نوادر العرب

قال رجل لجعفر الصادق: ‏ ‏ ما الدليل على اللّه، ولا تَذْكُرْ لي العالَم والعَرَضَ والجوهر؟ فقال له: هل ركبتَ البحر؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ قال: هل عصفتْ بكم الريحُ حتى خفتم الغرق؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاّحين؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل أحسّت نفسُك أن ثَمَّ من يُنجيك؟ ‏ ‏ قال: نعم. قال: فإن ذاك هو اللّه.
والله لو قلت غير ذلك لما صدقني أحد من العرب
يحكى أن أعرابيا عرج على دار حاتم الطائي بعد عناء سفر طويل, ملتمسا”الراحة والطعام والشراب لما سمعه عنه من كرم ومروءة, فلما التقاه حاتم سأله بجفاء عن حاجته, فأجابه الأعرابي: والله إني متعب من السفر, وشديد الجوع والعطش, فقصدتك لما سمعت عن كرمك بين العرب0 فقال له حاتم متعمدا”الجفاء: وهل داري مفتوحة لكل من يقصدني كي يرتاح ويأكل ويشرب؟ فارتبك الأعرابي واحمر وجهه خجلا”, وأسرع إلى جواده فامتطاه مطلقا”له العنان دون أن ينطق بكلمة0 فلما ابتعد, تلثم حاتم وامتطى جواده ولحق به, فلما التقاه حياه وقال له: من أين قادم ياأخ العرب؟ فأجابه الأعرابي: من عند حاتم الطائي0 فسأله حاتم: وماكانت حاجتك عنده؟ فأجاب: كنت جائعاً “فأطعمني وعطشاناً” فسقاني وعندما كشف حاتم عن وجهه وهو يضحك, سأل الأعرابي: لماذا كذبت علي؟ فأجابه الأعرابي: والله لو قلت غير ذلك لما صدقني أحد من العرب ولقالوا عني مجنونا”0 فابتسم حاتم , وعاد إلى داره مصطحبا”معه الأعرابي, فنحر له وأطعمه وأكرمه ”
——————–
في الحلال و الحرام
قال أعرابي للقاضي إياس بن معاوية: لو كنت أكلت التمر هل تجلدني؟ قال: لا،
قال: لو شربت الماء هل تجلدني؟ قال: لا،
قال: فشراب النبيذ منها فكيف يكون حراما ويجلد شاربها؟
قال اياس: لو ضربتك بالتراب على رأسك هل يوجعك؟ قال: لا،
قال: لو صببت عليك قدرا من الماء هل ينكسر رأسك؟ قال: لا، قال: لو مزجت الماء والتراب و صنعت منها طابوقة صلبة وضربت بها رأسك كيف يكون،
قال: ينكسر الرأس، قال اياس: كذلك النبيذ.

قد يعجبك ايضا