دخل الإسلام الصومال منذ أيامه الأولى، وقد ظهر الإسلام في الصومال قبل انتشار الإسلام في معظم الدول العربية عن طريق الصحابة المهاجرين إلى الحبشة، الصوماليون من أشد المتحمسين لنشر الإسلام، واستقبال الدعوة الإسلامية، وأصبحت بلدهم إسلامية خالصة.
يمتد تاريخ الإسلام في القرن الأفريقي إلى اللحظات الأولى لميلاد الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية، فاتصال المسلمين بهذه المنطقة من العالم بدأ عند هجرة المسلمين الأولى فراراً من بطش قريش، وذلك عندما حطوا رحالهم في ميناء زيلع الموجود بشمال الأراضي الصومالية الآن، والذي كان تابعاً لمملكة أكسوم الحبشية في ذلك الوقت طلباً لحماية نجاشي الحبشة “أصحمة بن أبحر”.
أمن النجاشي المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الأفريقي عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك.
كان لانتصار المسلمين على قريش في القرن السابع الميلادي أكبر الأثر على التجار والبحارة الصوماليين، حيث اعتنق أقرانهم من العرب الدين الإسلامي، ودخل أغلبهم فيه، كما بقيت طرق التجارة الرئيسية بالبحرين الأحمر والمتوسط تحت تصرف الخلافة الإسلامية فيما بعد، وانتشر الإسلام بين الصوماليين عن طريق التجارة، كما أدى عدم استقرار الأوضاع السياسية، وكثرة المؤامرات في الفترة التي تلت عهد الخلفاء الراشدين من تصارع على الحكام إلى نزوح أعداد كبيرة من مسلمي شبه الجزيرة العربية إلى المدن الساحلية الصومالية، مما اعتبر واحداً من أهم العناصر التي أدت لنشر الإسلام في منطقة شبه جزيرة الصومال.
وأصبحت مقديشو منارة للإسلام على الساحل الشرقي لأفريقيا، كما قام التجار الصوماليون بإقامة مستعمرة في موزمبيق لاستخراج الذهب من مناجم مملكة موتابا، وتحديداً من مدينة سوفالا التي كانت الميناء الأساسي للمملكة في ذلك الوقت، وفي تلك الأثناء كانت بذور سلطنة عدل قد بدأت في إنبات جذورها، حيث لم تعد في تلك الأثناء عن كونها مجتمعاً تجارياً صغيراً أنشأه التجار الصوماليون الذين دخلوا حديثاً في الإسلام.
Prev Post
Next Post