* حسن عبدالله الشرفي
إلى شهداء محارق البترول
لأنها ظَلَّتْ بحجم السَّمَا
في الطول والعرض وفي الارتفاع
صَعْدَة صارت للفدى سُلَّماَ
وفي بحار المجد صارت شراع
صعدة كانت كالضَّحى كلَّما
دَاهَمَهَا اللَّيْلُ أتت بالشعاع
مّا هَادنَتْ في عمرها مجرماً
وَلا دَنا منها تقبل الطِّباع
العزُ في وِديانها والنَّما
وفي ذُرَاها عاصيات القِلاع
صَعْدةَ أضحت للهدى مَعْلما
لأنها بَيْتُ اليقين الوِسَاع
صعدة من اعطت لنهر الدِّمَا
نقاءه الصافي بِكلِّ البِقاع
مَا مَرَّةً إيمانها اسْتَسْلَما
وَلا (بَزَتْ) للمجدِ إلاَّ شُجَاع
صعدة باتت للفدى مَنْجَمَا
فيما تراه العين أو في السَّماع
***
وَاسأل حروب الأمس يا ابن الحِمَى
من بالصمود المستميت استطاع…
قال اكتِفَاءُ الشعر خذها بِمَا
معناه إنَّ النصر فيها مُشَاع
بالأمس رَدَّتْ خصمها مرغما
كأنَّهُ من سَاقِطات المَتَاع
وَاليوم لَمَّا قَلبْهُ أظْلما
وَوَجْهُهُ ضَيَّعَ أخزى قِنَاع
جاء به حقد العَمَى والظَّما
لكنَّه في صعدة الجودِ ضَاع
قالت له دَمِّرْ قُرانا كما
شئت .. ولا تَرحَم حليب الرضاع
وهكذا مارَسَهَا مثلما
أراده الصاروخ في الاندفاع
لكَّنه في بَرِّهَا أحجما
وحَطَّهَا في رأسِهِ كالصداع
وفي غَدٍ يَشْربُهُ عَلْقَمَا
مَا لمِداَهَ في العذاب انقطاع
وَسَوف يلقى عندها فوق ما
لاقاهُ في سِت الحروب اللُّكاع
لأنَّ فيها الجرحَ والبَلْسَمَا
فيها الوجود الْمُرْتَجَى لا الضَّياع
لا الدَّول الصفراء قامت بما
يهوى ولم ينفع سلاحُ الخدَاع
صنعاء – ابريل 2015م