فخ النائب ولائحة تطفيش الشباب

حسن الوريث

مما لا شك فيه أن نائب وزير الشباب والرياضة وقع في أكبر فخ يمكن أن يتعرض له مسؤول كبير وهذا الفخ تمثل في عملية تكريم الرياضيين المبرزين وفقاً للائحة التكريمات التي لم يجرؤ أي مسؤول قبله على تنفيذها بمن فيهم ذلك المسؤول الذي أعتمدها لكن هذا المسؤول الجديد على الرياضة انجر وراء أولئك الشلة الذين تمكنوا من الضحك عليه وجعلوه يوافق على إقامة حفل التكريم رغم المحاذير الكثيرة.
اعتقد أن ما حصل في التكريم وما بعده وردود الأفعال الغاضبة من قبل معظم الرياضيين والاتحادات والأندية يؤكد أن النائب الجديد وقع في الفخ ولم يدرك عواقب الأمر ربما لأن خبرته في هذا الجانب تكاد تكون منعدمة وكان يفترض به أن يستشير من لهم الخبرة في هذا المجال لكن إصراره على سماع تلك الشلة التي أرادت أن توقع به لترمي بكل فشلها السابق عليه وتخرج نفسها من الحرج الذي وقعت فيه بسبب تأخر التكريم الذي ظل يراوح منذ العام 2012م وحتى الآن ولم يجد هذا الفريق أي مسؤول يمكن تمرير التكريم عليه فقد ظل الوزير الأسبق معمر الإرياني يراوغ رغم انه كان من الذين وضعوا اللائحة واعتمدوها كما أن الوزير السابق رأفت الأكحلي رغم قلة خبرته إلا أنه لم يوافق على إقامة التكريم بتلك اللائحة وبالتالي فقد وجدوا لأنفسهم المخرج المناسب في ظل وجود النائب الجديد.
كما أن ما حدث في التكريم وبعده من تململ واعتزال بعض اللاعبين احتجاجاً على التكريم الذي لم يكن يليق لا بهم ولا بالوزارة ولا حتى بالانجازات التي تحققت كان نتيجة طبيعية لذلك كما أن التكريم لم يكن مناسباً لما بذله الشباب من جهود مضنية وإعداد كبير قبل الوصول إلى الفوز وتحقيق تلك النتائج وبالتالي كان من المفترض أن يكون التكريم بقدر كل ذلك لكنه كان أسوأ بكثير مما كان ينتظره الناس وهذا ما دفع البعض من الرياضيين إلى ترك الرياضة والابتعاد عنها.
مما لاشك فيه أن لائحة التكريمات هذه هي لائحة لتطفيش الرياضيين وليست لائحة لتكريمهم وتشجيعهم على المزيد من الإبداع والتألق وتمثيل اليمن بالشكل الذي يليق بها وإذا لم يستوعب النائب الجديد هذا الدرس جيداً فإنه معرض للوقوع كثيراً في المطبات والأفخاخ والمقالب وأنا أنصحه إما أن يتنبه لمثل أولئك قبل أن يظل من يعرفهم الجميع موجودين والذين كانوا سبباً في تخلف الرياضة اليمنية وتأخرها وهروب الكثير من الشباب والرياضيين من ميادين الإبداع إلى الشوارع ومجالس القات وأوكار الإرهاب بسبب لوائح التطفيش التي يتم التفنن في إعدادها.

قد يعجبك ايضا