تحليل/محمد حسن شعب –
العلاقة التي حكمت الشعب المصري منذ بداية الفتوحات الإسلامية¡ علاقة وئام¡ سادت قرونا◌ٍ من الدهر بين المسيحيين والأقباط سكان مصر الأول وبين المسلمين العرب القادمين من جزيرة العرب كأغلبية كاسحة¡ شكلت قوام الشعب المصري وموقعها المتصدر للأمة العربية ومع كل ذلك الوئام والألفة تشكل نسيج الأمة¡ ولكن لا تخلو من الهفوات والأحداث المنغصة لاستقرار مصر وسلمها الاجتماعي.
وبحسب المراقبين وخبراء في علم الاجتماع السياسي وخبراء في السياسة¡ فالشعب المصري¡ ما يزال في طور التشكل لما يعرف بالمجتمع التعددي¡ أي القائم على الإيمان المطلق بحق تعدد الثقافات وتنوعها كحق مكتسب لكافة الأطياف الاجتماعية¡ وبحسب هؤلاء فالتطرف سبب أساسي في إشعال الفتنة الطائفية في مصر العربية بين المسلمين والمسيحيين الأقباط.
وانطلاقا◌ٍ مما سبق يتضح حساسية البيان الصادر عن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي أكد أن قتل المسيحيين في القليبوبية أصاب الرئيس شخصيا◌ٍ¡ بينما نبه بيان البابا وإمام الأزهر إلى خطورة الواقعة في حين اصدر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين¡ بيانا◌ٍ سياسيا◌ٍ أكد فيه أن قتل المسيحيين والاشتباك الذي أعقبه القتل أمام الكاتدرائية المرقصية أكد حزب الحرية أن الواقعة¡ مؤامرة دولية استهدفت وحدة مصر الوطنية.
وايأ كانت التقولات¡ فالواقعة قد حدثت وخطورتها تكمن في حالة عدم احتوائها وحلحلة آثارها ومضاعفاتها على الساحة المصرية.
وقد تكمن خطورتها في غموض القوى والعناصر التي صنعت المشكلة في وقت اتجهت تحليلات ورصد الأطراف المحتملة باتجاه الأحياء العشوائية¡ والفاقة التي تعيشها مثل هذه الشرائح¡ ولكن النخب العلمانية ترى رؤى اخرى وهي أن السلفيين¡ وفصائلهم المتعددة¡ وربما بعض فصائل الإخوان «المتشددة»¡ هم من يقف خلف مثل تلك التصرفات التي وصفها البعض بـ « الإرهابية».
وفي كل الأحوال تبقى كل الاحتمالات والتوقعات قائمة والاخطر في تداعيات الأزمة ينذر باحتمالات لا يحمد عقباها¡ باسم الشرعية الدولية تارة وحماية المسيحيين تارة أخرى.
وأي فشل لاحتواء تداعيات قتل المسيحيين واشتباكات الكاتدرائية المرقصية¡ سيشكل تحديا◌ٍ حقيقيا◌ٍ لأول حكومة يتزعمها الإخوان المسلمين¡ وذلك سيفرض عليهم اعادة النظر في نشطائهم ودعاتهم المتشددين واعادة النظر في علاقاتهم الاقليمية والدولية إلى جانب مطالباتهم في تحسين حياة الناس المعيشية¡ ناهيك عن الأزمات الاقتصادية والمالية¡ وذلك أمر يكاد يعصف بوضع مصر الإقتصادي والمالي.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا
