اعصاب رمضانية

يوميات صائم

عبدالفتاح علي البنوس

عزيزي الصائم :الصيام جنة (بضم الجيم ) كما أخبرنا بذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم  مش جنان وقلة عقل و (ركيض ودويم ) وفتن ومشاكل وحالة طوارئ  واستنفار وكأنك داخل على جبهة أو معركة  لمواجهة العدو والنيل منه وضربه في مقتل .
عزيزي الصائم : حتى ولو كنت صائماً (عطوفاً )  نشتيك بعد العصر تخلي أعصابك في ثلاجة وإذا ما بش  معك ماطور أو طاقة شمسية تشغل بها الثلاجة خلي أعصابك هادئة ومفتهنة قوي  ومابش داعي  (تتنغفر ) و(تفتح نخرك ) و (تعقد قزك ) على الرايح والجاي وتفش غلك وجوعك فوقهم , ما بش داعي  (للبهررة )فوق  صاحب بسطة أو عربية الخضار لأن ذلك يعد من الظلم وفيه تعدي على حق وحرية شخص يعول أسرة يقتاتون من دخل هذه البسطة أو العربية , الصبر والتحمل من الضرورات في رمضان وخصوصا بعد العصر (وقت الذروة  ) .
عزيزي الصائم  : لا تحمل  الناس حالك  فيما تبقى من أيام رمضان وتدخل السوق بتتقارح مقارحة  ولا( شميزر ) بدون أمان , خليك طيب وصوم صيام (من حق الجن ) ما ( فيش حاجة تكلف للبوسرة ) ومن المؤلم أن نشاهد البعض يخرجون عن طورهم في هذه الأيام ويقومون بالتعدي على الباعة وأصحاب البسطات والمحلات على أتفه الأسباب ,البيع والشراء بالتراضي والقبول مش بالغصب والضرب والتعدي ,الذي ما يقدر يتحكم في أعصابه في رمضان يجلس له داخل بيته معزز مكرم ولا يهين الناس ويهين نفسه  و (يهجع الناس زبله )و ( يدحنهم دبوره )وكفى الله المؤمنين شر دبوره وشقابته ويادار ما دخلك شر  .
عزيزي الصائم : رمضان شهر تهذيب النفوس وصقلها على الصبر والتحمل وحسن التعامل مع الآخرين وهو شهر لإختبار قدرتك على تحمل الجوع والعطش دون أن يؤثر ذلك على سلوكك وطريقة تعاملك مع من حولك أو من تتعامل معهم وخصوصا وما ( عاد باقي ) إلا أيام قلائل ويغادرنا رمضان وما بش داعي يغادرنا ونحن غارقون في الفتن والنزاعات والمشاكل  (رعى الله الجميل واهله  ) ولنستقبل العيد بفرح وسعادة دونما مكدرات ومنغصات ومواقف تظل نقطة سوداء في حقنا هكذا ( بنقشه وبوقه ) ما بش لها رأس  , بالأمس الأول شاهدت أحدهم وهو يعبث بحمولة (عربية )بائع الفجل لأنه رفض أن يعطيه حزمة من الفجل بمبلغ زهيد في حين أن قيمتها أكثر مما دفعه وبكل عنجهية يرمي بكمية من الفجل إلى  الأرض وزاد على ذلك مد يده على البائع المسكين ولولا تدخل البعض لكان تسبب له بعاهات وكدمات ,هذا الكبر وهذه العنجهية الجاهلية لم يجد البائع المسكين من جواب شاف عليها سوى رفع يديه إلى السماء مناجيا الحكم العدل بأن ينتقم من صاحبنا (المعتوه) وأن يأخذ له حقه منه وهي دعوات أنا على ثقة بأنها ستسطع في السماء السابعة عند الجبار المنتقم الذي سيعجل بالعقوبة والانتصار لمظلومية ذلكم التهامي الذي لا حول له ولا قوة .
هذا المشهد والكثير من المشاهد الرمضانية المماثلة غالبا ما تحدث بعد العصر وتزداد سخونتها مع قرب موعد الإفطار والكثير من الناس ينظرون إلى مثل هذه الممارسات نظرة عادية وكلهم قناعة بالمقولة (لا تحاكي صايم بعد العصر) وكأن الصائم بعد العصر يتحول إلى وحش كاسر يفتك بكل من يقف في طريقه رغم أن المسألة نسبية ونادرة جدا وذلك نتيجة ضعف الإيمان وغياب روحانية الصوم من نفوسهم وقلوبهم وهو ما ينعكس سلبا على سلوكياتهم وتعاملهم مع الناس  .
عزيزي الصائم : إذا كنت من المصابين بالبواسير ولا تمتلك القدرة على تحمل ساعات الصيام فما عليك سوى البحث عن أخصائي جراح يريحك منها ويريح الناس من بوسرتك وملحقاتها وخصوصا إذا ما كانت البواسير لديك مزمنة , فلا تصبر عليها فقد تقودك نحو الهلاك وأنت لا تشعر وحينها ستتمنى في وقت لا يجدي فيه التمني نفعا بأنك ما خلقت  ,لذا احرص على أن تكون خاتمتك حسنة .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا  .

قد يعجبك ايضا