عبد الوهاب شمهان
كم يسعدنا التواصل مع قراء الثورة بعد انقطاع شهر استراحة وذاك طبيعة العمل لإخواننا العاملين في (سياحة وتراث) الذي تقتضي سكونهم في الشهر الكريم ولا يسعني إلا أن أتمنى أن يكونوا من المقبولين وممن كتبت لهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار .
لاشك في أن الظروف التي تمر بها بلادنا نتيجة لاستمرار العدوان والحصار قد أصابت كل أسرة وفرد بضيق اليد وبعثت في النفوس الصابرة المحتسبة القدرة على تحمل مشاق هذا الضيق الذي منع الكثير من الارتحال والسفر والسياحة في عمق ريفنا الأخضر وبين إخوان نتشوق لزيارتهم والتحرك معهم في أجواء البيئة اليمنية التي بحق هي عنوان للسياحة الخضراء والسياحة المسؤولة وخاصة وبدون استثناء محافظة إب والتي أطلق عليها اللواء الأخضر لكن هدا العام الذي من الله فيه على بلدنا بالغيث والرحمة قد جعل كل شبر فيها مساحة خضراء لتعود اليمن السعيد بفضل من الله ثم بقدرات وجهد أبنائها في ميادين العمل وخاصة الزراعة وإن اختلط الحال بتعنت الإخوة الأشقاء واستمرار عدوانهم وتكثيف غاراتهم وأقول إن من يراهن على النصر العسكري عليه أن لا يكابر ويجابه قدر الله فقد مضى من عمر العدوان سنة ونصف وكانت قدرات الجيش واللجان في ما مضى محدودة وقدراتهم في حدود الزمان والمكان والوضع القتالي للأمس واليوم كما يرى الإخوة الأشقاء من اليمانيين وأبناء الجزيرة وتحالفهم الذي سفك الدم وقتل وجرح ومزق وشرد باستكبار على العزيز الجبار فإن الوضع العسكري تغير لصالح المدافع عن الأرض والإنسان عن اليمن السعيد ليس بامتلاك القوة المادية ولكن بامتلاك قوة الإيمان وثبات العقيدة القتالية بالدفاع عن الحق ضد الباطل والعدوان. إن الذين يقفون في وجه العدوان هم بشر من اليمانيين لكنهم يختلفون كليا عنا لأنهم بشر وهبوا أنفسهم لدينهم وعقيدتهم والوطن لا يهابون قوة ولا يرضخون لظالم همهم النصر أو الشهادة اليمن حياتهم وشرفهم صفهم واحد لا غاية لهم إلا الذود عن حدوده وكل ذرة رمل فيه . ونتيجة لذلك فإن قوة الدفاع كما يراها العسكريون هي أكثر صلابة ومراسا ومسؤولية مما يجعلنا نقول إن على القادة في الداخل تقع على عاتقهم مسؤوليات جسام هم على دراية بها أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية والحفاظ على الجبهة الداخلية ولابد من الوضوح في كل إجراء عام مع علمنا أن الظروف الحالية وضرورة السيطرة وحفظ الأمن وتحقيق الأمان تدفع في تسارع بعض الخطوات الإجرائية غير المتوقعة التي ترى القيادة ضرورتها وفق حساباتهم وتوقعاتهم وإن كنا نرى غير ذلك لكن الميدان هو المسير .
إن اليمن برغم الحرب الا انها كانت أكثر ترحابا بالضيف وبالزائر وبالسائح الداخلي والوافد لزيارة أهله حتى كانت الهجرة الداخلية برغم الألم والمعاناة والحاجة وضيق اليد سياحة بالانتقال من منطقة لأخرى والتعرف على أوضاع جديدة علمتهم الصبر وتحمل العناء وكشفت لهم معادن الرجال وأكدت لهم حقهم في العودة إلى مناطقهم المسلوبة بقوه النار وقوة الغرب الحامي والحارس لتحالف الإخوة مع أشرار العالم فما أعظمها عند الله عندما ترفع يد المظلوم إليه تطلب منه الإنصاف والعدل وإزالة هدا العدوان والحصار الجائر والتحالف لا يبالي بقدرة الله على نصر المظلوم ..إنه شعب بأكمله بمعنى أن ستين مليون يد مرفوعة بشكواها إلى الجبار فكم هي الدنيا ومكسبها إذا حل غضب الله .
إن السياحة اليوم في ساحة المصابرة والمراجعة وإعادة لملمة الكيان السياحي وتوحيد الرؤية التي لا ينبغي أن تتجزأ لأن وحدة الإدارة المؤسسية تعد من وحدة الصف ووحدة وسلامة الجبهة الداخلية وأهمية تيسير سبل ووسائل العمل الإداري أصبح من الضرورات وفي الحدود الدنيا حتى يمكن للمحاسب أن يحاسب ويسائل..
كما أن على الإخوة الأشقاء المتحاورين الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الوطن الجريح المصابر المحاصر وهذا الشعب الذي ينزف دما والذي يكابد هذا الوجع في الجنوب والشمال والشرق والغرب وعلى الساحل وفوق الجبال والصحراء في المدينة والريف إنه الوضع الناجم عن فقدان الحكمة والقدرة وبروز العجز لدى من يطلب العون من الخارج لتدمير بلده وقتل شعبه أيا كان وفي أي موقع كان .لقد دمر وطن ومقدراته وذهب خيرة أبنائه ضحية للعدوان والأطماع المتعددة الأهواء والجنسيات.
السياحة اليوم تبحث عن جسر تواصل مع المنظمة العالمية للسياحة ، ولاشك أن الواجب يدعو إلى التحرك ومن قبل كل المستويات المسؤولة في الدولة لحث المنظمة على التجاوب مع وزارة السياحة اليمنية في الداخل وهو حق حقوقي وإنساني لليمن على المنظمة العالمية للسياحة باعتبار اليمن هو العضو المشارك في المنظمة وليس الحكومة …
جعل الله كل أيامكم تكاملاً وتعاضداً وتفاهماً واتفاقاً من أجل سلامة هدا الوطن . حتى نقول للعالم أجمع مرحبا بكم في عالم السياحة والضيافة اليمنية الأصيلة ..