فكرة هاربة..

محمد المساح –
كثيرا◌ٍ ما يفقد الفكرة.. التي طرأت على ذهنه وأجلها حين قفزت إلى رأسه.. حتى يصل إلى القلم والورقة.. وحين يجلس مع القلم والورقة ويتهيأ وقتها يفاجأ.. أن تلك الفكرة التي قفزت إلى ذهنه قبل أن يصل إلى قلمه وورقته.. وتلك التي شغلته وعزم على تسجيلها وتسطيرها حبرا◌ٍ وورقا◌ٍ.. قد ذهبت بعيدا◌ٍ وطارت في فضاء الله¡ وكالعادة يراوغ النفس ويستدعي من أغوارها كل التسويفات والمبررات والذرائع والتمويهات التي درج عليها دائما◌ٍ محملا◌ٍ المسؤولية.. عبء الانشغالات المتعددة.. والمسؤوليات المتراكمة في أجندة الذهن.. خلالها وهو يلون تبريراته ويختلق الأعذار والمستحيلات.. يقنع النفس بأن الأمر عادي جدا◌ٍ¡ وما بعد العادي أو قبله الفكر.. والأفكار واللمحة واللمحات عديدة.. وكثيرة المهم وجود اللاقط ومن ثم العامل المساعد لجمع تلك الفكر والخواطر ليس الحضور البديهي للذهن وحسب¡ ولكن الأمر المهم.. هو وجود «الأجب» العزف جاهز.. متى صادف الذهن بارقة.. أو خاطرة.. أوعز لبنانه أن تقفز وكلمح البصر لاصطياد الفكرة.. ومن ثم وضعها في سفل «الأجب» وهو في وسط التهويمة و«الأجب» وقد تركزت كل مشاعره.. حسيا◌ٍ وعقليا◌ٍ.. وقفز من مكانه بلا أجب يجمع جراد أفكاره فاصطدم رأسه بجدار الغرفة حتى أدماه وهو يحاول أن تلحق بنانه «الهرداج» الصرصار والذي لا يدري وقتها من أين هبط¡ أو صعد ذلك الهرداج اللعين¡ وغاب الهرداج في شق الجدار.. وعاد صاحبنا يلهج بصوت ضاج باللعنات على ذهنه الملعون.. وتلك الفكر التي تلامسه مجرد ملامسة ثم تطير في الهواء تضحك ساخرة على ذهن شتيت رأس صاحبه مجروح ومدمى.

قد يعجبك ايضا