عواصم/ وكالات
نفى الكرملين وجود أي اتفاق سري بين موسكو وواشنطن بشأن العمليات العسكرية في سوريا لمحاربة “داعش”.
وتابع دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أمس، إن الجانب الروسي يأسف لعدم وجود أي تعاون مع الأمريكيين في سياق العمليات العسكرية لمحاربة الإرهابيين في سوريا. لكنه أعاد إلى الأذهان أن العسكريين الروس والأمريكيين يتبادلون المعلومات حول الوضع الميداني في هذا البلد مرتين كل يوم.
وذكر بيسكوف أن العسكريين الروس يحاربون الإرهابيين في سوريا استجابة لطلب الحكومة السورية الشرعية.
كما رد الكرملين على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال أمس الأول إنه يريد تطبيع العلاقات بين بلاده وروسيا، لكنه لا يعرف ما هي الخطوة الأولى التي تنتظرها منه موسكو.
وقال بيسكوف تعليقا على تصريحات أردوغان: “لا يحق لي أن أقدم نصائح لرئيس دولة أخرى، لكن من الضروري أن نعيد إلى ذهنه التصريحات التي كررها الرئيس الروسي بهذا الشأن أكثر من مرة”.
وذكر بيسكوف أن بوتين قال بعد حادثة إسقاط قاذفة “سو-24” الروسية من قبل سلاح الجو التركي، إن الجانب الروسي ينتظر من أنقرة، بعد الخطوة العدوانية والغادرة التي أقدمت عليها، إيضاحات والاعتذار والتعويض عن الخسائر الناجمة عن إسقاط الطائرة بالإضافة إلى تعويض ذوي الطيار القتيل. وأعرب بيسكوف عن أسفه لعدم اتخاذ الجانب التركي أي من هذه الخطوات اللازمة حتى الآن.
ومن اللافت أن أردوغان تجنب في تصريحاته الأخيرة الإقرار بأي ذنب لبلاده في اندلاع الأزمة في العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة والتي ترتبط بحادثة إسقاط قاذفة “سو-24” روسية من قبل سلاح الجو التركي يوم الـ24 من نوفمبر الماضي.
من جانب آخر قال مسؤولون أمريكيون لرويترز: إن آلاف المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا شنوا هجوما لاستعادة السيطرة على منطقة مهمة من تنظيم “داعش” تعرف بجيب منبج عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة.
والعملية التي بدأت أمس الأول قد يستغرق استكمالها أسابيع وتهدف إلى وقف وصول “داعش” إلى الأراضي السورية على طول الحدود التركية التي طالما استخدمها المتشددون كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين”: إنها مهمة لأنها آخر مركز لهم” إلى أوروبا.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم: إن عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.
وأضاف المسؤولون “سيكونون على مقربة بقدر احتياج (المقاتلين السوريين) لاستكمال العملية. لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر.”
وستعتمد العملية أيضا على دعم الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك مواقع القصف البرية عبر الحدود في تركيا.
وقال المسؤولون إن العملية ستضم في أغلبها عربا سوريين بدلا من القوات التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية التي ستمثل نحو خمس إلى سدس القوة بالكامل. وربما تكون العملية ضرورية لتركيا.
وتعتبر أنقرة مقاتلي وحدات حماية الشعب السورية الكردية جماعة إرهابية وثار غضبها من الدعم الأمريكيين للمقاتلين الأكراد في معركتهم على “داعش” في سوريا.
وتشعر تركيا بالقلق لتقدم القوات الكردية على امتداد حدودها وتعارض فكرة سيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية على جيب منبج. وتسيطر الوحدات الكردية بالفعل على قطاع متصل من الحدود بطول 400 كيلومتر.
لكن المسؤولين قالوا لرويترز إن وحدات حماية الشعب الكردية ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد “داعش” من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد “داعش”.
وقال المسؤولون “بعد أن يسيطروا على منبج، الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية… ولذلك ستكون القوات العربية تسيطر على أراض عربية تقليدية.” وأضافوا إن تركيا تدعم الهجوم.
وتأتي العملية قبيل تقدم المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة في نهاية الأمر صوب مدينة الرقة معقل “داعش” في سوريا والهدف الرئيسي في سوريا لخبراء التخطيط العسكري الأمريكيين.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن حرمان “داعش” من جيب منبج سيساعد في عزل المتشددين ويقوض أكثر قدرتهم على توصيل الإمدادات إلى الرقة.
ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال نحو 300 فرد من القوات الخاصة الأمريكية للعمل على الأرض من مواقع سرية داخل سوريا للمساعدة في التنسيق مع المقاتلين المحليين في قتال “داعش” هناك.
Next Post