الدكتورة/ إيمان رجب
* ترى الدكتورة إيمان رجب اختصاصية أمراض النساء والتوليد أن لا مشكلة في الرضاعة الطبيعية وتواصل الاهتمام بها في رمضان من قبل الأمهات، لأن لبن الأم أنسب غذاء للطفل لا غنى عنه بإجماع الأطباء وذوي الاختصاص في التغذية، وحتى تتحقق الفوائد المرجوة من هذا الإرضاع يجب الشروع فيه بعد الولادة مباشرةً، فهذا يساعد على زيادة إنتاج حليب الثديين ووفرته للمولود.
وكل ما يلزم لتكون الرضاعة الطبيعية ناجحة؛ أن تحرص الأم دون انقطاع على إرضاع طفلها من ثدييها رضاعة خالصة ًمنذ ولادته وحتى الشهر السادس بلا انقطاعٍ – حتى في شهر رمضان – ودون أية إضافات غذائية أخرى أو مشروبات؛ طالما أن لبن الأم فيه من الكفاية لسد حاجة الرضيع من الغذاء والسوائل.
وتؤكد على أهمية حصول المولود على حقه في الرضاعة الطبيعية منذ الساعة الأولى على ولادته، حيث أن الثديين بعد الولادة يفرزان سائلاً رائقاً مائلاً للصفرة يسمى(اللبا) ويعد أفضل وأنفع غذاء للمولود، ويقيه ويحميه من الأمراض المعدية؛ لاحتوائه على أجسام مضادة لبعض الأمراض، وهو- أيضاً- يفيد جهازه الهضمي في تعويده على تقبل الحليب وهضمه.
كما لا حاجة للمولود لأية أغذية أو مشروبات أخرى لدى انتظار زيادة إدرار لبن الأم، فهي تشعره بالشبع؛ وبذلك لا يرضع ما يكفيه من لبن الثدي.
وكل ما على الأم فعله لإشباع طفلها من حليبها أن ترضعه من الثدي الأول ولا تنقله إلى الثدي الآخر حتى يكمل لبن الثدي الأول؛ لأن آخر لبن الثدي عني بالدهون ومشبع للطفل؛ فينمو ويتسارع نموه بشكلٍ أفضل.
وبحسب توصيات منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، لا يكون الاقتصار في الرضاعة على حليب الأم من دون أي إضافات غذائية أخرى إلا في الستة الأشهر الأولى من عمر الطفل، ثم بعد الشهر السادس يمكن إعطاءه إلى جانب الرضاعة الطبيعية أغذية مساندة بشكلٍ تدريجي يتلائم مع سنه حتى بلوغه عامين من العمر؛ بمعزلٍ عن إرضاعه بالبدائل الأخرى غير الصحية كالحليب الصناعي.
ولخصوصية المزج بين الرضاعة الطبيعية وصيام شهر رمضان، فإنني أنصح بأن تفطر الأم المرضع المصابة بمرضٍ شديد أو حاد، أو متى شعرت بالتعب والإرهاق ولو لم تكن مريضة، وذلك لأن استمرارها في الرضاعة الطبيعية وهي صائمة سيؤثر سلباً على صحتها وصحة طفلها، فعليها أن تفطر دون تردد؛ ثم تقضي الصيام في وقت لاحق بعد أن تكون قد استردت عافيتها.
في حين إذا خشيت على صحة طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز بعد الستة الأشهر الأولى من العمر من أن تسوء لكونه معتمداً كلياً على الرضاعة الطبيعية؛ فعندئذٍ عليها أن تفطر دفعاً للضرر.
أما بعد هذه المرحلة العمرية- أي بعد الشهر السادس- لدى تزويد الرضيع بوجبات إضافية طبيعية جنباً إلى جنب مع لبنها بما يؤمن احتياجه من الغذاء ويساعده على النمو السليم، فإن هذه الوجبات المساندة للرضاعة يمكن أن تعوضه عن نقص لبن الأم نتيجة صومها.
يجب أن تهتم الأم المرضع بغذائها كماً ونوعاً، كون الاهتمام بالرضاعة الطبيعية لا بد من أن يقترن بالتغذية الملائمة المؤلفة من العناصر الغذائية الضرورية لتكوين الحليب، خاصةً في وجبة السحور، وأن تكثر من السوائل في فترة الإفطار بما يعادل لتر ونصف إلى لترين، وتكثر من تناول التمر والفواكه والخضراوات الطازجة ومن الأطعمة المدرة للحليب؛ كالأغذية الغنية بالبروتينات والتي يكمن الحصول عليها من اللحم، الأسماك، الدجاج، الحليب ومشتقاته.
بالإضافة إلى الأطعمة النشوية والسكريات والدهون، وأن تتجنب البهارات الحارة والبسباس، وتبتعد عن التدخين والقات، وتعمل على التخفيف من المنبهات؛ مثل القهوة والشاي.
فبهذه الطريقة تستطيع أن تصوم وفي نفس الوقت تواصل الرضاعة من ثدييها؛ ما لم تكن تعاني مشكلة أو مرض ينهكها أو يعيقها عن الصيام .
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان