تحقيق / وائل الشيباني
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الأمراض المعدية خاصة في المدارس الابتدائية كالسعال (الديكي وفيروس الكبدa ) وهذا ما دفع بالكثير من أولياء الأمور للخوف على أبنائهم وإلزامهم بالجلوس في المنزل حتى لا يتعرضون للعدوى في المدرسة وهذا الخوف المتزايد من قبل الآباء والأمهات حرك إدارة المدرسة والمعلمين صوب البحث عن الحلول الممكنة للحد من انتقال العدوى بين الطلاب … انتشار بعض الأمراض المعدية في المدارس ومدى خطورتها وكيفية التخلص منها وغيرها من التفاصيل تجدونها في سياق هذا التحقيق.. إلى التفاصيل:
اللامبالاة بأرواح الأطفال دفع بوالدة مهند طالب في الصف السادس إلي جعل ولدها يذهب للمدرسة رغم أنه مصاب بمرض الكبد الوبائي حيث أخفت الأمر على إدارة المدرسة والمعلمات معللة ذلك بالقول : أنا حريصة على مستقبل ولدي وأن لا يفوته دروس يصعب بعد ذلك تعويضها متناسية أن الدروس ليست مهمة كصحة الطلاب الذين يجلسون أمام ولدها ولم يعرف الجميع بأنه مصاب بفيروس الكبد إلا بعد أن اصفر وجهه وانتقل المرض إلى اثنين من زملاء مهند ولدها الأصغر بسبب شربهم الماء من قنينة واحدة.
على العكس تماما فأم عبد الرحمن كانت حريصة على طفلها وكذلك الأطفال الآخرين فبمجرد أن أخبرها الطبيب المختص بأن ولدها مصاب بالسعال ألديكي سارعت إلى أخذ إجازة من المدرسة والتزمت بتعاليم الطبيب بعزل ابنها عن باقي الأولاد حتى يمثل للشفاء تجنباً للخطر وأعلمت إدارة المدرسة بالأمر وحين علمت الإدارة بإصابة الصبي طلبت من الأم أن تلبس ابنها كمامات حتى يتمكن زملاؤه في الصف ومعلمته من زيارته للمنزل دون أن يصابوا بالمرض حينها أبلغتهم الأم بأنها سعيدة بهذه الخطوة لكنها ترفض أن يأتوا الصغار إلى زيارة ولدها حتى وإن كان عبد الرحمن يرتدي كمامات كي لا يصاب أحد بالسعال الديكي كما أصيب ولدها جراء انتقال العدى له من إحدى فتيات الجيران
وختمت حديثها بالقول بعد انتهاء المرض سأدع طفلي يذهب إلى المدرسة التي أثق بأنها ستمنع إصابة ولدي بأي مرض معد آخر فقد علمت بأن هناك إجراءات وقائية اتخذها القائمون عليها وأنا أثق بهم.
الحذر واجب
أخاف أن تنتقل العدوى بين الطلاب خاصة في هذه الأيام لذا كل ما المس أي توعك صحي غريب أو أعراض للأمراض المنتشرة هذه الأيام أقوم باستدعاء ولي الأمر هذا ما أكدت عليه المعلمة / انتصار ياسين وأضافت : بعد أن استدعي ولي الأمر أقوم بسؤاله عن نوع المرض الذي أصاب ولده فإذا كان معد كالسعال الديكي أو فيروس الكبد, A , والأنفلونزا اطلب من ولي الأمر أن يبقي ولده في المنزل كي لا يصاب زملاؤه بنفس المرض.
لم يختلف معها المعلم / عبده الردماني في الرأي فهو أيضاً يقوم بنفس الإجراءات لحماية بقية الطلاب وإذا ما أصر أولياء الأمور إحضار أبنائهم فأننا نبقيهم بعزلة تامة عن باقي الطلاب من الشرب معه بنفس قنينة الماء أو الأكل معه بنفس الطبق حتى يذهب عنه المرض.
إجراءات وقائية
انتشرت في الآونة الأخيرة عدة أمراض في المدارس من بينها السعال الديكي وفيروس الكبد هذا ما أكدته الأستاذة / غزالة السعيدي وكيله مدرسة فجر المستقبل وأضافت : نظراً لانتشار هذه الأمراض في المدارس قامت الإدارة بإجراءات تحفظ للحافظ على صحة الطلاب وسلامتهم منها كما أوضحت السعيدي إعطاء إجازة لمدة أسبوع أو أسبوعين للطالب المصاب بالأمراض المعدية وإعفائه من الدروس التي تأخذ في تلك الفترة والواجبات وبعد التأكد من صحة الطالب يسمح له بالعودة للمدرسة وهذا الأمر يتم بالتعاون مع أولياء أمور الطلبة.
أما في إطار المدرسة فقد أفادت السعيدي بان المدرسة قامت بمنع الطلاب من شرب الماء أو العصير بعد زملائهم وفي حالة إصابة إي طالب بأي مرض معد فإننا نطلب من بقية الطلاب ارتداء الكمامات لكي لا تنتقل العدوى بينهم ويتم ذلك عبر تعاون مربيات الفصول معنا ونحن كإدارة يكون دورنا رقابياً وإشرافيا على الفصول الدراسية وأيضا على نظافة البوفية ومتابعة الأطعمة التي تقدم للطلاب حفاظاً على صحتهم.
عزل الطفل
من ناحيته أكد الدكتور / فؤاد المانع أخصائي طب أطفال في قسم طوارئ الأطفال بمستشفى الثورة العام على انتشار عدد من الأمراض بين الأطفال في هذه الأيام بسبب العدوى وأفاد قائلاً : تأتي إلينا حالات مصابة بأمراض انتقلت بين الأطفال خاصة من المدارس وأبرز تلك الحالات السعال الديكي وفيه تتكون صوت الكحة كصوت الديك وله العديد من المضاعفات كالتهابات الصدر ونزيف بالدماغ والطرش ونقص الكالسيوم وتغير لون الشفايف إلى الأزرق وكل ما كان الطفل اصغر سناً كلما كانت الحالة أكثر خطورة.
وفي ذات السياق أكد المانع على أن السعال الديكي ينتقل عبر الرذاذ ما بين الأطفال ويمكن الوقاية منه من خلال عزل الطفل منذ التأكد من إصابته بالسعال ألديكي وحتى خمسة أيام من بعد استخدامه الدواء المقرر من عند الطبيب ويمكن أيضا الوقاية منه باستخدام المضاد الحيوي الذي يحد من انتقاله من فرد لآخر.
أمراض أخرى
لا يقتصر المرض المنتشر هذه الأيام بين الأطفال خاصة في المدارس على السعال الديكي فقط فهناك أيضا فيروس الكبد a هذا ما قاله المانع أخصائي طب أطفال الذي أكد على أهمية عزل الطفل إذا ما أصابته أعراض الفيروس وقبل ظهور الصفار بأسبوع كامل وبعد ظهوره بأسبوع فهذا الفيروس ينتقل عن طريق الماء والأكل ويسبب الحمى وفقدان الشهية ويظهر بعد ذلك الصفار وكذلك يتغير لون البول والبراز لذا يفضل عدم مخالطة المصاب لأطفال آخرين حتى لا يصابوا بالعدوى منه ويمكن علاج هذا لفيروس كما أفاد المانع من خلال الإكثار من أكل الحالي كالعسل والحلويات وغيرها والابتعاد عن الزيوت والحوارق والحوامض وختم حديثه بالقول : فيروس الكبد ليس خطراً إلا على 1% من الحالات المرضية التي تصاب بالمضاعفات.
حب الآخرين
من غير الصائب من الناحية الخلقية والإنسانية أن تصيب الآخرين بالأذى هكذا استهل الداعية / محمد صالح حديثه عن أرباب الأسر الذين يعلمون أن أطفالهم مصابون بأمراض معدية قد تنتقل لغيرهم من الأطفال ولا يقومون بعزلهم عن الآخرين وهذا قد يعرض الآخرين للخطر فالمؤمن السوي حد قوله هو ذلك الشخص الذي يحب الخير للناس من دلائل اكتمال الإيمان ورسوخه في القلب كما أوضح صالح هو غياب محبة الخير للآخرين فهذا العمل يعد من علامات نقص الإيمان مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري.
وإذا ما أحب الإنسان الخير للغير، كان لذلك أثر في تعامله معهم والخوف على صحة أبنائهم كما يخاف على صحة أولاده وختم حديثه بالقول أتمنى أن تنغرس قيم الحب بين الناس وأن تبتعد كل أنواع الضغائن وأن يسود الحب والإخاء بين كل أبناء اليمن وأن نعي مقدار الأعمال التي نقوم بها فلربما نلقي بالنار جراء أعمال استخفينا بها ولم نولها أي اهتمام.