عبدالرحمن العسلي
نعم هو دين القيم ، أقرأوها ببساطة ، لا معنى للتعقيد هنا ، فالأديان ما هي إلا قيما تنظم حياة البشر .
الدين كله قيم ، السلام والانتاج والتعايش والإبداع والتكافل والعدل والتشارك والبناء والعمل و الإنجاز كل هذا ليس إلا مجموعة قيم .
تعمد التعاليم المختلفة والفلسفات التي لا حصر لها إلى أن تتواجد في الإنسان على شكل قيم ، وإذا فشلت في ذلك فإنها تكون خاوية بلا معنى ولا تأثير !
تعرض مفهوم الدين وتعريفه إلى تشويه وتزوير ، تحول من “قيم” إلى “نص” ، ومن قناعات متأصلة إلى حروف متراصة ، فنتج هذا الدمار المريع .
السلوك عبارة عن إسقاط لنظرية في الذهن ، والنظرية تصوغها تعاريف المفاهيم ، ومن هنا فإن محاربة الظواهر الموغلة في التطرف والتي انسلت من جذور دينية لابد وان تبدأ من إعادة تعريف “الدين” من جديد بطريقة صحيحة ، والمفاهيم الأخرى تبعا لهذا التعريف الجديد .
يبنى الإنسان بالقيم و لا شيء غيرها ، يأمن ويبدع ويعمر الخراب فقط بالقيم المتأصلة فيه وفي الوعي الجمعي ، ولا أبالغ إن أكدت جازما أن الأديان ما جاءت إلا بالقيم لتخلق و تشكل و تهندس هذا الإنسان السوي و الراشد .
ما أحوجنا إلى إن نعيد ترتيب معنى الدين في أعماقنا ، وأن نشيد ذواتنا بالقيم ، وأن نجعل القيم هي الغاية وما دونها مهما كل حجمه وقدسيته وسيلة للوصول إلى ذلك !