حسن عبدالله الشرفي
أَهْلاً وَرَفَّ حمائِماً وَبَلاَبِلاَ
أهْلاَ وَفَاحَ حَدَائِقاً وَخَمَائِلاَ
ضيفٌ كأَحْلامِ البَنَفْسَج ما اصطفى
إلاَّ القلوب بَيَادِراً وَمَنَاهِلاَ
زَفَّتْهُ عذراء المطالع واحداً
أَحداً فَرَاقَ مَلاَمِحاً وَمَخَايِلاَ
أَهْلاَ بهيَّ الوجه،، وَانْغَمَسَ المدى
في الضوءِ سَلْسَالاً وَمَاج سَنَابِلاَ
وَانْدَاحَ غيمُ العطرِ في خضر الرُّبى
قَبلاً وفي دُهْمِ المروجِ غَلاَئِلاَ
* * * *
يا ذا الحبيب وكم نحبك كَامِلاً
ونحب فيكَ وجودنا مُتَكَامِلاَ
الْآنَ جئتَ ونحن ما عُدْنَا كَمَا
كُنَّا شعوباً في الهوى وَقَبَائِلاَ
الْآنَ جئتَ ونحن لسنا نحن في
حَقٍّ كما يحلو لَنَا أَوْ بَاطِلاَ
صِرْنَا بك الْفَرَجَ القريبَ نعيشه
رغداً ونحمله سِلاَحاً عَادِلاَ
* * * *
يا ذا الحبيب، وما أَتيت مُهَرَّباً
مثل المتاع ولم تَجْئْ مُتثَاقِلاَ
أَنْتَ انسكابُ الغيثِ في أرْوَاحِنَأ
يَأْتِي فَيُنْعِشُهَا رُبىً وَمَشَاتِلاَ
أَنْتَ الذي خضنا إليه نزيْفَنَا
بَحْراَ وسافرنا إِليه قوافِلاَ
لا تسأل الأَزْمَان عنك وحسبنا
أَنْ كنت مسؤولاً يُجَلَّ وسَائِلاَ
* * * *
يا من إذا ناديتُهُ نادَيتَ في
دَمِيَ الشهادةَ عَاجِلاً أَوْ آجِلاَ
مِنْ أجلِ أن تبقى الوحيدَ مَشِيْئةً
وَاجِهْ بنا زَمَنَ النضالِ مُنَاضِلاَ
الآنَ جِئْتَ وهمُّكَ الهمُّ الذي
لاَ بُدَّ يكبر غَايَةً وَوَسَائِلاَ
واحسبْ حِسَابَ البعض ضَيَّقَ صَدْرَهُ
بك يومَ جئتَ فكنتَ سَعْدَ الكامِلاَ
ألِفَ ارتيادَ النقص دَرْباَ فالتوى
لَمَّا اكتملتَ مَخَارِجاً وَمَدَاخِلاَ
مَا شَأْنُهُ؟ وَلأَنْتَ تدرك شَأْنَهُ
بَرَعاً هُلاَمِيَّ الطبولِ وَزَامِلاَ
مِنْ عُقْدَةِ الشطرينِ فَصَلَ جِلْدَهُ
مَعَهَا فَخَابَ مغاضِباً وَمُوَاصِلاَ
* * * *
أَهْلاً وتلثَمُكَ العيونُ مَزَارعاً
ومصانِعاً وَمَعَامِلاً وَمَعَاقِلاَ
أَهْلاً وتتسعُ البِحَارُ مَرَافِئاً
وشواطئاً وَرْدِيَّةً وَسَوَاحِلاَ
دَارَ الزمانُ لها لينظم “صِيْرَةً”
في عِقْدِهَا الغالي وينظم “حَائِلاَ”
فَأرَى سيوفَ الأَزْدِ في حَلَبَاتِهَا
وَأَرَى صَوَافِنَهَا الْجِيَادِ صَوَاهِلاَ
وَأَرَى سُهْوبَ “الْخَوْفِ” تلبس للضُّحى
ثوباً يليقُ مَحَالِجاً وَمَغَازِلاَ
ويشوقني في البحر مُحْمَرَّ الْجُذَى
نَغَمُ “الكثيب” يروده مُتَمَايِلاَ
مَاذا جرى؟ تدري مسافات الفدى
أنَّا حشدنا المعجزَاتِ جَحَافِلاَ
فبزغت منها مِلْءَ نَفْسِكَ عِزَّةً
وَلَمَعْتَ فيها كالسيوفِ شَمَائِلاَ
* * * *
يا ذا الحبيب،، وكم ستلقى جاهلاً
متسائلاً مَنْ أَنْتَ أَوْ مُتَجَاهِلاَ
صِنْفَانِ ظَلَّ الأَمْسُ في نَفْسَيْهِمَا
يخشا بَيْنَ الْبَيْنِ حَداً فَاصِلاَ
رَاشَتْ جناحيه يد التَّشْطِيْرِ مَا
شاءت ففاق مَطَاعِناً وَمَقَاتِلاَ
مَدَّتْ له الأَزَمَان مائدة الْهَنَا
فتراه يحتسب الحلول مَشَاكِلاَ
ضجرت به صنعاء إِمَّا مُخْبِراً
أَوْ مخفراً أو سارِقاً أو قَاتِلاَ
* * * *
يا ذا الحبيب،، وَهَا أَتَيْتَ فلا تكن
لاَ غَافِلاً عيناَ ولا متغافِلاَ
لاَ بُدَّ منك لها رَوَاسِبَ مِحْنَةٍ
لاَ لَيِّنَاً مَعَهَا وَلاَ مُتَسَاهِلاَ
وَحَذَارِ من بسمائها مُصْفَرَّةً
حتى تموت هَوَادِجاً وَرَوَاحِلاَ
* * * *
أَهْلاً،، ولا أَهْلاً بغيركَ قادِمَاً
وَلئِنْ تَأَنَّق زَفَّةً ومَشَاعلاَ
بك نستجير من الشتاتِ وحسبنا
أن جئتَ ملتحماً دماً ومفاصِلاَ
ما ضرنا ما دُمْتَ بهجة عُرْسِنَا
هذا الزمانُ مُحَارِباً وَمُخَاتِلاَ
يا سَيِّدَ القلب السليم سكنته
قمراً بأسْرَابِ النوارسِ آهْلاً
في البدء كنتَ السِّرَّ والنَّجْوَى بِهِ
وَالآن شَقَّ بك الدُّجَى مُتَفَائِلاَ
مايو- 2016م – صنعاء