كلينتون أو ترامب ..صدقوني ليس هنالك فرق

محمد خالد عنتر
يترقب العالم مجدداً صعود إمبراطور آخر للكوكب ليخلف الإمبراطور باراك أوباما الذي اقتربت أيام نزوله عن عرش الكرة الأرضية ..
لا تتعجبوا من حديثي ..
فحقيقة أن أمريكا هي التي تتحكم بالعالم وتحكم الكوكب ليست مبالغة أو تهويل .. فالبيت الأبيض والكونغرس هما المؤسستان المتحكمتان بكل قوانين الأرض عدى عن بعض الدول المتحررة التي قطعت ذلك الذراع الأمريكي الذي يبذل كامل جهده ليسير العالم كما يشاء..
ومن المعلوم أيضاً أن اللوبي الصهيوني سواءً في تل أبيب أو بداخل الكونغرس نفسه هو من يتحكم بالسياسة الأمريكية التي تتحكم ببقية العالم..
ولذا .. فصعود رئيسِ ونزول آخر لن يشكل فرقاً في السياسة الأمريكية الماكرة التي تحاول غزو كل شبرٍ في الأرض كي يكون خاضعاً لها..
وتعيث الخراب في أرجاء الكوكب ليبقى ضعيفاً متذللاً لها..
رحل أوباما .. صعد ترامب .. الأمر سيان ..
فاز ترامب أو انتصرت هيلاري لا فرق ..
فجميعنا نتذكر كيف أنتظر العالم بفارغ الصبر معرفة نتيجة تنافس أوباما وماكين والتي انتهت بفوز اوباما كأول رئيس أفريقي لأمريكا ..
ورحل جورج بوش الابن الذي دُمرت في عهده العراق واستبيحت أفغانستان وعانى الشرق الأوسط مرارة حكم بوش الإبن ورأى الكثير من الشرق أوسطيين أن أوباما هو نصير المستضعفين ومهدي هذه الأمة .. بل أن البعض حلقوا بعيداً ليشيعوا أن أوباما من أصول عربية مسلمة نظراً لاسم حسين الذي يلي أسمه الأول ..
ولكن الصدمة لأولئك كانت بعد فوز أوباما وتغير السياسة الأمريكية لتتحول من احتلال وغزوٍ مباشر للدول إلى انتهاكات غير مباشرة وحروب بالوكالة وتدمير متنكر للعالم الثالث قادته أمريكا مجدداً دون أن تلفت الانتباه إليها..
ثم أتت الانتخابات الأمريكية مجدداً وخاض أوباما معترك الانتخابات مجدداً ولكن هذه المرة ضد الجمهوري ميت رومني ولم نتوقع الكثير لأننا نعرف مسبقاً أن أمريكا ستبقى أمريكا رحل اوباما أو صعد رومني ..
وفاز اوباما بفترةٍ ثانيةٍ من الاستبداد والغزو والامتهان للبشر..
وشاهدنا جميعنا كم من الدماء سفكت .. وعشنا معاً أبشع حربٍ شُنّت على اليمن بأيد سعودية تتحكم بها أمريكا حتى وان تم إنكار ذلك..
والآن هاهو العالم يرقب مجدداً ويقف الكثيرون حائرين بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون .. وكأن أحدهما سيشكل فرقاً وكأن بصعود واحدٍ منهما دوناً عن الآخر سيغير من سياسة أمريكا الاستبدادية التوسعية الخبيثة؟؟
يقول قائل .. هيلاري كلينتون تميل إلى السعودية والسعودية تواليها ..
ويرد آخر .. دونالد ترامب يكره مملكة آل سعود وهم بالمقابل يخشون صعوده إلى الحكم ..
لكن حتى وأن عادى ترامب السعودية فإنه سيجد البديل عنها والذي سيكون دوره كدور آل سعود في تمرير كل مخططات الولايات المتحدة واحتقار الشرق الأوسط والعالم الثالث وما سواه..
لا خير في أمريكا طالما أن من يحكمها هو اللوبي الصهيوني .. ولا جديد في صعود رئيسٍ آخر .. ما دامت السياسة الأمريكية هي ذاتها ..
أعقلوا .

قد يعجبك ايضا