عندما تفقد الحرب الأخلاق !

عبدالله الأحمدي

الحروب كلها بدون أخلاق إلا في حالة دحر المستعمر أو الظالم. كان أحد خلفاء المسلمين قد أوصى احد قادة جيشها، بأن لا يقطع شجراً، ولا يقتل شيخا، ولا يسبي امرأة، أو طفلاً، لكن كل هذا لم يتم، فالحرب كلها جرائم يقترفها الكثير من المحاربين. للحرب قوانينها التي يفرضها القوي والمنتصر بما يريد. كل الحروب بدون أخلاق حتى حروب الاستقلال والترر الوطني فيها الكثير من الذين ليس لهم أخلاق. المسألة نسبية، لكن ما يحدث في الحرب العدوانية ضد اليمن تفوق أي اجرام عرفته البشرية. هذه حرب إبادة، يدمر فيها الشجر والحجر، الموت يأتيك من كل صوب، جواً وبراً وبحراً، وفوق ذلك تحاصر من الغذاء والدواء والماء والوقود. ما يجري في اليمن حرب خارج القانون وخارج الأخلاق. عندما تضرب المساكن بمن فيها، ماذا نسمي ذلك؟ وعندما تضرب مصانع الأغذية وخزانات المياه والأسواق الشعبية ماذا نسمي ذلك؟! أليست هذه حروب إبادة ؟! كان الأمريكان يضربون أفغانستان ومع كل ضربة كانوا يرمون بقطع الهامبرجر، على الأقل يموت الناس وهم في حالة شبع. أما الحروب ضد اليمن فهي حروب المتخلفين والحاقدين. شعب فقير وجائع يتلقى الموت على مدار الساعة، وهو يتضور جوعاً وعطشاً، وممن ؟من أولئك الذين يدعون حماية الإسلام والمسلمين. يا ويلك من كيد الضعيف. قضية الافتقاد للأخلاق في الحرب لا تتوقف على من يمارسون العدوان من الخارج، ويقتلون الأطفال والمدنيين وهم في مناماتهم، بل تتعدى ذلك إلى عصابات الداخل. هناك في الداخل من يقتلون الناس خارج القانون، يقتلون الأسرى، ويمثلون بالجثث، وهناك من يسرقون المحلات والشركات، وينهبون المنازل، ويمارسون كل أعمال البلطجة، بأخلاق قطاع الطرق. الحرب بدون قضية هي فاشية وعدوان، والبندقية بدون فكر يوجهها هي قاطعة طريق، واعتقد أن ما يجري في اليمن قد وصل إلى ذلك.

قد يعجبك ايضا