عبدالفتاح علي البنوس
في رمضان تصفد شياطين الجن بتوجيهات ربانية لقطع الطرق أمامهم للحيلولة دون إغواء الصائمين والدفع بهم نحو مزالق الغواية والانحراف في هذا الشهر الفضيل هذا التصفيد الذي ينم عن حرص ورعاية إلهية لعباده في هذا الشهر الفضيل يفسده شياطين الإنس الذين يطلقون العنان لنزعة الشر والعدوانية في رمضان ويمارسون من الجرائم والمنكرات التي يذهل منها شياطين الجن الذين يجدون بأن هناك من هم أكثر منهم غواية وأبلسة وبمهنية عالية, حيث لا تجد أي تأثير للصوم في نفوس وسلوك هؤلاء ولا يبدو عليهم الحرص على اغتنام هذه الفرصة السنوية لرفع موازينهم وحصد أعلى الدرجات يوم العرض بين يدي الله عز وجل.
شغالون غيبة ونميمة وسلب ونهب وإحراش بين خلق الله ويتلذذون بإشعال الفتن والمشاكل والصراعات وينظرون إلى ذلك على أنها رجالة وبطولة وذكاء ولا يطيب لهم العيش إلا في ظل هذه البيئة وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والغل والحقد والحسد, وعندما تسدي النصح لأحدهم بأن يخاف الله .
وكم يا جرائم ترتكب وكم يا مآسٍ تحصل في رمضان المتسبب فيها شياطين الإنس الذين يوسوسون في صدور الناس في رمضان ويدفعونهم للاقتتال وافتعال الصراعات والمشاكل على أسباب وقضايا تافهة فهذا يقتل آخر على أجرة باص ,وآخر يقتل صديقه من أجل الحصول على دراجته النارية ,وآخر يقتل بسبب خلاف عابر في السوق , وآخر يقتل شقيقه بسبب أطماع الدنيا, وآخر يقتل جاره بسبب (مضاربة الجهال ) وآخر ينتظر شهر رمضان ليأخذ بثأره من غريمه وهلم جرا من الجرائم التي ما إن يتم إلقاء القبض على مرتكبيها والتحقيق معهم حول دوافعهم يكون جوابهم( بأنها غلطة إبليس عليه اللعنة زاد علينا) رغم أنهم يدركون جيدا بأن إبليس وشياطينه في حالة تصفيد وأنهم هم من زادوا على إبليس وشياطينه ويحاولون التغطية على نزعتهم الشيطانية التي تتفوق أحيانا على إبليس والشياطين أنفسهم .
قبل أيام قتل صديقي سعد على يد شلة من شياطين الإنس ذهب سعد بقلبه الطيب للتدخل لفض عراك في حارته وعلى مقربة من منزله وأثناء ذلك باغتته رصاصات الكبر والعنجهية والغطرسة والتعالي على خلق الله لترديه قتيلا وهو من لم يمر على زواجه قرابة ثلاثة أشهر ,غادر سعد العامل المثابر الحياة على يد شيطان من شياطين الإنس الذي يرى الرجولة والبطولة في القتل والبلطجة على المساكين ,فأين عقول هؤلاء الأوغاد وأين الإيمان في تعاملاتهم وممارساتهم? ?!! ماذا أبقيتم للشيطان يا هؤلاء إذا كانت هذه سلوكياتكم وأعمالكم ??!! أين الوازع الديني في نفوسكم? ?!! إذا لم تتعظوا وتتوبوا في رمضان فمتى تتوبون وتخافون ربكم وتقبلون عليه بالطاعات وتصفدون أنفسكم الشيطانية الأمارة بالسوء ?! فالعالم الله من يعيش حتى رمضان المقبل .
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا.
Next Post