التدريب الحديث أمام تحدي القدرة على الإقناع


تحقيق / محمد راجح –
وقف وائل المقرعي لأكثر من سبع مرات أمام لجنة قبول الوظائف في بعض الجهات الرسمية والقطاع الخاص أو في المنظمات الدولية التي تعلن من وقت لأخر حاجتها لموظفين يمنيين.
ويؤكد وائل أهمية المقابلة بالنسبة للباحث عن الوظيفة سواء في القبول أو الرفض وهناك ضرورة للإلمام بمتطلباتها والتهيئة المناسبة لها.
من وحي تجربة وائل الذي عانى معاناة شديدة في الإجراءات المتعلقة بالتوظيف والذي خسر جميع الوظائف التي خاض غمار نستلهم العديد من القضايا البارزة في عالم التدريب والتوظيف ومصيرية العلاقة مع متطلبات سوق العمل التي تشهد متغيرات عديدة في الوقت الراهن.
من حفل التخرج وإعداد السيرة الذاتية وإجراء مقابلات العمل تنطلق المغامرة وتبدأ مرحلة هامة وشاقة للدخول إلى سوق العمل في جاهزية تأهيلية وتدريبية تامة تقود إلى نيل شرف الوظيفة.
ويبقى السؤال المطروح ما أهمية التدريب والتأهيل وما هي أبرز الأساليب الحديثة في مجال التدريب والتشغيل والتي تشكل عاملاٍ رئيسياٍ في طرق التعامل مع التوظيف وربط المخرجات بسوق العمل .

■ يرى خبراء أن حقل التدريب والتوظيف يشهد تغيرات متواصلة وتطورات متلاحقة وعلى الجميع إدراك أن الرهان الحقيقي للنجاح حاليا يتركز في أساليب العرض والإقناع.
ويمتلك الكثير من الخريجين الشباب وقوى العمل بشكل عام المعرفة بنسبة تصل لنحو 75% بحسب ما أفادنا به أحد خبراء التنمية البشرية لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون عرضها وهذا هو الفرق بين الناجح وغير الناجح وكذا العمل المنتج وغير المنتج .
ويشير خبراء إلى أن العصر الحالي هو عصر التسويق الشخصي وطريقة التعامل المقنعة ولهذا تجد الكثير في اليمن مثلاٍ لا يستطيعون تحقيق أي هدف لهم نتيجة عدم امتلاكهم لمهارات العرض والإقناع.
كما أن هناك شباباٍ رائعون ولديهم إمكانيات هائلة لكن لا يستطيعون إبراز إمكانياتهم ومهاراتهم وتوصيلها للآخرين بطرق عرض مقنعة.
في هذا الصدد تجد مثلاٍ طبيباٍ يمتلك معرفة هائلة لكن ليس لديه المقدرة في التعامل وعرض معارفه وهكذا في اغلب المهن والتخصصات.
وبحسب الخبير المعروف في التدريب والتنمية البشرية رائد السقاف تأتي هنا الحاجة وفقاٍ للتطورات الحديثة للتدريب والتوظيف ضرورة تأهيل الخريجين والشباب وتدريبهم وتنمية مهاراتهم وإكسابهم طرق ووسائل تكوين شخصيات متحدثة من خلال أفكار في العرض والتقديم ودورها في تغيير الحياة الشخصية وكيفية إقناع الآخرين والحصول على ما تريد واكتشاف لماذا ينجح البعض ويفشل آخرون.
ويشدد على أن برامج وأساليب التدريب والتأهيل الحديثة تركز على القدرات الذاتية لدورها في نماء الشخصيات وخصوصاٍ من الفئة الشبابية التي تحتاج إلى اكتشاف قدراتها وتوظيفها بشكل فاعل في التميز والإبداع والنجاح في الحياة.
ويؤكد ضرورة التركيز على اكتشاف طاقات الشباب الإبداعية والأهم تكوينها ذاتياٍ ومجتمعياٍ وكذا الطرق النموذجية الصحيحة لتكوين الشخصية وإكسابها قدرات الإقناع والحضور المجتمعي المناسب واستلهام قصص النجاح والقدرة على تحديد أسباب نجاحهم والأهم صقل المهارات اللازمة للدخول إلى سوق العمل.
القدرة على الإقناع
■ يؤكد مدرب التنمية البشرية أحمد النجار أن التدريب أمام تحدُ رئيسي يتمثل في القدرة على الإقناع بمعنى أن أساليبه الحديثة تتركز على تأهيل وصقل متدرب وجعله قادراٍ على الاقناع والتعبير عن المعرفة التي يمتلكها ويعكسها في موقع العمل.
ويقول أن الكثير من قوى العمل أو الخريجين أيضاٍ قد يمتلكون العلوم والمعارف النظرية والرغبة والدافع التحفيزي لكن المشكلة الكبيرة التي يواجهونها هي عدم القدرة على التعامل مع هذه المعارف والتعبير عنها في بيئة العمل.
ويشير إلى أن التدريب يقوم على المشاركة والتفاعل لأنه في جوهره يهدف إلى تحقيق إكساب المعلومة والمعرفة والمهارة وتعزيز السلوك والاتجاه الإيجابي ولهذا لا بد من تعدد وسائله وأساليبه وطرائقه التي تشرك حواس المتدرب جميعها وقد تعدد هذه الوسائل والأساليب بناء على نهضة الاتصال والتكنولوجيا التي تتقدم وتتطور كل يوم.
الافتقاد للمعايير
■ واقع التدريب وأساليبه وطرق التعامل مع المتدربين تختلف من بلد لآخر بحسب الدكتور سليم قريمه رئيس الجمعية الأكاديمية للتنمية البشرية.
يضيف في اليمن مثلاٍ تجد واقع التدريب صعباٍ ويواجه العديد من التحديات وهناك عدم فهم لأساليب التدريب وافتقاد للمعايير التي تنظم الأداء وتضع حداٍ للفوضى الحاصلة في هذا الجانب.
ولتحديد الأساليب المناسبة والارتقاء بواقع التدريب والتشغيل يجب أولاٍ وضع حد للفوضى التي تعم قطاع التدريب وتحديد معايير أساسية لعمل المراكز والمعاهد العاملة في التنمية والتدريب وكذا للمدربين يعني المدرب يجب أن يخضع لشرط متعددة ليمارس مهنة التدريب أيضا يجب تقييم عمل المؤسسات والمدربين والرسالة التي يحملونها ومدى استفادة المجتمع والدارسين من هذه العملية التعليمية والتدريبية.
ويرى سليم أن هناك مشاكل عديدة في سوق العمل وهذا الأمر يتطلب وضع خطة علمية وأكاديمية تحدد الاحتياجات من الأعمال والوظائف وربط المخرجات التعليمية بسوق العمل.
ويقول : هناك مفاهيم خاطئة للأعمال والتخصصات لأننا وصلنا لمرحلة الاكتفاء والتشبع في بعض التخصصات التي تشهد إقبالاٍ كبيراٍ عليها مثل الحصول على اللغة الانجليزية والكمبيوتر ويضيف أن سوق العمل يتغير باستمرار وهناك ضرورة لمواكبة ذلك من خلال التعامل مع المتطلبات الاساسية لمخرجات التعليم وكيفية تأهيلها وإكسابها المهارات اللازمة التي يحتاجها سوق العمل والمؤسسات والمنشأة العاملة في قطاع الأعمال وهناك العديد من المهارات التي يتم التغافل عنها بمقابل التركيز على جوانب تدريبية لا تتلاءم مع تطورات العصر وبيئة الأعمال وهذا الأمر يحتاج لوقفة جادة لتطوير اساليب التدريب والتأهيل وأيضا فإن التعامل مع الآخرين من المتطلبات الأساسية لتثبيت الأعمال وترسيخها وإيجاد بيئة مناسبة للأعمال وكذا في بناء مجتمع راق ومتطور.

قد يعجبك ايضا