لن نسمح باستمرار المخالفات المرورية .. وإجراءات صارمة ستعقب الحملات التوعوية
الثورة/ وائل محمد
كشف العميد الركن خالد الشمام, مشرف اللجنة الثورية في الإدارة العامة لشرطة السير بالجمهورية، عن تراوح ضحايا الحوادث المرورية ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ضحية سنوياً بعموم محافظات الجمهورية.. معتبراً السبب الرئيسي في وقوع الحوادث المرورية عدم التزام السائقين بقواعد وإرشادات وتوجيهات شرطة السير أثناء العبور سواء في شوارع المدن أو تلك الخطوط الطويلة التي تربط بين المحافظات.
وأكد العميد الركن خالد الشمام, استمرار فعاليات وأنشطة الحملة التوعوية بأمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية.. مشيراً إلى أن هناك إجراءات صارمة ستتخذها شرطة السير في عموم محافظات الجمهورية ضد من سيخالف قواعد وقوانين السير..
وتحدث العميد الركن أبو خالد الشمام عن سبب إقامة حملة التوعية المرورية في هذا التوقيت بالذات التي دشنت في العاصمة صنعاء في العاشر من مايو الجاري 2016م, بينما لحقتها عدد من محافظات الجمهورية, قائلاً “لم يأتِ اعتباطا وإنما نتيجة لحاجة ملحة استدعتها ضرورة ضبط الحركة المرورية وإعادة الاعتبار للنظام والقانون الذي حصل له نوع من التناسي خلال الأحداث الماضية وأصبح الكثير من السائقين غير مكترثين بأنظمة وقواعد المرور التي يفترض أن تحكم حركة السيارات في الشوارع والطرقات وقد كان هناك أسبوع للمرور ولكنه ألغي لظروف العدوان الغاشم وهو لفترة أسبوع واحد بينما نحن جعلناها حملة توعوية تستمر أكثر من عشرين يوماً ولنا هدف آخر وهو أن نقول لدول العدوان الغاشم إن الحياة لدينا مستمرة رغما عن العدوان وأننا أقوى من كل طائراتهم وأساطيلهم والدليل أن الحياة مستمرة بكل تفاصيلها وهذا نوع من التحدي وإثبات الوجود” .
وأكد العميد الشمام أن شرطة سير أقامت العديد من الفعاليات في أمانة العاصمة والعديد من محافظات الجمهورية.. مشيراً إلى أن كل محافظة قامت بوضع برنامج ودليل خاص بها يوضح الأنشطة التي ستتم إقامتها في هذه الحملة.
المخالفات المشهودة
وعن أهداف الحملة قال الشمام : الأهداف الرئيسية التي نسعى من خلال تنفيذ هذه الحملة تتمثل في نشر الوعي المروري بين أوساط المجتمع والاحتفالات التي تدشن وتختتم هذه الحملة وتوزيع إرشادات إعلامية مكثفة على أكبر قطاع ممكن وبحسب الإمكانيات المتاحة والتواصل مع مختلف وسائل الإعلام للمشاركة في إيصال صوتنا إلى أكبر عدد من المواطنين إلى جانب ضبط المخالفات المشهودة والتي تسيء للمنظر العام لحركة السيارات مثل عكس الاتجاهات والصعود على الأرصفة والوقوف الذي يعرقل الحركة إلى جانب قيام شرطة سير أمانة العاصمة بالتعاون مع المكاتب المختصة بالأمانة حيث تمت إزالة التشوهات الموجودة في الشوارع مثل وقوف السيارات بجوار معارض بيع السيارات أو السيارات الخردة أو السيارات التي تستخدم كمعارض للبيع عليها وإزالة البساطين وغيرها من الأنشطة التي تهدف في مجملها إلى إعادة الاعتبار للنظام والقانون الذي غاب خلال الأشهر الماضية.
تخطيط بعناية
وأضاف الشمام “أهمية الحملة المرورية تكمن في أنها عملية توعوية هادفة تم التخطيط لها بعناية بحسب الإمكانيات المتوفرة وهي حملة مفيدة من الناحيتين المعنوية والمادية فمن الناحية المعنوية نريد أن نقول للسائق إن الدولة موجودة وأن على الجميع اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وإلى هنا يكفي انفلاتاً ويكفي استهتاراً بالنظام والقانون ومن الناحية العملية فإن إقامة هذه الحملة سوف ينعكس بشكل تلقائي على تعامل السائق مع العاملين في مجال تنظيم حركة السير ومن ناحية أخرى هناك فائدة وطنية وهي إثبات وجودنا كجهاز أمني تابع لوزارة الداخلية يعمل بكامل طاقته في هذه الظروف الحرجة التي يعيشها وطننا وهذا ليس بالأمر السهل بل هو خدمة وطنية بكل المقاييس”.
شر مرافق
واعتبر العميد الركن الشمام الحوادث المرورية شراً مرافقاً لحركة السيارات.. مضيفاً: تسعى دول العالم إلى الحد ـ ليس من الحوادث المرورية ـ بل للحد من آثارها الكارثية فالحوادث كما يقال شر لا بد منه, ولكن نسعى جاهدياً إلى التقليل من نتائج هذه الحوادث وهذه إحدى التوصيات التي يوصي بها خبراء حركة السير بمعنى أن تكون الحوادث في مجملها حوادث في السيارات وليس في ركاب السيارات وهذا ما نسعى ـ ويسعى ـ إليه غيرنا ونحن في اليمن من الدول التي ترتفع فيها النتائج الكارثية لحوادث السير مقارنة بعدد السيارات لدينا لآن معدل ألفين أو ثلاثة آلاف قتيل سنويا جراء الحوادث, وهذا رقم كبير جدا مقارنة بعدد السيارات وليس بعدد السكان.
وأضاف : أحد أهداف حملة التوعية المرورية, منع حصول المخالفات المرورية التي هي أساس الحوادث فعند البحث والتدقيق في سبب معظم الحوادث الجسيمة نجد أن سببها ارتكاب السائقين للمخالفات المرورية التي ينتج عنها حوادث مرورية.
أسباب للهلاك
وأرجع العميد الركن الشمام أهم أسباب الحوادث المرورية إلى “السرعة الزائدة وعكس الاتجاهات وعدم صيانة السيارات بشكل سليم واستخدام قطع غيار مقلدة أو مستعملة واستخدام الإطارات المستهلكة واستخدام التلفون أثناء قيادة السيارة وغيرها من الأسباب التي هي معروفة للسائقين ولكنهم يرتكبونها ولا يتعظون بما جرى لغيرهم من السائقين”.
ضبط وحجز
وعن الإجراءات الضبطية المرافقة لحملة التوعية المرورية قال الشمام ” هناك إجراءات ضبطية مرافقة للحملة منها ضبط السيارات التي تعكس الاتجاهات أو السيارات التي بدون أرقام أو السيارات المتهالكة أو التي تنفث أدخنة ملوثة للبيئة أو الوقوف الذي يؤدي إلى عرقلة السير وغيرها من المخالفات التي هي عمل يومي يمارسه أفراد شرطة السير وعندما قلنا أنها حملة توعوية فقط فإننا نقصد أنه لن يكون هناك ضبط استثنائي بمناسبة إقامة الفعالية أما الأعمال اليومية فإنها مستمرة” .
تنفيذ الحملات والمهام والأعمال في أي مؤسسة كانت سواء حكومية أو خاصة, لابد أن يكون لها خطط مسبقة، وعن خطط شرطة السير يقول الشمام “لدينا خطط طموحة, وميزة خططنا أنها تعتمد على الجهود الذاتية من هذه الخطط التنسيق مع الأجهزة الإعلامية المختلفة ليكون لنا مساحة نتواصل بها مع السائقين ونأمل أن نجد التعاون من هذه الأجهزة إلى جانب أننا نطمح للتواصل المستمر مع السائقين عبر رسائل نصية بالتلفون لإشعار السائقين بمخالفاتهم ونطمح إلى أن يتم وضع كاميرات مراقبة لحركة السير في شوارع العاصمة بوجود غرفة عمليات متطورة وهناك العديد من الخطط التي سترفد جهاز شرطة السير بكوادر مؤهلة علميا للعمل في هذا المجال الذي يرتبط بالحياة اليومية للمواطنين بكل طبقاتهم وأعمارهم”.
تواجد رغم الظروف
ويؤكد الشمام “حرص شرطة السير بكافة أفرادها وطاقمها على القيام بالواجب الملقى على عاتقهم بالشكل المطلوب وإن وجدت أي تصرفات سلبية فهي تصرفات فردية لا يقاس عليها ولا تقلل من الجهود العظيمة التي يقدمها مجمل العاملين في جهز شرطة السير على مدار الساعة وأنا هنا أنتهزها فرصة لأقدم خالص الشكر وعظيم التقدير لرجال شرطة السير الأوفياء الذين اثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وتواجدوا في الشوارع والطرقات في أقسى الظروف فلهم خالص الشكر والتقدير”.
رسالة ختام
ووجه العميد الشمام في نهاية اللقاء المقتضب رسالة للمواطنين مفادها ” أن رجال شرطة السير وجدوا في الشوارع والطرقات لخدمتكم فكونوا عونا لهم وأن جندي شرطة السير يتفانى في أداء عمله في سبيل راحة السائقين ولذلك يجب أن يكون هناك تقدير واحترام لهذه الفئة من الناس الذين يفنون حياتهم وهم يعيشون بين مختلف الظروف البيئية ويستنشقون أدخنة سامة تؤدي بهم للموت البطيء وللأسف يقابلهم البعض بنكران للجميل”.