الإبلاغ الالكتروني بوقائع الفساد

عبدالرحمن علي علي الزبيب

يعتبر الإبلاغ الالكتروني بالفساد من أهم آليات مكافحة الفساد كونها تعزز من آليات التواصل الفعال بين الشعب وبين أجهزة مكافحة الفساد وفي نفس الوقت تحافظ على سلامة المبلغين بالفساد من أي انتهاك أو اعتداء، لأن البلاغ الالكتروني أكثر حماية لشخصية وخصوصيات مقدمي البلاغات في قضايا الفساد .
العصر الحالي هو عصر المعلومات من يمتلك معلومات أكثر هو المنتصر وفي مكافحة الفساد كذلك امتلاك أجهزة مكافحة الفساد معلومات كثيرة ومن مصادر متنوعة يعطيها قوة لاتخاذ القرارات الصحيحة المبني على معلومات مؤكدة تكون دليل إثبات لإحالة الفاسدين إلى أقفاص العدالة واستعادة الأموال المنهوبة إلى خزانة الدولة.
بالاطلاع على آخر مستجدات مكافحة الفساد طالعت وطالع كثير من أبناء الشعب اليمني خبر تدشين اللجنة الرقابية العليا موقعها الالكتروني  (يمن سوسي ) يوم الخميس الموافق 22/7/2016م والذي هو عبارة عن نافذة الكترونية يستطيع أي شخص من أي مكان في العالم تقديم بلاغه عن أي فساد باجراءات سهلة وبسيطة ودون أي صعوبات.
ليس فقط تسجيل البلاغ بالإمكان أيضا رفع وتحميل ملفات ووثائق بسعة كبيرة لتصل إلى مختصي اللجنة بسرعة .
بإمكان الجميع زيارة الموقع الالكتروني للجنة الرقابية العليا (يمن سوسي ) عن طريق الرباط الالكتروني التالي yemensoc.com
ورفع بلاغات فساد ليأتي الرد سريعاً من المختصين بأن البلاغات تم قيدها بأرقام خاصة وإشعاركم  مباشرة بأرقام القيد وبالإمكان  الاستعلام عنها في أي وقت عن طريق وضع رقم القيد للبلاغ والاستعلام لتتعرف بالإجراءات المتخذه في البلاغ حتى آخر إجراء ومعالجته دون ضرورة الحضور للجنة الرقابية العليا فقط من مكتبك أو منزلك أو من جوالك أو من أي مقهى نت تستطيع تقديم بلاغ بفساد ومتابعة الاجراءات المتخذه في البلاغ .
بعد اطلاعي على ذلك اقتنعت أن التكنولوجيا هي جزء من منظومة مكافحة الفساد.
بإمكان الجميع في أي مكان في العالم زيارة الموقع الالكتروني للجنة الرقابية العليا وإرسال بلاغات الفساد عن أي شخص أوجهة دون أي استثناء، فالجميع محل مساءلة والجميع متساوون أمام القانون وان التكنولوجيا لها أيضا فوائد ايجابية.
خطوة تفعيل البلاغ الالكتروني في قضايا الفساد جاءت لإيقاف الفساد والحد من خطورته كون الفساد في اليمن أصبح وباء ينهش كل ما هو جميل في وطني ينهش المشاريع والإيرادات العامة لتنحرف وتتحول من تحقيق المصالح العامة للجميع إلى تحقيق مصالح شخصية أنانية لثلة فاسدين يستلزم أن نقول لهم كلمة واحدة هي كفى فساداً .
لا يمكن أن يتم بناء وطن ومستقبل شعب دون استئصال الفساد ومكافحته.
ولايمكن إيقاف الفساد ما لم تتضافر جهود الجميع لمكافحته .
ويقع في مقدمة جهود مكافحة الفساد فرسان النزاهة ومكافحة الفساد المبلغين بالفساد وهم من يقومون بكشف الاقنعة الزائفة عن رؤوس الفاسدين لينكشف فسادهم ويسهل مكافحته والذي يفترض أن يكون جميع أفراد الشعب اليمني دون استثناء مبلغين بالفساد، لأن الفساد ضرره يشمل الجميع ونار الفساد طالت وستطال الجميع والجميع لديه مصلحة في إيقافه واستئصاله وانتزاع أنيابه البشعة عن طريق استشعار الجميع مسؤوليتهم والإبلاغ عن أي فساد في أي مؤسسة أو هيئة أو وزارة أوجهة رسمية أو ثورية أو مجتمعية، لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس .
وفي الأخير :
ما قامت به اللجنة الرقابية العليا من تدشين البلاغ الالكتروني في قضايا الفساد في اليمن تعتبر جهوداً ايجابية يستلزم من الجميع التجاوب معها وان تكون تجربة ايجابية يحتذي الجميع حذوها لما لذلك من دور في تعزيز مبادىء الشفافية والنزاهة ومحاصرة الفاسدين بعيون الرقابة المجتمعية الذي نأمل أن  تكون تلك الجهود شاملة لجميع محافظات الجمهورية باعتبار الإبلاغ الالكتروني بوقائع الفساد في اليمن خطوة متقدمة لمكافحته.

عضو الهيئة الاستشارية لـ وزارة حقوق الإنسان +
النيابة العامة

قد يعجبك ايضا