مكتبة العمراني
عبدالمجيد التركي
مكتبة العمراني انشغل بها الناس أكثر من انشغالهم بقنبلة عطان، وكتبوا عنها أكثر من الصواريخ التي سقطت على جبل نقم، وأكثر من شهداء سوق مستبأ ـ حجة، وأكثر من تدمير قاهرة تعز، وأكثر من سبعين امرأة قتلتهن طائرات آل سعود بداخل قاعة أعراس في سنبان ـ ذمار.
دمَّر آل سعود اليمن بكل ما أمكنهم من قوة، وأسقطوا قنابل محرمة، وقاموا بغارات جوية لم تحدث حتى في الحرب العالمية الثانية، ومعظم ناشطينا صامتون كأن على رؤوسهم الريال السعودي.. وحين يتعلق الأمر باعتقال ناشط أو بخبر لا يتعلق بالسعودية يقيمون القيامة ولا يقعدونها.
مرت الكثير من الأحداث، واستشهد آلاف الأطفال والنساء، ودُمرت المدارس والمستشفيات والمعسكرات والجسور والبيوت وبعض الكتَّاب والمثقفين صامتون، يدخلون الفيس بوك ولا يكتبون كلمة.
وحين يتم القصف المتبادل بين الحوثي وما يسمونهم المقاومة تراهم يخرجون من مخابئهم للتنديد والشجب، أما حين تقوم طائرات السعودية بقصف اليمن تراهم يبتلعون ألسنتهم ويدخلون في سبات عميق، وكأنهم يفعلون كل هذا نكاية بالحوثي فقط، حتى لو كان ذلك على حساب اليمن.
اختلفوا مع الحوثي وتقاتلوا معه، وانتقدوه، لكن لا تصمتوا عن جرائم السعودية، ولا يدفعكم حقدكم على الحوثي للوقوف مع آل سعود وتأييدهم ضد بلدكم.
ها هي الإمارات اقتحمت قبل أيام مقر التجمع اليمني للإصلاح في المكلا، ولم يتحدث أحد منهم، لأن الأمر متعلق بالإمارات، أما لو كان الحوثي هو الذي اقتحم المقر فسيشتمونه بأقذع الألفاظ ويتهمونه بكل التهم.
معظم من كتب عن مكتبة العمراني كتب لأجل الكيد والانحياز وليس لأجل كلمة حق.. وكل عمل كهذا مرفوض من أي طرف.