موسكو: تقرير شيلكوت أكد عدم وجود حاجة لغزو العراق

موسكو/ وكالات
أعلنت الخارجية الروسية أن تقرير “لجنة شيلكوت” حول مشاركة بريطانيا بالعملية في العراق أكد عدم وجود أي حاجة إلى غزو العراق وتزوير الحجج لدعم ضرورة العملية العسكرية بهذا البلد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته في جنوب القرم: “ويبقى السؤال الرئيسي مفتوحا: من وإلى أي مدى سيتحمل المسؤولية عن مقتل 150 ألفا على الأقل من مواطني العراق، كما يقر التقرير نفسه؟ ناهيك عن ملايين اللاجئين ومئات الآلاف من الجرحى والعديد من جرائم العسكريين البريطانيين بحق السكان المحليين”.
وبهذا الصدد قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الخميس الماضي إن الوقائع الواردة في تقرير شيلكوت كانت معروفة لموسكو منذ البداية وتؤكد أحقية الموقف الروسي. وأوضح: “قد تبين أثناء مناقشة هذا الموضوع في مجلس الأمن الدولي أنه يجري تزوير الوقائع لإقناع مجلس الأمن بوجود احتياطي من أسلحة الدمار الشامل في العراق وبالتالي الحصول على موافقته على إجراء عملية عسكرية ضد نظام صدام حسين”.
من جانبه أعرب مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف عن أمله في أن يساعد تقرير شيلكوت على تجاوز مناخ عدم المحاسبة في الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي ذات السياق أكد البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تتعلم من أخطائها بما فيها تلك التي تم ارتكابها خلال تنفيذ حملة غزو العراق.
وتعليقا على نتائج التحقيق في أسباب وتداعيات مشاركة بريطانيا في الحملة، والذي صدر في وقت سابق أمس الأول، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جورج إرنست، في مؤتمر صحفي دوري: “الرئيس أوباما واجه تداعيات هذا القرار، وستواجهها أيضا الإدارة المستقبلية”.
وأضاف إرنست: “يتعلم بلدانا دروسا من الأخطاء المرتكبة سابقا، والعلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا خاصة، ونأمل في أن تتعزز هذه العلاقات لاحقا، من أجل ضمان الأمن والازدهار في بلدينا”.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تنوي الإسهام في استئناف الجدل حول التدخل العسكري في العراق عام 2003م، رافضا التعليق على التقرير البريطاني.
وردا على سؤال حول التقييم الأمريكي لاستنتاجات التقرير المذكور، قال كيربي في مؤتمر صحفي: “لا أنوي الحديث عن الاستنتاجات التي يتضمنها تقرير شيلكوت (رئيس اللجنة البريطانية الخاصة بالتحقيق في ملابسات الحملة)”.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن واشنطن “لا مصلحة لها في استئناف الجدل حول القرارات التي أدت إلى حرب العراق في العام 2003م”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تركز حاليا على مساعدة السلطات العراقية الحالية و”ضمان الانتقال السياسي في سوريا” وتدمير “داعش” الإرهابي.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية نشر لجنة التحقيق حول الدور البريطاني خلال غزو العراق، في العام 2003م، تقريرا أكدت فيه أن التدخل العسكري البريطاني كان خطأ أدى إلى عواقب خطيرة لم يتم تجاوزها حتى اليوم.
واستنتجت اللجنة، في تقريرها النهائي، أن حكومة توني بلير انضمت إلى العملية العسكرية في العراق، قبل استنفاد كافة الفرص المتوفرة للحل السلمي، مضيفا إن العمل العسكري لم يكن “الملاذ الأخير”.
وأشار التقرير إلى أن حملة غزو العراق تم تنفيذها على أساس “معلومات استخباراتية مغلوطة وتقييمات لم يتم التدقيق فيها” ومن دون دعم أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن هذه الخطوة أدت إلى نتائج كارثية.
ودافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بليرعن قراراته بحماس في مؤتمر عقب نشر التقرير، قال فيه للصحفيين “اعتقد أننا توصلنا إلى القرار الصائب، ولذا فالعالم أصبح أفضل وأكثر امنا.”
وقال بلير إنه “يشعر بقدر من الأسى والندم والاعتذار أكثر مما يمكنكم تصوره” للأخطاء التي ارتكبت في الإعداد لحرب تسببت في حدوث شرخ عميق في المجتمع البريطاني.
وكانت مظاهرة مناهضة للحرب قد انطلقت في لندن عقب صدور تقرير لجنة تشيلكوت أطلق المشاركون فيها هتافات مثل “بلير كذب، ومات الآلاف” و”توني بلير مجرم حرب.”
كما وجهت الصحف البريطانية انتقادات لاذعة لبلير، إذ وصفت التايمز حرب العراق بأنها “حرب بلير الخاصة”، وفيما قالت صحيفة الديلي ميل إن رئيس الوزراء الأسبق عبارة عن “وحش الأوهام.”
وتسبب الغزو والاحتلال الانجلو امريكي للعراق في مقتل نحو 150 ألف عراقي، وفي شيوع الفوضى في البلاد كما خلق المناخ الملائم لنمو الحركات الجهادية مثل التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “داعش.”
وكان مبرر الحرب ان نظام صدام حسين كان يخفي ترسانة من ” أسلحة الدمار الشامل”، ولكن الغزاة لم يعثروا على أي اثر لهذه “الترسانة” المزعومة، كما تم سحب التقارير الاستخبارية التي أكدت وجودها لاحقا.

قد يعجبك ايضا