فرعون يغرق
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
حين عاقب الله قوم فرعون أرسل عليهم الجراد والقمَّل والضفادع والدم، وانتهى المطاف بغرق فرعون الذي رأى المعجزة بعينيه وأصرَّ أن يلحق بموسى، فكان من الهالكين..
وحين عاقب الله قوم آل سعود أرسل عليهم الحرائق وظهر في محافظاتهم الدواعش، وأصبحوا يلاحقون تصريحاتهم، ثم سلط الله عليهم متمردي القطيف الذين سيزعزعون أمنهم واستقرارهم، ثم ابتلاهم الله بجيش فرَّار لا يُعتَمَد عليه، ثم سلَّط الله عليهم دماء اليمنيين التي ستكون قاصمة لظهورهم، لأنهم استَعْدَوا شعباً لا ينسى ثاراته، ثم سلَّط الله عليهم أمريكا التي ذكَّرتهم بديونهم المتمثلة في تفجيرات الحادي والعشرين من سبتمبر 2001م، وتم إقرار قانون يجيز لكل مواطن متضرر من تلك التفجيرات رفع قضية على آل سعود، وها قد بدأت بوادر الغرق السلماني تلوح في الأفق، وسيكابر سلمان كما كابر فرعون، وسيغرق لا محالة.
كان سلمان يعرف أن أمريكا ستتركه في منتصف الطريق، وسيكون شبيهاً بمعاق سقط من عربته في طريق سريع، ولن يجد حينها من يمد له طوق نجاة، لأنه تنكَّب طريق النجاة وفضَّل المشي في الطرقات الوعرة، وستكون نهايته غير مفاجئة، لأنها النهاية المتوقعة.. تلك النهاية التي وصل إليها صدام حسين إلى حبل المشنقة بعد أن بقيت أمريكا عشرين عاماً تأخذ نفط العراق مقابل الغذاء.
كل ما في الأمر أن أمريكا أرادت توريط السعودية وشفط أموالها فألقت بها في رمال اليمن التي لا ينجو منها أحد.
وستكون نهاية هذه المسرحية أن أمريكا ستتدخل في السعودية عسكرياً، بدعوى تخليص الشعب السعودي من حكم الأسرة الواحدة، تماماً كما خلَّصت العراق من حكم صدام.