> جولة في أسواق رمضان
> تسوق محدود يركز على المتطلبات الأساسية
> الغلاء واحتكار التجار سمة غالبة
استطلاع/أسماء حيدر البزاز
هل علينا شهر رمضان الكريم بحلته الإيمانية والروحانية والأخلاقية وسط ظروف وأوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المواطن اليمني الذي أصبح مدركاً نعمة الأمن والسلام والاستقرار والمعافاة وتقديمها على مختلف متطلبات شهر الصيام التي هي الأخرى تكاليف فاقت وضعه المادي حيث بالكاد يوفر الأساسيات المعيشية، ولهذا نلاحظ إقبال محدود على مختلف الأسواق والمراكز التجارية وتسوق بحدود الحاجة اليومية وعلى طريقة (بكرة يوم)..
جولتنا الميدانية بدأت من مركز سيتي مارت التجاري بصنعاء وهناك التقينا ببعض الأسر المتسوقة حيث أفادتنا أم ندى السامعي بالقول: بالتأكيد متطلبات شهر الصيام مهمة عند كافة اليمنيين فله مأكولاته الخاصة به كالشربة والجيلي والسمبوسة والتمر وما يتبع ذلك من محليات ومأكولات غير أن الظروف في الأول والأخير هي من تحكمنا وبقدر المال يكون التجوال ونحن أسرة مكونة من سبعة أفراد معتمدين بشكل أساسي على معاش زوجي المقدر بـ65 ألفاً موزعة ما بين إيجار المنزل وصرفيات الأولاد ومتطلبات المعيشة الأساسية ولهذا، فإقبالنا اليوم هنا هو لشراء الضروريات من دقيق وسكر وأرز وتمر وإن بقي لدينا شيء دخلنا قسم الشوفان والجيلي والمحلبية وتوابعها.
ميزانية
أما صفاء الحكيمي– ربة بيت فتقول: كنا في الأعوام السابقة نأخذ كل متطلبات شهر الصيام بالجملة حتى نؤمن توفير كل شيء من احتياجاتنا – والحمد لله – غير أن هذا العام تأثرت ميزانيتنا الأسرية كثيراً نتيجة الحصار على شعبنا براً وبحراً وجواً وبالكاد على الدولة أن تصرف المعاشات فلا حوافز ولا إكراميات كما كان في السابق ولهذا فنحن رغم كل هذا الحصار في نعمة وعافية فالرزاق من الله .
وأضافت قائلة: تسوقت بحاجتي من كل شيء نوع واحد وما يحز في النفس هو التلاعب بالأسعار من قبل بعض التجار الذين يشكلون أزمة ويزيدون عناء المواطن اليمني المغلوب على أمره بحجج واهية ولهذا نتمنى مراقبتهم ومتابعتهم وإنزال أشد العقوبات بهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
فرص عمل
براء الفهد مواطن يسكن في فج عطان خسر عمله الذي كان يعول به أسرته جراء العدوان على اليمن فاضطر إلى النزوح إلى مكان آخر والبحث عن عمل جديد وذلك كلفه الكثير وعاد سلباً على وضع أسرته المادي.
ويضيف براء أنه كان في السابق بمجرد قدوم شهر رمضان يكون قد استكمل مصاريف الشهر الكريم بما فيها كساء الأولاد لعيد الفطر المبارك، ولكن هذا العام بالكاد يعيش يومه ويغطي مصاريفه التي أثقلت كاهله بسبب ارتفاع الأسعار وعدم وجود فرص عمل لتغطية احتياجات أسرته.
إعادة ترتيب
وليد الخطابي – موظف حكومي – يقول : نتيجة للأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد لجأ إلى البحث عن عمل إلى جوار عمله الحكومي لكي يستطيع تغطية تكاليف العيش لأسرته فلم يجد سوى (بسطة) لبيع أدوات طاقة شمسية فكانت فكرة جيدة أسهمت في إعادة ترتيب وضع أسرته للأشهر القادمة ومنها قدوم شهر رمضان كونه خلال الأشهر الماضية بالكاد يمر الشهر عليه وقد تحمل ديون إضافية، لأنه في عمله الحكومي ليس لديه إلا الراتب، حيث توقفت كل الحوافز والمكافآت التي كانت تصرف و تدعمه في قضاء حوائجه خلال الشهر بالراحة.
مغالاة
محمود النجار – تاجر جملة – أوضح بأن إقبال الناس هذا العام على التسوق لا بأس به ورغم الأزمة وفداحتها إلا أن الناس يتسوقون ولكنه تسوق محدود للاحتياجات الضرورية وبشكل خفيف وأكثر المبيعات في السوق المتطلبات الرمضانية مثل الشوربة والجيلي ورقائق السمبوسة ومختلف الألبان .
وبالمقابل تمنى من التجار مراعاة ظروف الناس وعدم استغلال حاجتهم واحتياجاتهم خاصة أصحاب الخضروات التي يجدها بعضهم فرصة للمغالاة والاستغلال.
التراحم
ويتفق معه التاجر عصام العباسي – صاحب مجمع للمواد الغذائية والذي دعا إلى ضرورة التكاتف والتراحم لكون هذا الشهر شهر رحمة وإحسان ولا بأس بشيء من التجاوز المعقول..لكن مراعاة الله قبل كل شيء كما أن البركة في العطاء والتراحم.