وصل الإسلام إلى إريتريا مبكراُ عندما هاجر المسلمون من مكة الهجرة الأولى إلى الحبشة حيث رست سفينتهم في مصوع لأجل طلب الأمن من قبيلة قريش ولقد أخبرهم النبي: “بأن هناك حاكماً عادلاً لا يظلم عنده أحد” وهو أصحمة النجاشي، وهكذا بدأ الإسلام في إريتريا. وهناك إثباتات تاريخية تؤكد على ذلك، فلا تزال مقتنيات النجاشي موجودة في مدينة عصب، ولدى سكان مصوع بعض الأخبار عن أجدادهم بأن سفينة الصحابة كانت راسية في مينائهم وأيضاً توجد قرية في مصوع اسمها “أماتري”، وهي كلمة عربية أصلها “أما ترى”، وهكذا سميت تلك القرية بلفظ الصحابة لها. وفي القرن السابع الميلادي حيث وصلت ساحل إريتريا هجرات عربية حملت الدعوة الإسلامية إلى شواطئها وتمثلت في سيطرة الأمويين على جزر دهلك في سنة 83 هجرية لتأديب القراصنة الأحباش على إثر هجماتهم على سواحل الجزيرة العربية. وانتقل الإسلام إلى باضع (مصوع) وأخذ يمتد جنوباً حتى شمل سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
ازدهرت التجارة بين الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وكثر عدد الوافدين على باضع وغيرها من المدن الساحلية في القرن الثامن الميلادي وتوطد وجود الإسلام في السهول الساحلية الإريترية.
وأخذ الإسلام في الانتشار بين الدناقل والبجا والتقري سكان المناطق الساحلية الإريترية وتجاوز الإسلام السهول الساحلية الإريترية فوصل المرتفعات. عندما قامت الإمارات الإسلامية في جنوب وشرقي الحبشة امتد نفوذها إلى إريتريا.
كان هذا أثر المحور الشرقي الذي وصل الإسلام عن طريقه إلى اريتريا. ومن الشمال والغرب محور آخر للدعوة الإسلامية إلى إريتريا علي يد الداعية أحمد الشهير “بنافعوتاي” سنة 1010هـ ثم سار علي دربه أبناؤه وأشهرهم الشيخ حامد “شيخ الأسد” ولقد كان لهم دور عظيم في نشر الإسلام وأيضا ساهم والتجار العرب بين البجاه، ولقد وصلهم الإسلام عن طريق شمالي السودان أيضا مع نزوح القبائل العربية من جهة صعيد مصر وخاصة بعد سيطرة المماليك على حكم مصر وحربهم في بعض الأحيان ضد القبائل العربية أو مهادنة العرب وإرسالهم لقتال النوبيين.
Next Post