تعتبر الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام وفريضة من فرائض الدين وواجباً من واجبات الإيمان يدفعها المكلفين إلى ولي الأمر المسئول عن شؤون الرعية انطلاقا من قول الله تعالى ” خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “.
يقول العلماء : ” الزكاة ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائض الدين تختلف عن غيرها من الأموال التي تخرج في وجوه البر أو يلزم بها الإنسان من الجهات المسئولة باعتبارها عبادة ربانية واجبة من الله تعالى يشترط فيها النية “..
وأكدوا أن الزكاة عبادة لا يمكن أن تقبل إلا بنية يريد بها الإنسان وجه الله تعالى طيبة بها نفسه وهي ثابتة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان ولا بتغير الأحوال والأشخاص.
والزكاة شكل من أشكال العطاء الديني التي من خلالها يتحقق التكافل الاجتماعي ومن خلال أموال الزكاة يستطيع ولي الأمر تسيير أمور الرعية.
ووفقا لعلماء الدين فإن الزكاة نجحت في العصور الإسلامية كمؤسسة متمثلة في بيت مال المسلمين في تحقيق أهدافها المتمثلة بمحاربة الفقر وتحقيق التكافل الاجتماعي والمنفعة وتلبية احتياجات المسلمين .
في حين هناك خلط لدى بعض الناس بين مفهومي الزكاة والصدقة إلا أن العلماء وضحوا ذلك فالصدقة هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع ،وقد تطلق الصدقة على الزكاة الواجبة وهي صدقة التطوع فهي خاضعة لرغبة الإنسان وليس ملزما بها إنما تكون للتقرب إلى الله ومحبة في عمل البر والخير سواء قليلة أو كثيرة وقد يعطيها الإنسان وقد لا يعطيها .
واستشهد العلماء في ذلك بقوله تعالى ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين” وقوله عز وجل “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها “، فيراد بها الزكاة من ناحية الاسم أي تشترك الصدقة مع الزكاة في الاسم لكن صدقة التطوع التي ليست واجبة تعد نافلة كما هو معلوم في كل العبادات فهناك نوافل تتبع الصلاة ونوافل تتبع الزكاة ونوافل تتبع الصيام وكل عبادة لها نوافلها تحافظ عليها وتمنع من أي خلل يحافظ عليها.
وإخراج الزكاة واجب على كل مسلم مكلف بلغ عنده المال النصاب وحال عليه الحول أن يخرج الزكاة منه إذ لا صحة لإيمانه ولا لإسلامه إلا بإخراجها , أما إذا لم يؤدها فهي غل في عنقه وإن كان جاحدا فهو كافر وإن كان متساهلا عنها فهو عاص لله وهو على خطر عظيم.
وأكد العلماء وجوب تسليم الزكاة إلى ولي الأمر طالما وهناك من يأخذها ويطالب بها فالواجب على المكلفين دفعها وتسليمها له بغض النظر عن كيف تصرف ولمن تصرف فالمكلف واجبه إخراج زكاة ماله والجهات المسئولة هي المسئولة أمام الله تعالى.
وشدد أصحاب الفضيلة العلماء على أن الإسلام ألزم المسلم بإخراج زكاة ماله ودفعها إلى ولي الأمر بحيث لا تبرأ ذمة صاحب المال أو المزكي إلا بدفعها إلى ولي أمره باعتباره هو الذي يوجه المال لمصلحة الأمة بما يعود عليهم بالخير.
Next Post
قد يعجبك ايضا