حفظ الله الأكوع
• مصارف الزكاة وهي الجهات التي تصرف إليها الزكاة .وهي في الشرع الإسلامي محددة بأدلة الكتاب والسنة والإجماع وبين الله سبحانه وتعالى أوجه صرف الزكاة .قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ).
صدق الله العظيم﴿60﴾ التوبة.
فسبحانه من حكيم منان متقن في ميازين الكون .مدقق في حساباته.
وتكويناته وهكذا أمر سبحانه جل في علاه أن تعطى الزكوات الواجبة للمحتاجين الذين لا يملكون شيئاً، وللمساكين الذين لا يملكون ما يكفيهم ويسد حاجتهم، وللسعاة الذين يجمعونها، وللذين تؤلِّفون قلوبهم بها ممن يُرْجَى إسلامهم أو قوة إيمانهم أو نفعهم للمسلمين، أو تدفعون بها شرَّ أحد عن المسلمين، وتعطى في عتق رقاب الأرقاء والمكاتبين، وتعطى للغارمين لإصلاح ذات البين، ولمن أثقلَتْهم الديون في غير فساد ولا تبذير فأعسروا، وللغزاة في سبيل الله، وللمسافر الذي انقطعت به النفقة. هذه القسمة فريضة فرضها الله وقدَّرها. والله عليم بمصالح عباده، حكيم في تدبيره وشرعه.
وقد ورد في حديث معاذ رضي الله عنه (صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ).
فحينما يتم الجد والاجتهاد والحرص على أن تصرف الموارد الزكوية في مصارفها الشرعية مثلما بذل جهد في التحصيل والرقابة والجباية على جمع كل تلك الموارد المفروضة فلا شك بأن ذلك سيخلق نوعا ما من تحقيق العدالة الاجتماعية والنسيج الاجتماعي المتكافل والمتراحم.
فما أجمل حينما يأخذ الفقراء والمساكين نصيبهم المفروض من الله وما أعظم تلك الفرحة حينما تصل هؤلاء المحتاجين شيء من مال الله في وقت لا يجدون فيه شيئاً يسد رمقهم واحتياجاتهم حينها يبرز دور هذا الركن بأنه أحد المقومات الاقتصادية لتحقيق العدالة الاجتماعية .وتحقيق مبدأ التراحم والتكافل الاجتماعي.
ولتوضيح الصورة أكثر لمستحقي الزكاة .كما جاء ذكرها في القرآن وهم ثمانية أصناف .
كالتالي:
1-الفقراء : جمع فقير، وهو الذي لا يملك من المال ما يسد حاجته وحاجة من يعول .
2-المساكين: جمع مسكين، وهو الذي لا يملك شيئا، ولا يسأل الناس، وهو أحوج من الفقير، أو أخف منه فقرا .
أو من يجد كفايته بالكاد وقد لا تسد حاجته.
3-العاملون عليها: وهم السعاة الذين يتولون جمع الزكاة وتوزيعها، ويؤجرون على ذلك العمل الذين يقومون به من أموال الزكاة .حيث وأن الزكاة في الإسلام نظام كامل متكامل يتطلب من يقوم على تطبيقه والتفرغ التام له ومن ثم أجاز المشرع الحكيم للعاملين عليها كالجُباة والكُتّاب والحرّاس و.. إن يأجروا منها ويأخذوا نصيبهم المفروض.
4-المؤلفة قلوبهم: وهم نوعان
النوع الأول وهم من دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارات نفوسهم أي (( حديثو العهد بالإسلام))،
النوع الثاني وهم الذين يرجى إسلامهم، حيث تعطى لهم الزكاة تحبيبا لهم في الإسلام، أو لاستمالتهم إليه .أو على الأقل أن يكفوا إذا هم عن المسلمين.
5- فك الرقاب : وهم العبيد والإماء المكاتبون أي الذين اتفقوا مع من يملكونهم على أن يتم تحريرهم في تحرير وعتق رقاب العبيد نظير مبلغ معين فتجوز الزكاة لهم حتى يصبحوا أحرارا. وتطلق عبوديتهم وتحريرهم من الرق بشرائهم بثمن الزكاة .
6-الغارمون : وهم الذين تراكمت عليهم الديون . وذلك في غير معصية الله ورسوله، ويتعذر عليهم تسديده .فيأخذ من الزكاة ما يفي دينه ..
7-في سبيل الله : وهم المجاهدون المتطوعون أي (المحتسبون) الذين تجندوا مع الدولة للجهاد تطوعا وليس من بيت المال ما يأخذونه فيعطون من الزكاة .
قال ابن منظور في معنى (في سبيل الله) في الجهاد وكل ما أمر الله به الخير فهو من سبيل الله .وكل سبيل أريد به الله عز وجل وهو بر فهو داخل في سبيل الله ويطلق بمعنى تحبيس المال أي الوقف. .
8-ابن السبيل : وهو الغريب أو المسافر المحتاج لما يوصله لوطنه- إذا سافر من بلاده في غير معصية الله- ويعطى كذلك الزكاة ليسد حاجته في غربته ..
هكذا تصرف الزكاة في مصارفها الثمانية، ولا تصرف في عمل خيري، فلا يشمل عمل الرابطة أو الجمعية ولا أمثالها. وبالتالي لا يجوز صرفه في نشاطاتها ونفقاتها. والفتوى بخلاف، ذلك غلط فاحش يحرم العمل بها لمخالفتها نص القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع الأئمة المجتهدين وأقوالهم. نقل ابن هبيرة الحنبلي الإجماع على ذلك ذكره في الإفصاح فَلْيُتَنَبَّهْ وقال مالك في المدونة (2/ 59):”لا يجزئه أن يُعطي من زكاته في كفن ميت لأن الصدقة إنما هي للفقراء والمساكين ومن سمَّى الله وليس للأموات ولا لبناء المساجد”.
وفقنا الله إلى ما فيه الخير والصلاح.
مدير عام الإعلام والعلاقات العامة
بوزارة الإدارة المحلية.
hafth-alla2020@gmail.com