أن كنت أعتمد اعتماداً كلياً على ما أحصل عليه من مستحقات مالية من لدن الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة التي كانت تعينني كثيراً على شظف العيش، وقسوة الظروف، قلت له: ربك كريم..؛ ولأنه لم يخذل كل من يلجأ إليه فقد سهل لي الكثير من الأمور.
وغير بعيد عن هذا الشأن يظل الإعلامي الأسبق محمد أحمد غالب الحزمي الظهير الرائع الذي أحس ويحس بما أنا فيه فتحية لأبي شهاب وشقيقه هاني.
في حي الخرابة بالحصبة، حيث تعرفت على الكثير من النبلاء وغيرهم تظل الحوارات الرياضية الملاذ الناجع للخروج من حالات التحيز السياسي والتعصب الأعمى، ويظل أبو محمد وقناف أكثر النبلاء نضجاً.
مع بداية السنة ثانية نزوح وانشغال الكثيرين في تدبير شؤون حياتهم، ومن ضمنهم أولئك الرياضيون الذين لم يتخل أي منهم عن عشقه الجميل للرياضة ومواكبتها استطاع الشاب المخلق ودمث الأخلاق إبراهيم فهمي محمد عون المريري التسلل بكفاءة غريبة إلى بستان القلب ليقتطف زهرة عمري الغالية، والتمكن من ربوته البديعة وسط ترحاب من الجميع وفي مقدمتهم ولدي الوحيد عبدالرقيب.
سألني أحدهم قائلاً: لأني أعرف جيداً رصيدك الحافل في الإعلام والصحافة الرياضية والذي تجاوز الخمسة آلاف ساعة إذاعية، وعديد الكتابات والتعليق الرياضي.. هل أنت راضٍ عن ذلك التكريم الذي كرمت به من اتحاد الرياضة للجميع، وعبر شعلته المتوقدة النجم الكبير عصام دريبان.
قلت له: إني راضٍ كل الرضا، وسيظل بالنسبة لي من أجمل الأيام، وهنا أردف يقول: لأنه معنوياً نعتز به، قلت له: يكفي ذلك التوقيت والحضور المشرف لزملاء الحرف.
قال: أرجو أن يكون فاتحة خير، وبداية لتحريك الركود عند الجهات المعنية بتكريمك إن شاء الله.
في عمود الأسبوع الماضي عن النجم الحضرمي أبو حسين فاتتني الإشارة لنادي كوكب الصباح المنافس التقليدي لشباب الجنوب، فيما فاتت الإشارة من قبله لكل من النجم هادي زيدان، والنجم أيوب جمعة.