عـن همـوم مدينة يبللها العرق!

عبـاس غـالب
لكثرة تناولاتي الصحفية عن هموم هذه المدينة المبللة بالعرق يتهمني البعض بتحيزي الشديد لأهالي تهامة وتحديداً أبناء مدينة الحديدة وبخاصة فيما يتعلق باستمرارية تذكير المسؤولين بهمومها ومعاناتها على الرغم أن تهامة تُعتبر رافداً اقتصادياً مهماً في أجندة الاقتصاد الوطني.
وثمة مبررات موضوعية تستدعي ضرورة مواصلة تذكير مسؤولينا الموقرين بتلك الهموم والمعاناة الكثيرة التي تعيشها عروس البحر الأحمر، خاصة لجهة ازدياد حدتها مع هذا العدوان السعودي الغاشم الذي يدخل عامه الثاني وسط تواطؤ وصمت عالمي مع الأسف الشديد.
ولاشك بأن هذه المشكلة المؤرقة تسبب صداعاً مزمناً ودائماً للمسؤولين، سواءً في قيادة المحافظة أو المتواجدين في مركز القرار بالعاصمة إدراكاً منهم بتبعات انعدام أو تخلف هذه الخدمات بالنظر إلى حجم عطاء ومعاناة هذه المحافظة في آن واحد.. فضلاً عن علمهم كذلك بمحدودية القدرة على توفير تلك الخدمات الأساسية التي يتزايد الطلب عليها في فصل الصيف كالكهرباء والمياه، الأمر الذي يتوجب سرعة إيجاد المعالجات الناجعة لهـذه التحديات وبخاصة مـع دخـول الشـهر الفضيل في صيف قائض لا يمكن تحملهُ بغير تـوفر أبسط تلك الخدمات.
أعــرف أنـه ومنـذ عـدة أشهـر حمل الأخ حسن أحمد هيج محافظ محافظة الحديدة هموم أبناء محافظته ونقلها إلى الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا الذي أحالها مشكوراً بدوره إلى الجهات المختصة لسرعه ترجمتها ميدانياً، ومنها تلك التوجيهات المرتبطة بتوفير الإمكانات المالية لتوليد الطاقة الكهربائية بعد أن أتى العدوان على جزء من المحطة المركزية بالمحافظة وضرورة انسيابية المشتقات النفطية التي حال هذا العدوان دون دخولها.. وهي المعالجات التي يمكن أن تخفف جانبا من العبء على المواطنين وبخاصة في هذا الموسم القائض.
وأعرف أيضاً أن الأخ المحافظ الهيج يتابع شخصياً تنفيذ تلك التوجيهات التي يبتهل أبناء الحديدة إلى المولى عز وجل بأن تلقى اهتماماً لترجمتها على أرض الواقع أو حلحلة البعض منها على الأقل.. وبأن تكلل جهود الأخ المحافظ بالنجاح قبيل دخول الشهر الفضيل.

بادرة تستحق الاقتـداء
البادرة التي أعلنت عنها مؤخراً مجموعة هائل سعيد أنعم ونشرتها وسائل الإعلام بتثبيت أسعار منتجاتها إثر جنون الدولار والإعلان كذلك عن تخفيض نسبة 30%من أسعار هذه المنتجات تقديراً لمعاناة المواطنين جراء العدوان والحصار وابتهالاً برمضان الفضيل .. وهي مبادرة تستحق التقدير ولكنني أتمنى في نفس الوقت أن تقوم المجموعة بمتابعة بعض وكلاء منتجاتها الذين لا يلتزمون حرفياً بتنفيذ هذه التوجيهات، فضلاً عن فتح نوافذ للبيع المباشر حتى تصل الفائدة المرجوة من هذه البادرة للمستهلك مباشرة.
وبالمناسبة لكم كنت أتمنى أن تحذو المجموعات التجارية الأخرى حذو مجموعة هائل في بادرتها هذه وذلك للتخفيف من تلك الأعباء التي يعانيها المواطن الذي يعيش بين نارين، نار قساوة العدوان الجائر، وبطش وجشع بعض التجار والمصنعين ومعهم الدخلاء على هذا القطاع من المرابين والسماسرة والمبتزين!.. كل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك ايضا