يوميات صائم .. جنة الأطفال منازلهم

عبدالفتاح علي البنوس

عندما يكون لأحدنا حفل زفاف لأخته أو أبنته فإنه يتم تذييل دعوة الزفاف بعبارة جنة الأطفال منازلهم كتعبير عن عدم الرغبة في اصطحاب الأطفال إلى حفلة العرس حرصا على سلامتهم أولا وحرصا على سلامة صالات الأعراس وتجهيزاتها من عبث الأطفال وفوضويتهم والضوضاء التي يحدثونها هذا الحرص على نظافة صالات الأعراس وتجهيزاتها يغيب لدى الكثير من الأسر فيما يتعلق بذهاب أطفالهم إلى المساجد ممن لم يبلغوا سن التمييز وخصوصا خلال شهر رمضان حيث يحول هؤلاء المساجد إلى مضامير للجري واللعب والفوضى وخصوصا خلال مواعيد الصلاة وتناول وجبة الإفطار والمشكلة أن الأطفال يلعبون في المساجد والآباء ما يزالون (تحت البطانية) ولا من رادع لهم .
في أحد المساجد ونتيجة لكثرة هرج ومرج ولعب الأطفال فيه نسي الإمام بأن صلاة الظهر سرية فجهر بالقراءة وآخر اضطر لإنهاء الصلاة لأن الأطفال كانوا يغالطون المصلين بالتكبيرات ليخالفوا الإمام وآخر فتح احد الأطفال هاتفه على نغمة أغنية لم يستطع الإمام الإعراض عنها فكان الخيار الذي اتخذ هو قطع الصلاة وآخر أنتظر حتى بدأ الإمام الصلاة ورمى بقنبلة صوتية ولاذ بالفرار  مع كثير من المصلين وآخر اصطحب طفله الصغير للمسجد وهناك وأثناء الصلاة بال الطفل وتسبب في بطلان صلاة من كانوا إلى جواره ,وهناك من يتعمدون العبث بحمامات المساجد وإهدار المياه والعبث بالحنفيات وخصوصا خلال شهر رمضان وسط لا مبالاة من قبل أولياء الأمور الذين يصرون على اصطحاب أطفالهم للمساجد رغم كل القوضى والعبث الذي يحدثوه والإرباكات التي يتسببون بها .
فمتى يعي أولياء الأمور وربات البيوت بأن جنة الأطفال منازلهم وخصوصا في رمضان وما بش داعي تتحول المساجد إلى دور لرياض الأطفال من أجل أن ينام الأب والأم دون إزعاج أو حتى عودتهما أو أحدهما من التسوق ??!! للمساجد حرمة ولذا ينبغي تجنيب صغار السن منها وتوعية من بلغوا سن التمييز بأهمية الحفاظ على نظافة المساجد ومراعاة حرمتها ومكانتها  وعدم اللعب والعبث فيها ولنحرص على مساجدنا كما هو حرصنا على منازلنا وكل واحد (يضبط العويلة حقه )ويخليهم عند (أمهم)الحنون يلعبوا ويلهوا براحتهم وما بش داعي يروحوا (ملبوجين مناطلين أذانهم )من قبل سدنة المساجد أو بعض المصلين ليجعلوا منها مشكلة طويلة عريضة وباليمني الفصيح  (اللي مشلخ عياله يخليهم عند أمهم وفي بيتهم ) مابيت الله ما ( هوشي حق صفاط وشلخ ودلع  ) بيوت الله وجدت للعبادة ( مش للبزاية  ) وحضانة الأطفال وإكتشاف مواهبهم في العبث والفوضى والتي دائما ما تكون على حساب صلوات المصلين وطاعاتهم التي يتقربوا بها إلى الله في المساجد في هذا الشهر الفضيل خصوصا وعلى مدار العام عموما.
وما دام جنة الأطفال منازلهم كل واحد( يحكم سوقه )( ويخلي عياله عنده ) ويعرف ما له وما عليه دون الحاجة إلى اللجوء لاستخدام  (الملاطيم والركض ونتاف الأذان ومسع الرمايط ) يوميا في المساجد لتأديبهم ,رمضان كل واحد معه (غلاقه) وما عاد به طاقة للواحد منا يتحمل نفسه وأولاده فكيف بأولاد الناس ,عزيزي الصائم : أنت المدعو للذهاب إلى المسجد من خلال الأذان وليس أطفالك ,ولا تنسى بأن جنة الأطفال منازلهم.
صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا.

قد يعجبك ايضا