فتاوى سخيفة
عبدالمجيد التركي
ثلاثة أيام تفصلنا عن رمضان.. الطباخون والفقهاء وبرامج الفتاوى وبائعو المساويك، وقنوات الفوازير والمسابقات، وقنوات الدجل باسم الدين، والتجار الجشعون.. كل هؤلاء يشحذون سكاكينهم لقدوم شهر رمضان.
تنشط برامج الفتاوى السخيفة، وتسمع الأسئلة التي تتكرر كل عام، وكأن بعض الناس لا يتعلمون، أو كأنهم لا يستطيعون التفريق بين الحلال والحرام، وكأنهم مجموعة من البشر يعيشون في غابة وليس في القرن الحادي والعشرين، وفي عصر العلم الذي لم يكن متاحاً لأحد قبلنا.
ستسمع أسئلة سخيفة عن الأشياء التي تخدش الصيام، أو عن المفطرات.. فهناك من يسأل عن الكحل هل يفطِّر.. وهناك من يسأل عن فحص الدم، وغبار الطريق، والعطر، والتحاميل، وإبر الانسولين، وما حكم بلع الريق، وقطرة العين والأذن، والسباحة، والأوكسجين والسواك، والرعاف، وعن حُكم معجون الأسنان ومرطب الشفتين، وبخاخ الربو، والإبر المغذية، وعن حكم استنشاق البخور عمداً.. وكأن البخور من المحرمات ومن مفطرات الصيام..
وسنسمع أسئلة سخيفة عن حكم المداعبات في نهار رمضان، مع أن السنة كلها تمر وهو لا يداعب زوجته في النهار.. وسنرى مشايخ وعمائم جديدة مناسبة لأسئلة السخفاء.
حين يسأل أحدهم عن حكم معجون الأسنان، مع أن بإمكانه أن يستخدم المعجون بعد السحور، وتجد هذا السائل يشجع القتل في صفحته على الفيس بوك، ويسخر من مواجع سوريا واليمن والعراق، وينشر صور مشايخ الفتنة وفتاواهم ضد الشعب السوري، وفجأة تجده يسأل عن حكم معجون الأسنان!!
يذكرني هذا بمجموعة من العراق سألوا فقيهاً عن حُكم من يقتل ذبابة في الحرم، فقال لهم: لقد قتلتم ابن بنت رسول الله وقطعتم رأسه، والآن تسألون عن حكم قتل ذبابة في الحرم؟