الطيار يحيى الشجني.. من أوائل شهداء الحرب

ذمار/ صقر أبو حسن
■ لم يستطع “محمد” ذو الستة أعوام, أن يستوعب انُه فقد والده إلى الأبد, لذا دائماً يسأل, أين بابا؟.سؤال سيشق تاريخ هذه الأسرة الصغيرة إلى نصفين ما قبل الفقدان وما بعده, وما على “محمد” إلا أن ينتظر, لعل إجابة انه استشهد ستكون كافية, وربما ستصنع سؤالاً آخر, لماذا والدي؟
في اللحظات الأولى من يوميات الحرب على اليمن, كانت قاعدة الديلمي الجوية ومرابض الطائرات الحربية, أول هدف للطائرات السعودية في أول أيام ما عرف بـ(عاصفة الحزم), كان لحظتها المهندس الطيران “يحيى حسين الشجني”, مع زملائه في أحد عنابر القاعدة الجوية, كانت الصواريخ التي أمطرت المكان أكبر من احتمال النجاة, ليكون هذا الرجل الذي يمضي في عقد عمره الرابع, أول شهيد لحرب دامية, ما تزال تدفع المئات نحو الهاوية.
لدى الشهيد ” يحيى حسين الشجني” ستة أبناء, أصغرهم “محمد”, ينحدر من أسرة ريفية تقطن في مديرية مغرب عنس بمحافظة ذمار, ويسكن مع أطفاله في مدينة ذمار, يقول “خليل الشجني” أحد أقربائه: خسرنا رجلاً نبيلاً وشهماً يتحلى بكل صفات الرجولة والكرم والإقدام, رجل في كل المواقف لا ينتمي إلى أي حزب ولا يتعصب لأي طرف.. كان ينتمي إلى اليمن ومخلصاً في عمله. متابعاً: كان الشهيد رحمه الله مثالاً للجار الصالح لم يؤذ أحداً من جيرانه طوال حياته لم يعرف أحد عنه شيئاً سوى أخلاقة العالية مع جيرانه وأسرته, وكل من عرفه.
لم ينل الشهيد حظه كافياً من التعليم, فقد اكتفى بشهادة الثانوية العامة, لكنه لم يتوقف عند ذلك, بل تحصل على سلسلة من الدورات التخصصية في صيانة الطائرات وقيادتها ليصل إلى رتبة ملازم أول في سلاح الجو.
“حتى اليوم لم استوعب بعد خبر استشهاده, وكل يوم انتظر مكالمة منه”, يلخص جهاد, ابنه الأكبر, مشاعر الحزن, متابعاً في حديث لـ(قضايا وناس): ليلة استشهاد والدي بسبب انطفاء الكهرباء أغلقت الهاتف وفي الصباح فتحت التلفون على عشرات المكالمات الفائتة, عرفت الخبر بالتقسيط, أولاً تم إخباري أنه أصيب فقط وتالياً عرفت أنه استشهد.
لافتاً الى انه لا يحتفظ بأي صورة لوالده في جواله, وقال: أخفينا صور أبي حتى من جوالاتنا بسبب أمي التي تملكها الحزن على رحيل والدي وفي كل مرة نتذكره لا تتوقف أمي عن البكاء.

قد يعجبك ايضا