محمد شبيطة –
تتفاعل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية بشكل توترات متواصلة تهدد السلم والأمن الدوليين¡ فمنذ التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في أواخر فبراير الماضي وما تلاها من ردود أفعال دولية وإقليمية وما نتج عنها من إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار عقوبات جديدة على بيونج يانج زاد من عزلتها وحصارها¡ كل ذلك أدى إلى أن ترد كوريا الشمالية بشكل عنيف على مثل هذه الإجراءات¡ خاصة◌ٍ بعد أن واكب هذه التطورات إجراء كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية مناورات عسكرية مشتركة في شهر مارس الماضي¡ وذلك ما جعل ردود أفعال بيونج يانج أشد قسوة وصلت حد التهديد باستخدام السلاح النووي¡ ومن ذلك الحين فإن الأزمة تتفاعل بشكل دراماتيكي تعدت شبه الجزيرة الكورية إلى التهديد بضرب الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح النووي¡ وصولا إلى آخر تهديد تطلقه بيونج يانج ضد دولة حليفة أخرى للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية¡ وهي اليابان¡ بضربها نوويا◌ٍ¡ هذه التهديدات زادت من تشعبات الأزمة ومن التحركات السياسية والعسكرية¡ فعلى الصعيد السياسي فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يقوم بجولة مكوكية في دول جوار الأزمة¡ بدءا◌ٍ من الصين أمس الأول السبت ووصل أمس إلى طوكيو في زيارة تبحث سبل مواجهة الأزمة¡ وكان قد حصل في بيجين على اتفاق أمريكي صيني على ضرورة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية¡ وحصول واشنطن على هذا الاتفاق مع بيجين يؤكد التصريحات السابقة التي أطلقتها الصين في سبيل تهدئة الأزمة وإنهاء حالة التوتر فكانت التصريحات الصينية تدعو جميع الأطراف إلى الهدوء وخاصة بيونج يانج التي تربطها بها علاقات اقتصادية قوية¡ وواشنطن تقول على علاقة الصين الجيدة مع كوريا الشمالية لاستقلالها في ظل الأزمة الحالية.
وكانت التهديدات التي أصدرتها بيونج يانج باتجاه اليابان تمثل أبرز المستجدات في الأزمة التي جعلت المنطقة برمتها على شفا حرب نووية ما حدا باليابان إلى نشر منظومة صواريخ الباتريوت لمواجهة هذه التهديدات.
كوريا الشمالية ردت أمس على دعوة جارتها كوريا الجنوبية للحوار من أجل تهدئة الأزمة برفض سريع واعتبرت هذه الدعوة بأنها تمثل خدعة كبيرة¡ روسيا من جهتها تكرر دعوتها إلى ضرورة التهدئة من مختلف الأطراف داعية بيونج يانج إلى ضرورة تهدئة الأزمة وأشادت بإيقاف واشنطن لتجربة صاروخية كان من المفترض إجراؤها الأسبوع الماضي¡ لكنها أوقفتها لكي لا تكون مصدرا آخر لاستفزاز كوريا الشمالية.
الأزمة الكورية تثير مخاوف دولية كبيرة يرى المحللون أنها إذا ما بدأت شرارتها الأولى ستكون لها تشعبات قد تقود العالم إلى حرب مجنونة¡ ويقول المحللون: إنه وعلى الرغم من التوافق الصيني الأمريكي والروسي على ضرورة تهدئة الأزمة واللجوء للحوار إلا أن هناك مخاوف من أن العلاقات الأمريكية الروسية ليست في حالة صحية وأن النزاعات قد تمتد من الخلافات حول الأزمة في سوريا إلى التخندق في الموافق التي قد تنشأ إذا ما بدأت الحرب في الجزيرة الكورية.
وبما أن التهديدات قد طالت اليابات فإن شرارة الحرب إذا ما انطلقت ستصيب دولا كثيرة مما يستدعي من الدول الكبرى التحرك الجدي لحلحلة هذه الأزمة من خلال وضع مبادرات تقود إلى ترسيخ الأمن والسلم والابتعاد عن التخندقات في المواقف التي ستزيد من اشتعال الأزمة وستصل إلى الانفجار الكبير.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
