ماذا نريد؟
أحمد الأكوع
سؤال نوجهه إلى قادة اليمن من أحزاب ومنظمات ومستقلين وشباب، ونحن أمة اليمن نريد أن نحيا حياة نساهم فيها جميعاً في بناء اليمن لا أن نعيش على فضل الآخرين، ننعم بنتائج مجهوداتهم، وتقتصر على ما فَضُلَ من حاجياتهم.
إن مسؤولياتنا هي التضامن والتوحيد للجهود، وإن مسؤولياتنا الأولى هي ليس أن نقهر الموت، ولكن مسؤولياتنا ألا نزرع الموت، بل نكون زراعاً للحياة بأي شكل من الأشكال، بالمحبة، بالمساواة، بالجرأة في الحق، ولكن جرأة مؤدبة، جرأة مهذبة.
نحن نستطيع أن نقول: إن اليمن قد أسست حكماً نموذجياً ومثالياً، وبالرغم من السنوات الطويلة التي مرت بنا منذ قيام ثورة 26 سبتمبر، وثورة 14 أكتوبر، ومهما أرادت أي حكومة أن تتستر على أخطائها كما أنها لا يمكن أن تدعي أنها تسير بدون أخطاء.. نعم كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
نحن نريد أن نكون شعباً متحضراً، وعلى سبيل المثال إذا أخطأ الحاكم فمن حق المواطن كمراقب أن يوقف هذا الحاكم عند حده بالوسائل المشروعة.
وأي حكومة قادمة سوف لن تستعصي على البرلمان من أن يستجوبها، وقد لا تستطيع أي حكومة أن تفرض على البرلمان أن يمنحها الثقة كما تشاء، ولا تستطيع أي حكومة أيضاً أن تمنع أي عضو من أعضاء البرلمان من أن ينتقد، أو من أن يناقش أي قضية من القضايا، وهذا كله لن يتم إلا إذا أرسينا الأساس الأول للمجتمع اليمني الجديد، وهو أن السلطة مجرد وظيفة اجتماعية يؤديها من توضع فيه الثقة لخدمة المجموع، وليس إرثاً ولا حكراً لفئة أو لفرد بأي حال من الأحوال.
نحن اليوم على أبواب إنشاء حكومة توافقية تكون هي الأساس لبناء مستقبل كبير وقوي، وعندما نجعل اليمن نصب أعيننا، وسياسة اليمن بأيدٍ يمنية محضة، هناك فقط نستطيع القول: إن اليمن تخطو خطوات هامة إلى الأمام، وبناء مجتمع جديد.
إننا جميعاً اليوم نريد للإنسان اليمني أن يحيا أولاً حياة كريمة، أو أبنائنا أو إخواننا أي أن نقضي أولاً وقبل كل شيء على أساسيات الكراهية في المجتمع، وأن نسعى عبر كل جهودنا إلى إشاعة روح المحبة والإخاء، ولكي نخفف من كل محاولة من محاولات الهدم والقضاء على بعضنا البعض.
نعم كلنا نريد أن يعيش الإنسان اليمني عيشة هنيئة، وأن يحيا حياة سعيدة، وأن تكون حياته حياة ممتعة، لا أن تكون حياة بائسة أو شقية، ونحن أبناء هذا الجيل ثم آباؤنا الذين سبقونا لم نعانِ أبداً في اليمن السعيد الإحساس بأن سيادتنا الوطنية منتهكة على يد الأجنبي، لكننا والحق يقال: بدأنا نشعر بأن سيادتنا يجب أن تكون مستقلة دون أن يتدخل في شؤوننا أحد من الخارج، أو يحاول تقسيم اليمن حسب سياسته الخاصة.
إننا نريد أن نزرع مواطنين يحيون في دمائهم كل حس لتاريخ اليمن، أن يعيش كل واحد وكل التراث القديم في دمه وفي عقله مشرئباً لخطوات تاريخية مستقبلية يزود بها حياته من أجل تحقيق مستقبل مضمون للجميع.
روحانيات رمضان
تتوالى أيام الشهر المبارك يوماً بعد آخر، وكأنها تتسابق في الزوال ما يميز هذه الأيام عن باقي أيام السنة أنها أيام مباركة، وقد تباركت باختصاصها بنزول القرآن الكريم قال تعالى: (شهر رمضان الذين أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، من بركات هذا الشهر أيضاً أن الحسنات مضاعفة، ولذلك يحرص أغلبية الناس على الدفع بزكاتهم على المال والذهب والفضة خلال أيام الشهر الفضيل ليتضاعف الأجر، كما أنه ورد أن الإكثار من الصلاة النافلة مستحب في هذا الشهر الكريم، ففضل النافلة كفضل الفريضة، والفريضة فيه كسبعين فريضة.
يختص اليمنيون في الشهر الفضيل بروحانية يمانية، فهم يحيون المساجد فيه، ويتبادلون الزيارات، ويتراحمون بينهم، فبارك الله لنا ولجميع اليمنيين هذا الشهر العظيم، وتقبل الله منا صيامه وقيامه وصدقته.
شعر:
تورطت بأرضنا أمريكا وحلف الشر
ما تدري أن اليمن تسوى مية فتنام
ما عندنا إلا علي أو مالك الأشتر
وسيوفنا الحيدرية تنسف الأصنام
للشاعر/ معاذ الجنيد