واشنطن/ وكالات
إن كانت تصفية زعيم حركة طالبان الأفغانية في غارة شنتها طائرات أمريكية بدون طيار شكلت خبراً ساراً لإدارة الرئيس باراك أوباما، إلا أن واشنطن لا تزال تواجه ضغوطا لإبقاء قواتها في أفغانستان لفترة أطول مما هو مقرر.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر أمس الأول بأن هذه الضربة غير المسبوقة التي نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار السبت الماضي في باكستان قرب الحدود الأفغانية “تثبت انه ليس أمام طالبان سوى خيار واحد، وهو السعي لتسوية سلمية للنزاع”.
وبعدما كان الملا اختر منصور مؤيداً بالأساس لمفاوضات سلام مع حكومة كابول، رفض مراراً بعد تعيينه زعيماً للحركة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف المتحدث إن حركة طالبان “يمكنها الجلوس مع الحكومة الأفغانية وبدء المفاوضات، إننا ندعم عملية يقوم بها الأفغان أنفسهم”.
لكن بالرغم من هذه الآمال، يبقى البيت الأبيض خاضعا لضغوط لحضه على اتخاذ قرار جديد بإبطاء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وذلك رغم الوعود الانتخابية التي قطعها أوباما إذ تعهد في 2008م بالانسحاب من أفغانستان.
وفي أكتوبر وأمام تقدم عناصر طالبان في مواجهة القوات الأفغانية، اضطر الرئيس الأمريكي إلى إعلان إبقاء 9800 جندي طوال العام 2016م في هذا البلد بدل الانسحاب التدريجي الذي كان مقرراً.
وتطلق القوات الأمريكية منذ بضعة أشهر تحذيرات، داعية إلى إبقاء قوات تزيد عن الـ5500 عسكري المقرر الحفاظ عليهم في أفغانستان عام 2017م.
وقال القائد الجديد للقوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون في فبراير أمام الكونجرس: إن الأمر يتطلب “سنوات” حتى يصبح الجيش الأفغاني بالمستوى المطلوب.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن مايكل اوهانلون أن “معظم العسكريين الذين اعرفهم يؤيدون الإبقاء على مستوى قريب من المستوى الحالي (9800 عسكري) بدل تخفيض العديد إلى 5500 العام المقبل”، داعياً من جانبه إلى إبقاء عشرة آلاف عسكري في أفغانستان.
كما يطالب العسكريون الأمريكيون بحرية تحرك اكبر لقصف عناصر طالبان.. ولا يسمح للطائرات الأمريكية في الوقت الحاضر بمساندة القوات الأفغانية حين تكون في وضع صعب، ولا يمكنها التدخل إلا حين تواجه القوات الأمريكية أو الأطلسية خطراً.
وحذر الجنرال الأمريكي جون كامبل الذي كان يقود سابقا قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان أنه إذا قررت واشنطن في نهاية المطاف إبقاء قوات تزيد عما هو مقرر في 2017م في هذا البلد، فعليها اتخاذ قرارها بحلول الصيف، حتى يتمكن الحلفاء الأطلسيون بدورهم من اتخاذ ما يستتبع ذلك من قرارات في الوقت المناسب.
وكلفت إدارة أوباما خلفه الجنرال جون نيكولسون منذ تولي مهامه في مارس، تقديم تقييمه للوضع بحلول مطلع يونيو.
والتقى الأسبوع الماضي في بروكسل رؤساء أركان قوات دول الحلف الأطلسي لاستعراض المسالة معهم، ولم ترد اي معلومات حول تشخيصه للوضع وتوصياته.
ورأى انتوني كوردسمان الذي ينتقد بانتظام الخيارات العسكرية لإدارة أوباما، أنه من المستحيل التكهن بما سيقرره الرئيس، ما إذا كان سيختار تعزيز القوات خلافاً لوعوده الانتخابية، أو الإبقاء على وضع راهن قد يضر بمستقبل الحكومة الأفغانية.
وأكد أن أوباما “لا يريد أن ينظر إليه على انه الرئيس الذي حرم خلفه من خيارات” بتركه قوات عسكرية ضعيفة وعاجزة أمام الوضع في أفغانستان.
وتابع: “لكنه من الجهة الأخرى، رئيس يزن الخيارات إلى ما لا نهاية تقريباً”.
وتعد القوات الأمريكية 9800 جندي في أفغانستان تقتصر مهامهم مبدئياً على تقديم الدعم والاستشارة للقوات الأفغانية.
كما ينفذ الجنود الأمريكيون مهمات قتالية ضد تنظيمي القاعدة وداعش.
قد يعجبك ايضا