عشرات سنوات على سقوط بغداد

إسكندر المريسي –
بغض النظر عن أي ملاحظات قد تطرح على حزب البعث خلال عقود ماضية من الزمن إلا أن القوى الدولية ممثلة بالتحالف الثنائي الانجلو أمريكي اختارت الذكرى التأسيسية لإعلان ذلك الحزب في مطلع ابريل من عقد الأربعينيات توقيتا◌ٍ زمنيا◌ٍ لاحتلال العاصمة العراقية بغداد في التاسع من ابريل عام 2003م¡ حيث أعاد ذلك التحالف إلى الأذهان تاريخ سقوط بغداد على يد التتار.
وتأتي الذكرى العاشرة لسقوط بغداد في ظروف محلية وإقليمية ودولية في منتهى الشدة تحيط بالعراق الذي لا بديل له اليوم عن أن يكون عراقا◌ٍ موحدا◌ٍ ومستقرا◌ٍ بكل أطيافه السياسية وتنوعاته المختلفة إنطلاقا◌ٍ من حقيقة أن عروبة العراق هي الضامن الأساسي لوجوده وهو ما يتطلب من الحكومة الحالية أن تدرك حقيقة ذلك إذ أن أي ضعف للعراق في مجاله الحيوي العربي تحديدا◌ٍ ينعكس بشكل طبيعي على مستوى الحالة السياسية لذلك البلد خاصة في الجانب المتعلق بسياسته الداخلية.
وبالتالي ما هو قائم بالظرف الراهن ضبابية واضحة تكتنف المشهد السياسي العراقي وإن كان الجار الأكبر للعراق خارج المنظومة العربية يوجب العودة إلى حالة توازن ضمن علاقات متكافئة تشمل الدائرة العربية بكل سلبياتها وإيجابياتها¡ لأن العراق جزء من أمة عربية منكوبة.
وكما أشرنا يراد له تكريس الانكفاء الذاتي دونما تطلع لدور فاعل يتناسب مع حجم وإمكانيات العراق خاصة في المرحلة الراهنة تداخلت الأجندات المتعددة لأن ما هو مهم في حساباتها وتقديراتها هو إضعاف وتفكيك وحدته لأن مقومات النهوض ممكنة وشروط العودة كقوة إقليمية مؤثرة لدى العراق فيما إذا جرى ضبط إيقاعات السياسة المحلية وإعطاء السياسة الخارجية قوة دفع حقيقية لإيجاد التوازن خدمة لمصالح هذا البلد وفقا◌ٍ لانتمائه العربي وجواره الإقليمي وسياسته الدولية حتى لا يكون ملحقا◌ٍ في التحالفات ينبغي عليه أن يلعب دورا◌ٍ فاعلا◌ٍ في إيجاد تحالفات تعبر عن انتماء العراق لكي يتسنى له الخروج مما يمكن وصفه إذا جاز التعبير مرحلة اللاقوة واللاضعف فليس من مصلحة العراق أن يستمر في مثل تلك المرحلة لأنها قد تنعكس سلبا◌ٍ على وحدته الوطنية واستقراره السياسي في واقع ما يجري من متغيرات بالسياستين الإقليمية والدولية تستهدف إرباك العراق بدرجة أساسية داخليا◌ٍ لكي لا يكون رقما◌ٍ فاعلا◌ٍ في أي ترتيبات إقليمية باعتباره قوة مؤثرة في الشرق الأوسط لذلك ينبغي أخذ العظات والعبر من الذكرى التاريخية لسقوط بغداد وجعل ذلك انطلاقة جديدة تعطي أولوية لثلاث مسائل أساسية هي ترتيب أوضاع السياسة الداخلية¡ وتقوية سياسة العلاقات الخارجية¡ وإعادة بناء جيش العراق كثلاث قضايا بحسب متابعين هي الضامن الأساسي لحضور العراق كدولة قوية مؤثرة وفاعلة في مجريات السياسة الدولية ما دام وعروبة العراق لم تسقط في ذكرى سقوط بغداد.

قد يعجبك ايضا