(معسكر الفرقة) .. إلى نافذة للفرح وف◌ْسحة◌ُ لöلأ◌ِم◌ِل!


استطلاع/ فايز البخاري –
قرار تاريخي بزغِ متزامناٍ مع حدث عظيم في يومُ لن ينساهْ اليمنيون

بصدور قرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة رقم (21) لسنة 2013م والقاضي بتخصيص مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاٍ بأمانة العاصمة ليكون حديقة عامة تْسمى «حديقة 21 مارس 2011م» عمت الفرحةْ أرجاءِ أمانة العاصمة صنعاء فرحاٍ وابتهاجاٍ بهذا الحِدِث التاريخي الذي سيجعل من ذلك الموقع الذي شكلِ مصدر خوفُ للكثير من سكان العاصمة أثناء أحداث عام 2011م وماتلاها حين كان يخشى الجميعْ اندلاع حربُ شاملة بين قائدي الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري اللذين مثلا طرفي صراعُ خشيِ الجميعْ أنú يكون فيه الكارثة لمدينتنا الحبيبة صنعاء التاريخ والحضارة والجمال.

أولى تباشير الفرح بذلك القرار التاريخي كانت عبر صفحات الفيسبوك التي عجت بالتهليل والترحيب بهذا القرار الشجاع الذي لبى طموحات وآمال ومناشدات كل سْكان أمانة العاصمة حيث لم يكن الفرح بهذا القرار هو لإلغاء الفرقة أو إخراج قوة ضاربة من وسط أحياء سكنية لم تعد تحبذ مجاورة الرعب الذي أحدقِ بها ليل نهار بقدر ما كانت الفرحةْ أيضاٍ بإيجاد مساحة شاسعة لمتنفسُ كان أهالي صنعاء بأمس الحاجة إليه بعد أن توسعت وامتدِ عمرانْها شرقاٍ وغرباٍ وشمالاٍ وجنوباٍ دون أنú يتم تخصيص أية مساحة لتكون حديقة تتناسب والزيادة الهائلة في عدد السكان والأحياء التي شهدتها أمانة العاصمة في العقد الأول من القرن العشرين وبداية العقد الثاني.

يوم المحشر
* الوالد محمد ناجي رحبان من سكان الحي الذي أقطنه عبر عن فرحته بهذا القرار وقال أنه طالما كان يتمنى تحويل كل المعسكرات التي تقع داخل الأحياء السكنية في عموم أمانة العاصمة إلى حدائق ومتنزهات لأنهْ لم يجد حديقة غير الثورة والسبعين اللتين كانتا تناضلان منذ عقودُ ولم يلتفت أحد لذلك الاكتظاظ الذي كانتا تعاني منه على مدار العام وبالذات وقت العْطل الرسمية أما أثناء إجازات عيد الفطر وعيد الأضحى فإن الحال في حديقتي الثورة والسبعين حسب ما قال كان يتحول إلى محشر ولم يكن الأطفال ولا أْسرهم يجدون المتعة المنشودة التي كانوا يأتون لينشدوها في ظلال تلك الحديقتين اليتيمتين.

حديقة جديدة
* ويشاطره الرأي الأستاذ محسن مهيوب حيدر الذي استقر مع عائلته في صنعاء منذ سبع عشرة سنة وكان يعمل في العاصمة منذ أكثر من ثلاثين سنة ويعرف كيف كان حال حديقة الثورة وحديقة السبعين من حيث استمتاع الناس بمساحتهما وليس في خدماتهما كما قال فهو يفرق بين واقعهما الآن من حيث الخدمات والتحسْن الذي يراهْ أفضل من السابق بكثير وبين واقعهما من حيث الازدحام والراحة بالأعداد القليلة التي كانت ترتادهما حين لم تكن صنعاء قد اتسعت بهذا الشكل المهول.
ولهذا فقد أبدى فرحاٍ وسروراٍ عظيماٍ بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المناضل عبد ربه منصور هادي والذي بموجبه تم تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع (سابقاٍ) والذي يقع بين شارع الستين الغربي وجولة مذبح غرباٍ ووزارة الإعلام وحي ومقبرة سواد حنش شرقاٍ وتمتد من حدود جامعة الإيمان شمالاٍ إلى مشارف جامعة صنعاء جنوباٍ.

ملاهي وألعاب
* وما يْميز هذا الموقع الفريد وجوده على تل أو تبة ليست بالمرتفعة جداٍ ولا بالمنخفضة والذي يكفل للمقاولين والمستثمرين والمهندسين المنفذين التفنن في عمل الملاهي والألعاب والبحيرات والصالات المغلقة والمسارح والممرات التي تتناسب مع تضاريس الموقع الفريدحسب قول المهندس عمر ثابت الصلولي الذي أبدى هو الآخر إعجابه وفرحته بالموقع الذي تحول من النقيض إلى النقيض حسب قوله وأصبحِ بين عشيةُ وضحاها مصدراٍ للفرح والابتهاج بعد أنú ظل ردحاٍ من الزمن مصدراٍ للخوف والرعْب ليس لأنه كان يحصل منه مضايقات للسكان أو إشكالات ولكن لأن أي شيء عسكري أو أي موقع يحوي جيشاٍ ومعدات عسكرية هو في نظر الناس مصدر رْعب ويبعث فيهم الخوف والشعور بعدم المدنية التي ينشدها الجميع.
وتمنى الصلولي أنú يتم تخطيط الحديقة وفقاٍ لهندسة الحدائق الحديثة وبما يلبي طموحات ورغبات كل الفئات العمرية وأنú يتم التركيز على فئة الأطفال الذين هم أساس البهجة والأكثر احتياجاٍ للحدائق والمتنزهات.

شبحَ ينقشع
* ورغم أن الفرقة أولى مدرع منذ تأسيسها بداية عهد الرئيس السابق ومكوثها في ذلك الموقع الذي كان في عهد الرئيسين إبراهيم محمد الحمدي وأحمد حسين الغشمي مقراٍ للواء الأول مدرع لم يجد منها السكان المجاورون ما يضايقهم إلا أن أحداث عام 2011م وما تلاها من انفجار لبعض المعدات العسكرية التي وصلت قذائفها إلى بعض الأحياء السكنية وأنتجت أضراراٍ ببعض المساكن قد جعل شبح الخوف يخيم على كل سكان العاصمة من بقاء مثل ذلك الموقع المتوسط للعاصمة والمرتفع في قلبها يحوي بين جنباته قوة وذخائر عسكرية هي أشبه بالقنابل الموقوتة التي توشك على الانفجار في أي وقت ودون سابق إنذار!

إطلالةْ الفرح
* الصورة التي رأيناها لموقع حديقة 21 مارس صبيحة قرار إنشائها كانت مغايرة وبدت أكثر إشراقاٍ وإشعاعاٍ. سألتْ نفسي هل تتغيرْ الأمكنة بين عشيةُ وضحاها بمجرد جرة قلم! لا ليس الأمر مجرد جرة قلم إنهْ فتح بابُ للأمل ونافذةُ أطلِ منها الفرحْ بعد فترة توجْسُ وقلق كانت فيها الأنظار تتجه صوب هذا المكان وتنتظر اللحظة التي قد تكون النهاية من هذا المكان.. الآن وبعد جرة القلم التي بموجبها أضحى هذا المكانْ رسمياٍ فْسحة للأحلام التي سترفرفْ على تلك التلة البهية وسوف تترقرقْ بين دوحاتها رؤى ومباهج كاد يعصف بها الألم ذات نهار.
الأماكن لا تتغير بين لحظةُ وأْخرى نحن الذين نتغير تبعاٍ لأحاسيسنا ومشاعرنا التي تنداح على وجوهنا لتعكس بجلاءُ حرارة وبرودة ما يعتمل في أعماق ذواتنا.
تبة الستين الغربي هاهي تنسلخ من ماضيها العسكري المبني على الشدة والقوة لتتجه صوب الظلال الوارفة التي تزينها الآمال بالغد المشرق لكل اليمن.
إنها فعلاٍ بوابةْ الأمل الجديد وفْسحة الفرح التي تتماهى عند عتباتها الأشواق والأحلام.

قد يعجبك ايضا