صفعة يمنية !!

إبراهيم الحكيم
وجه أطفال اليمن صفعة قوية لجبين الأمم العمياء والشعوب الصماء، ووجه الإنسانية منزوع الحياء، بدفعهم مصروفهم ليحشروا نقودهم في فم هيئة الأمم الناطق بالمال، علها تنطق بما يتعين أن تقوله ولأجله وجدت، وتتحرر من الخرس المباع لقتلتهم بني سعود !!

إنسانيا وسياسيا أيضا، كتب في متن تاريخ الإنسانية أن جبن هيئة الأمم المتحدة وتخاذلها حيال تحالف العدوان السعودي على اليمن وحصاره المتواصلين؛ قد اضطر أطفال اليمن أن يدفعوا مصروفهم ليشتروا حقهم في الحياة، وهي والله سابقة مجلجلة بقدر الضيم الجلل !.

بعد دفع أطفال اليمن المال مقابل حقهم في الحياة المسلوب منهم بغطرسة ممالك النفط واستباحتها قتلهم وجرحهم بذريعة تمويلها برامج منظمات الامم المتحدة؛ أي عار لحق وسيلاحق صمت شعوب العالم وحكوماتهم وهيئة أممهم المتحدة على الخذلان والهوان والارتهان لقوى الطغيان ؟!!
كل فلس دفعه طفل يمني من مصروفه يعادل مليونا وكل ريال يعادل مائة مليون بفارق عمر الدافعين وغايتهم من الدفع، وجهة المدفوع له والمقابل المنشود: حق الحياة بأمان ليس إلا.. الحق الإنساني الفطري الثابت والمكفول بجميع الشرائع السماوية والشرعات البشرية كافة بلا استثناء !.
مبادرة تبرع أطفال اليمن الرمزية للأمم المتحدة بعد تعليل تقاعسها عن مسؤولياتها ورفعها تحالف العدوان السعودي من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال وقاتليهم؛ وضعت العالم أمام الفرق الشاسع بين من يدفع ليشتري حقه في الحياة، وبين من يدفع ليقتل من دون وجه حق !.
صحيح أن القابض للمال واحد، لكن أطفال اليمن بهذه المبادرة قد وضعوه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكون سمسار شر يبيح القتل والتدمير والتشريد وحصار الشعوب ويتواطأ معه ويرضخ له مقابل المال، أو أن يكون مدافعا عن الحياة والسلام والتعايش بين الأمم .. فماذا تختار هيئة الأمم المتحدة ؟!

أكثر من لحقه الخزي جراء هذه الصفعة غير المسبوقة دوليا، بجانب كل حكومات شعوب العالم الصامتة على قتل وجرح اليمنيين وتدمير منازلهم ومقدرات دولتهم وتشريدهم وحصارهم منذ عام ونيف، هو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون .. لسان حاله : صرنا مرمطة الأمم !!.
لا أظن بان كي مون كإنسان يستطيع أن ينام قرير العين، مطمئن البال، راض عن نفسه .. ولا أظنه كأمين عام لهيئة الأمم المتحدة يوفت فرصة الاعتذار لأطفال اليمن والعالم بتقديم استقالة مسببة من منصبة للتاريخ، تدعم تبريره رفع تحالف العدوان السعودي من قائمة قتلة الأطفال، قبل أن يقال!.
كل التحية لمن اقترح هذه المبادرة، رئيس المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” صالح الصماد، ولكل من تفاعل وتجاوب معها، فرغم رمزيتها أكدت للعالم مجددا مظلومية الشعب اليمني وأنه صاحب حق مضام من قوى شر استمرأت الضيم وغرتها أموالها لتستبيح كل  القيم وتنتهك المواثيق والقوانين الدولية وتبيد دولة وشعبا !!.
alhakeem00@gmail.com

قد يعجبك ايضا