سياسيون وقانونيون لـــ الثورة:
استبعاد دول التحالف من القائمة السوداء .. سقوط أمام سلطة المال
السعودية في كل الأحوال طرف أساسي في العدوان وليست وسيطا محايدا كما تحاول إثباته.
قرار السحب باطل بعيب الإكراه المادي والمعنوي بحسب اعتراف الأمين العام للأمم المتحدة
التوضيحات الأممية تشير إلى أن عودة السعودية إلى القائمة السوداء ممكنة
استطلاع/ أسماء حيدر البزاز
قرار استبعاد السعودية وبقية دول تحالفها من القائمة السوداء لقتل أطفال اليمن لقي استنكاراً شعبياً ودولياً واسعا ..
بعد تراجع الأمم المتحدة عن القرار تحت ماقاله بان كيمون : إنها ضغوط سعودية وتهديدات بإيقاف دعم برامج الأمم المتحدة..ما يضع مصداقية المنظمة مجددا على المحك. التراجع ..اعتبره قانونيون وسياسيون باطلا بعيب الإكراه المادي والمعنوي باعتراف الأمين العام في مؤتمره الصحفي يوم الخميس المنصرم وانتكاسة خطيرة بحق الضمير العالمي الذي انهارت مقوماته ومنظوماته الإنسانية والسياسية..نتابع التفاصيل في سياق الاستطلاع التالي:
الدكتور محمد عبدالله الحميري – رئيس منظمة أطفال اليمن اعتبر التراجع عن القرار مضراً بسمعة المنظمة وأمينها العام وأكد للعالم أجمع مستوى الانحدار القيمي والأخلاقي للمنظمة وكيف أنها العوبة بيد اليهود وأرباب المال من آل سعود.
وقال: لعل هذه الحادثة قد جاءت بشكلها وسياقها هذا بالأفضل لليمن من أن لو كانت لم تحدث فمكسب اليمن المعنوي من جراء مسألة إدخال السعودية ودول التحالف في القائمة السوداء للمنظمة بسبب دورها في قتل أطفال اليمن هو مهما يكن فإنه في نظري قد تحقق يوم تم الإعلان عنه، لكنه اليوم بعد هذا التراجع قد تحقق مرتين حيث كشف الله من خلال هذا التراجع للعالم أجمع أن اليمن تواجه كل هذا الظلم من قبل ليس فقط ما يسمى بدول التحالف العربي ولكن أيضا من قبل كافة دول الاستكبار العالمي بمن فيهم تلك الدول الممثلة في مجلس الأمن الدولي التي سكتت ولم تعترض على قرار امينها العام. فالحمد لله على كل حال ولا نقول إلا ما قال الله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين(.
جرائم حرب
من جانبه أوضح الدكتور عادل عبدالحميد غنيمة – جامعة عمران – أن المنظمات الدولية لا تمارس أعمالها باستقلالية ومن المعلوم أن الدول الكبرى تستخدمها كأداة لتمرير سياساتها والولايات المتحدة الأمريكية هي المتحكم بالأمم المتحدة إلى جانب دول مجلس الأمن وإن كانت نسبة السيطرة الكبرى لأمريكا مقارنة ببقية أعضاء مجلس الآمن الدائمين وأمريكا حليف قوي للنظام السعودي ومشاركين بالدعم اللوجستي للعدوان على اليمن ضمن التحالف الذي تضمنه تقرير الأمم المتحدة .
وأضاف :كما أن المال السياسي الذي تستخدمه السعودية منذ بدء العدوان على اليمن استطاع أن يروض المنظمة الدولية ومجلس أمنها السيئ الصيت الذي لم ينصف الشعوب المظلومة وقضية فلسطين نموذج لتواطؤ مجلس الأمن والأمم المتحدة وقد جاءت قضية جرائم الحرب على أطفال اليمن إضافة لسمعة الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان والتي تحركها أمريكا امميا لخدمة سياساتها .
وتابع الدكتور غنيمة :على العموم كان قرار الأمين العام بسحب دول التحالف من القائمة السوداء سلبيا على السعودية ودول العدوان على اليمن لأنه حرك الراي العام العالمي وبدأت المنظات الدولية تقدم احتجاجاتها إلى الأمم المتحدة لإعادة إدراجهم ضمن القائمة السوداء كما زاد اهتمام الرأي العام العالمي بالعدوان على اليمن والتعريف بجرائم الحرب السعودية في اليمن.
سلطة المال
الأكاديمي مرشد الجماعي يرى بأن القرار ستكون له انعكاسات أخطر ويؤسس لمرحلة جديدة مليئة بالتحديات والصعوبات والمعوقات ومؤشر واضح عن مدى ضعف وعدم حيادية هذه المنظمة الدولية ومدى هشاشة السلطة المخولة لمجلس الأمن و خضوعه لسلطة المال.
الجنايات الدولية
الناشط الحقوقي محمد الحجيري يقول: من المؤسف أن تقوم الأمم المتحدة برفع التحآلف السعودي من القائمة السوداء بعد أن أعلنت مسؤوليتها عن ارتكاب قتل ما يقارب 60% من أطفال اليمن طيلة عام ونصف من عدوانها على اليمن الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك عدم مصداقية هذه المنظمة .
ووفقا للحجيري فإن ذلك لا يعني تبرئتها من دماء أبناء الشعب اليمني وتدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبدورنا لن نألو جهدا في فضح جرائم دول العدوان بقيادة النظام السعودي ومحاسبتهم أمام المحاكم الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية.
المنظومة الدولية
مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان تحدث عن التداعيات والأبعاد التي حملها هذا القرار قائلاً: الأمم المتحدة تتهاوى أخلاقيا وتفقد مصداقيتها تجاه حقوق الإنسان، وتعلن أن المال المدنس اشترى مبادئها وقيمها هذه هي الرأسمالية المتوحشة التي تجعل لكل شيء قيمة مادية حتى دماء الأطفال واشلائهم. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وتابع : تسييس الملفات الحقوقية والإنسانية سيكون له تبعاته على مستوى العالم، وهو إيذانا بانهيار المنظومة الدولية التي حكمت العالم عقب انتصارها في الحرب العالمية الثانية، لأنه بانهيار المنظومة الأخلاقية للأمم تنهار بقية الأعمدة، فهذه سنة كونية لن تتبدل حتى قيام الساعة.
قرار باطل
أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء الدكتور أحمد عبدالملك حميد الدين أوضح قائلاً: إن هذا القرار أدى مهمته في وضع التحالف وعلى رأسه السعودية في القائمة السوداء .ورسخ ذلك في الذهن العالمي والقرار يعد كاشفاً لجرائم حرب ضد الإنسانية عموما وضد الأطفال خصوصا . وقد تم الضغط السياسي والمالي على الأمم المتحدة وتهديدها بسحب المساعدات المالية فأرجأ الأمين العام القرار ولم يسحبه حتى يتم التحقيق كما أفاد مكتب الأمين العام .
ويستطرد حميد الدين : لقد شكل هذا الإجراء انتكاسه أخلاقية وإنسانية للأمم المتحدة التي فضلت المعيار المادي على الأخلاقي . وقد أثر سلبا على التحالف أيضا حيث نبه الإجراء وحرك منظمات حقوق الإنسان والرأي العام العالمي إلى موضوع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها التحالف في اليمن . وتناولت وسائل الإعلام العالمية الموضوع بشكل أكبر مما لو ان القرار لم يؤجل . وفي رأيي أن ملف الحرب سيظل سيفا مسلطا على دول البترول للابتزاز المالي من قبل دول النفوذ العالمي ..والمستقبل واعد بالكثير من الاجراءات ضدهم.
ومضى يقول: إن السوابق في محابات الدول المستكبرة تجعلنا لا نستغرب موقف الأمين العام . فقد أحجمت الأمم المتحدة في الحاق اسرائيل بالقائمة السوداء بسبب الضغط الأمريكي والاسرائيلي، الأمر الذي يجعل من المنظمة أداة بيد الاستكبار العالمي ضد الدول الأضعف.
مبيناً أنه ومن الناحية القانونية فإن قرار الأمم المتحدة بإدراج التحالف في حرب اليمن في قائمة العار قرار صحيح بكامل أركانه ..وقرار سحبه مؤقتا قرار باطل بعيب الإكراه المادي والمعنوي باعتراف الأمين العام في مؤتمره الصحفي الخميس المنصرم.
فيما اعتبر القاضي عبدالوهاب محمد الصياد قرار سحب السعودية من قائمة العار بأنه شراء ذمم الأمم المتحدة بسطوة المال .
ملف تحقيق
القانوني محمد علي علاو – رئيس رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة أوضح بأن التطورات الجديدة منذ إعلان قرار إدراج الأمم المتحدة دول التحالف في القائمة السوداء ثم سحب ذلك بالإضافة إلى فتح تحقيق حول ذلك إنجاز كبير ونصر حقوقي لليمن وقال: بأن تقديم السعودية طلب إعادة النظر في تحقيقات الأمم المتحدة رغم كل مساوئه وانعكاساته السلبية التي مست بالأمم المتحدة وسمعتها؛ إلا أنه في حد ذاته يعتبر انتصارا كبيرا لليمنيين عامة إذ أنه يعتبر موافقة سعودية كاملة عل? أي تحقيقات دولية شاملة في كل جرائم الحرب والعدوان عل? اليمن ..
ويرى علاو بأن في هذا خير كبير وانتصار عظيم لليمنيين حتى ولو كان هذا سيتحقق خلال فترة طويلة ولكنه في الأخير سوف يعود بالعدالة لهم ممن ظلمهم من أي طرف كان ، ناهيكم عن أن السعودية لا تستطيع بعد اليوم الرفض أو الاعتراض عل? أي تحقيقات دولية تجري في جرائم الحرب في اليمن باعتبارها صارت باعترافها الأخير طرفا أساسيا فيها وليست وسيطا محايدا.
اعتذار..
أما الكاتب الصحفي والمنتج الإعلامي وليد كحلاء فيقول: كنا ننتظر من السعودية بعد الإعلان والإدانة الأممية لها أي اعتذار ولو من باب المجاملة على الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني، ولكن للأسف اعتذرت الأمم المتحدة عن إدانة السعودية.
مساوئ الابتزاز
أما أستاذ القانون العام الدكتور خالد محمد الكميم فيقول: يوما بعد يوم والعار يلاحق السعودية مايبرهن على حربها الظالمة على اليمن .
فابتداء بالقرار الدولي ( 2016 ) الذي لم يكن له مبرر حيث لا يوجد ما يمس سيادة دولة أخرى أو ما يهدد السلم والأمن الدوليين.. ولم يكن في مضمون القرار أي إباحة للحرب أصلا . لأن كل ما كان يجري في الساحة اليمنية هو تفاعلات داخلية بدأت 2011 وأوصلتنا إلى هذا الوضع الذي لم يكن له من حل سوى التوافق الداخلي وبدعم السلام لا الحرب من الخارج.
وأضاف : ولكن بسبب طغيان العقول وسوء ما تبيته لنا جارتنا أم الإرهاب السعودية فقد آل الحال لما وصلنا إليه ..تراجع عن المبادئ الإنسانية العالمية وشراء الضمير العالمي حد السقوط المريع.. طغيان بلغ قمة السفاهة في تبرير سفك دماء شعب مسلم مسالم تحت مبررات واهية لاتستقيم مع منطق الحقيقة والواقع .