عيدنا جبهاتنا

علي أحمد جاحز
في البدء ومع إطلالة صباح عيد الفطر المبارك أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات ممزوجة بعبق البن والفل وروائح الكاذي ومرصعة بالعقيق اليماني إلى أصحاب المقام الرفيع أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات الشرف والنضال وإلى قائد الثورة المجاهد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وإلى عنوان الشرف والصمود والتضحية فخامة الشعب اليمني العظيم ، نسأل الله العلي القدير أن يعيده علينا وقد تحقق لليمن الانتصار الأكبر والاستقلال الأكمل والاستقرار المنشود .
لا ينبغي أن ننسى أو نتناسى على الإطلاق أننا طوال أكثر من عام و ثلاثة أشهر جسدنا بفضل الله أسطورة العصر بثباتنا وصمودنا وتكاتفنا وتفوقنا على كل المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والاجتماعية ، و هو ما يجعلنا نثق بقدرتنا على مواصلة طريق النضال بنفس الوتيرة وأكثر ، مادمنا نتجه في الاتجاه الصائب وننطلق من المنطلقات السليمة و نتمسك بالثوابت كتمسك الأم بوليدها .
قبل أيام ، عاد وفدنا الوطني من الكويت بعد مرابطة سبعين يوما في مشاورات صعبة ومعقدة مع طرف لا يمتلك رؤية ولا مشروعا ولا قرارا ، لم تثمر تلك المشاورات الطويلة الكثير والمفيد الملموس ، غير أنها في الواقع أثمرت الكثير من المكاسب السياسية والدبلوماسية .
اكتشفنا من خلال وقائع المشاورات أن وفدنا الوطني لم يكن يحاور فقط وفد مرتزقة الرياض وحسب ، بل كان يفاوض المجتمع الدولي وعتاولة النظام العالمي ، وهو ما مكن الوفد الوطني من كسر الحواجز وطرح الواقع ورؤى المستقبل اليمني على طاولة كبيرة ، ويسقط الكثير من الأقنعة ليتعرى وفد الرياض ويظهر بكونه لا يمثل سوى مجموعة من المنتفعين المختلفين في ما بينهم الذين أتوا بلا هدف ولانفوذ ولامشروع ولا قرار .
أداء وفدنا الوطني استطاع أن يحرج المجتمع الدولي الذي ينقسم بين مشارك في العدوان ومؤيد له ومتواطيء معه ومضلل به ، ويضعه أمام منطق الطرح وعقلانية الرأي ومرونة التعاطي مع البدائل ، بعكس وفد الرياض الذي كان بسبب إفلاسه المكشوف يدرك كل يوم أكثر من سابقه أن مجرد استمرار المشاورات يكلفه خسائر تراكمية ، فضلا عن كونه كان ولايزال يعتقد أن نجاح المشاورات نهاية حتمية لوجودهم في المشهد ، وتبين أن السعودية والدول المتحالفة معها في عدوانها على اليمن باتت في مأزق حرج ، وإنما تحاول التمسك ببقاء تلك الدمى في واجهة المشهد لتستفيد منهم قدر الإمكان .
عاد وفدنا الوطني والوفد الإعلامي المرافق له تاركين صورة مشرفة لليمن الشعب والجيش واللجان ، لليمن المشروع والهدف ، لليمن السلام والرقي ، الصمود والتضحية والقوة والتماسك ، عاد رافع الرأس إلى أحضان وطن مرفوع الهامة وبين صفوف شعب وجيش متراصة الأكتاف وشامخة الرؤوس .
عيدنا جبهاتنا ، والجبهات مهرجانات باذخة الغبار واحتفالات مشتعلة الفقرات ، والسماء مظلة نارية، والأرض ميدان ساخن ، والأبطال ملائكة شداد ، وما يحشد العدو طعام الأرض العاشقة لشوي والتهام الغزاة .
كل عام وأنتم والوطن بألف خير ..

قد يعجبك ايضا