كتب / معاذ القرشي –
كلما اشاهد مشائخ ومرافقين بأسلحتهم يتأكد لي أن الدولة لا تزال ضعيفة أمام هؤلاء وبحاجة لإعلان نفسها وبقوة عامة الشعب ممن يعملون ويكدون مقتنعين بوجود الدولة ووجود قوانينها مهما كانت ضعيفه كون وجود الدولة قناعة كامنة وراسخة في نفوسهم.
كنا نظن ان الثورة وعجلة التغيير ستصيب شخوص هذه الظاهرة في مقتل وسيتوارى عن الانظار كل العابثين بالنظام والقانون.. لكن واقع الحال يؤكد أنهم كشروا عن أنيابهم أكثر ضد القانون وضد هيبة الدولة وهو الامر الذي يتطلب الحزم ومعالجة الأسباب.
من مذكرات مرافق مع شيخ
في البداية كان لابد من الاقتراب أكثر من الظاهرة وكان أحد المرافقين للمشايخ لم ا◌ْعرøöفه◌ْ بكوني ابحث عن معلومات لإجراء تحقيق صحفي عن المشايخ والمرافقين فلن يرحب بالفكرة لكنني تطفلت عليه بعدة أسئلة وأجاب هو بحسن نية يبدو أنه كان غاضبا◌ٍ من الشيخ فقلت له لماذا اخترت هذه المهنة فقال بداية تكون تقليدا لمن سبقك وفي بعض المناطق أن ترافق الشيخ معناه أنك ستكون قريبا◌ٍ من المصروف اليومي لكن هذا المصروف بمقابل وهو الخروج من المدرسة والعيش في حياة مملة ومحصورة.
قلت له هل لديك وظيفة رسمية قال: يقول الشيخ إننا عسكر مع الدولة لكن لا أعرف هل ما نستلمه من الشيخ أو من الدولة أو من الاثنين معا المهم أن تجد وظيفة.
فقلت له لكن المشائخ يطلبون منكم القيام بأشياء تخالف النظام والقانون ومنها حمل السلاح.
قال: شوف يمكن أن أفعل أي شيء إلاø الدم.
فقلت له وأنا أشير إلى بندقيته التي يحملها: ألا تتعب من حمل هذا¿.. فقال: اتعب لكن ماذا أفعل لو وضعت السلاح فلن أحصل على المصروف هذه هي القضية حتى هذا السلاح لا أملكه.
– وبحثا◌ٍ عن مقارنة الماضي بالحاضر وهل ظاهرة انتشار المشائخ والمرافقين لها ارتباط بالماضي التقيت بواحد من كبار السن هو لطف احمد الهمداني فقال لم تعرف بلادنا كثرة المشائخ والمرافقين حتى بعد المسؤول في الدولة بهذا الشكل إلاø◌ِ في هذا الزمن ولا أنكر وجود هذه الظاهرة سابقا◌ٍ لكن ليست كما هي عليه اليوم فقلت هل كثرة المرافقين بسبب الخوف فقال لا أعتقد أن الخوف هو السبب فإذا كنت خائفا◌ٍ فلن تخرج من بيتك لكن الخروج بهذه الطريقة هو للاستعراض أقرب وهو كذلك إرسال رسائل تحد للقانون أمام عين الدولة وسمعها لكن من يتضرر منها المجتمع المسالم الذي يسعى بعد لقمة عيشه ويعمل بصمت ويلتزم بالقانون..
ويردف الحاج لطف الهمداني يا ابني من يقومون بهذه الأفعال إذا دققت فيهم كثيرا ستجد أنهم وراء كل المظاهر الأخرى المخالفة للقانون.
بعد أن سمعت ما قاله الرجل تذكرت قول شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني:
جربوا في الشعب شعبيتكم
واخرجوا يوما بلا أقوى حراسة
– عمران عبدالرؤوف الأصبحي موظف في القطاع الخاص تحدث عن هذه الظاهرة فقال سبب هذه الظاهرة هو جهل المجتمع وتقديسه للمشائخ واحتكامه إليهم في المشاكل وضعف السلطة التي تملك الحق في تنفيذ القانون أما الحل لهذه الظاهرة يكمن في مواجهة الظاهرة بالتعليم وإيقاف الدعم الذي للأسف لا يزال يقدم للمشائخ من قبل الدولة وهو الأمر الذي يضعف الدولة أمام ممارسات هؤلاء وهي كثيرة.
هكذا يتندر اليمنيون على واقعهم وهم يشاهدون المواكب التي تسرح وتمرح متشجعة بما أخذته من الدولة من مال وسلاح وهيبة أيضا◌ٍ لدرجة أن الناس اعتقدوا أن هؤلاء هم الدولة مشائخ يتناسلون يوميا◌ٍ من مخرجات مراحل غياب القوانين والأنظمة وغياب المجتمع المدني وغياب القوة أو تغييبها وفي غياب كل ذلك برزت للعيان أعراف وعادات ما أنزل الله بها من سلطان ومنها الهجر أو ذبح الثيران وفي حقيقة الأمر لم نهجر إلاø هيبة الدولة ولم تذبح إلاø القوانين من الوريد إلى الوريد وهو الأمر الذي يستدعي إنجاز خطوات تعزز وجود الدولة المدنية كواحدة من أهم مخرجات الحوار الوطني الشامل..
Prev Post
قد يعجبك ايضا