الوحدة اليمنية.. نبل العواصم وقبح الرياض

عادل عبدالإله العصار
* عندما نتحدث عن الوحدة اليمنية فإننا نتحدث عن مسيرة كفاح ونضال ومحطات تاريخية كان لبعض الأخوة العرب الأوفياء شرف الاسهام في بلوغها والوصول إليها، لكن ورغم أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية مثلت هما عربيا وهدفا وحلما تتطلع الحكومات والزعامات والأنظمة العربية لتفسيره وتحقيقه إلا أن نظام آل سعود انفرد بسياساته العدائية التي ظلت تستهدف وأد الأحلام اليمنية والعربية المتمثلة في إعادة تحقيق الوحدة ولم شمل الاسرة اليمنية الواحدة، بل إنه لم يدخر جهدا في وقوفه ضد تحقيق هذا الحلم ودونما سبب..
وإذا ما قمنا بإعادة قراءة لمسيرة الوحدة اليمنية وما مرت به من محطات تاريخية فسنجد أنفسنا أمام مجموعة من المواقف التي تتجسد وتتكشف من خلالها عزائم الرجال ومعادن الدول وتؤكد أن التاريخ الحقيقي الذي يفترض بالأنظمة توريثه لشعوبها وتدوينه في سجلات الأحداث هو التاريخ الذي تصنعه المواقف ونبيل السياسات وهي الحقيقة التي يمكننا قراءتها وملامستها إذا ما تقصينا الأثر لرحلة الحلم اليمني الذي تجاوز الحدود وحمله المسافرون إلى الوحدة زادا ورفيقا وهدفا وغاية..
من صنعاء أومن عدن انطلق الباحثون عن الوطن ومن عمق ألم الانفصام الجغرافي والتاريخي للوطن السجين والهوية المعلقة في فضاء الحقيقة والوهم رحل الفجر الوحدوي وتوقفت قوافله في الكثير من العواصم العربية التي تسابقت لاحتضان اليمنيين ولم تدخر جهدا في مداواة الجراح والانتقال بهم من جبهات القتال والمواجهة العسكرية إلى طاولات الود الوفاق والعتاب الأخوي النبيل..
اليوم وفي غمرة الاحتفاء بالعيد الوطني ال26 للجمهورية اليمنية والميلاد المتجدد لتفاسير الحلم اليماني الذي سكن قلوب الأشقاء واتسع ليملأ خارطة المواقف الأصيلة، يتجدد احتفائنا وإكبارنا واعتزازنا بمواقف إخوة لنا في مصر وليبيا والكويت والجزائر والذين غمرونا بكرمهم وحرصهم على مداواة جراحنا والاسهام الجاد والصادق في رسم خارطة الوطن الموحد، وقدموا من المواقف النبيلة ما يمنحهم الحق في مشاركتنا صنع أكبر وأعظم الإنجازات السياسية في التاريخ العربي المعاصر وأن نكتب أسماءهم بأحرف من نور في سفر الوحدة اليمنية الذي سيظل مشرقا بنبل المواقف وعظمة الأسماء، وما بين ما قدمته الكويت والقاهرة وطرابلس والجزائر من مواقف وبين مواقف الرياض المعادية للوحدة وللشعب اليمني بشكل عام تنعدم وتستحيل المقارنة ويكفي أن نراجع تاريخ التدخلات السعودية في اليمن لندرك أن الرياض اجتهدت كثيرا وسخرت أموالها ووجهت سياساتها منذ نشأتها وحتى اليوم لإعاقة مسيرة التطور والنهوض وإفشال الوحدة ومحاربتها لدرجة أن سياستها الموجهة لتدمير وتمزيق اليمن أصبحت واقعا وثابتا لا يمكن لنظام آل سعود تغييره أو تبديله..
adel4aaaa@gmail.com

قد يعجبك ايضا