اليمن في مواجهة مخططات التقسيم والتشرذم

 

> الــــزيــكــم : بعد تحقيق معظم أهداف الثورتين المجيدتين بدأت المؤامرات والدسائس تُحاك على اليمن

> الحيدري : مخطط شق الصف من قِبل الأعداء كان منذ قيام الوحدة اليمنية

> الكميم : الوحدة أضاعت على الأعداء العبث بوحدة اليمن الواحد مدة ربع قرن كامل

> السقاف : رفض التمسك بالوحدة والإصرار عليها أمر يتنافى مع العقل والمبادئ

> تحية : سنحتفل بالعيد الـ 22 من مايو رغماً عن أنوف المتشدقين

> لينا : يجب عدم الانصياع لمن يريد تدمير بلادنا ووحدتنا اليمنية

استطلاع/ رجاء عاطف

يمر اليمن اليوم بمنعطف خطير يهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي بسبب التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقسيم وتشطير اليمن إلى أجزاء مجزأة، لأنها ترى في بقائه موحداً خطراً على مصالحها، في حين يجمع أبناء الوطن جنوباً وشمالاً على أن الوحدة اليمنية مصدر القوة والصمود وأنها إطار جامع لمواجهة أي تدخل أجنبي من شأنه استهداف وطنهم والتآمر على أمنه واستقراره… الحصيلة في الاستطلاع التالي :
ن الوحدة اليمنية بتحقيقها هي إعادة للحمة الواحدة، فهي جمع لشطري وطن واحد وليس التئام دولتين، هكذا تحدث الدكتور خالد محمد الكميم – أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان .
وأضاف: لعل المشهد المعاصر يسجل حقيقة أن الوحدة اليمنية في عصرنا هذا ومن عام 1990م قد فوتت على أعداء اليمن التاريخيين كبريطانيا والسعودية العبث بوحدة اليمن الواحد أرضا وإنسانا ولربع قرن بأكمله ، وإذا كانت بريطانيا ومن خلفها وليدتها الكبيرة أمريكا قد سعت بكل جهد لإدخال اليمن ضمن جدول تقسيم مرسوم بدقة من بعد حرب الخليج 1991م وموقف اليمن حينها كعضو غير دائم بمجلس الأمن وامتناعنا عن تأييد قرار الحرب على العراق .. وصولا إلى محاربة الإرهاب وهو هاجس الغرب الدائم وفكرة أن اليمن بيئة مهيئة لاحتضان اخطر تجمعات الإرهاب المصدر والممول من جارتنا السعودية .. وهذا معلوم للعالم قاصيه والداني ، وعليه كانت سياسة الغرب تجاه اي مشروع لتقسيم اليمن قائمة على ذلك وإن كانت أحلام المستعمر القديم- بريطانيا- قد تجلت مباشرة في حاضر اليمن والعدوان عليه عسكريا وتخطيطا لتقسيمه ، أما جارة السوء السعودية فلم تكل أبداً وطوال عمرها القصير ، حيث لم تستثن أي نظام قائم بالتدخل والتآمر المباشر أو غير المباشر لإنهاء أي مشروع للوحدة خلافا عن الدخول بالحرب وبالعتاد لتحقيق الانفصال في اليمن.
سد منيع
وقال الكميم : لعل حرب 1994 خير شاهد على ذلك لولا أن المنطقة وتبعات حرب الخليج واهانة الامريكان بالصومال لم يكن ليقنع الغرب وامريكا خصوصا بتحقيق مشروع تقسيم اليمن في تلك المرحلة، وعليه فقد أثبتت الأيام أن الوحدة اليمنية كانت سدا منيعا لحماية – شعب الجزيرة العربية في الجنوب – العربية السعيدة-لحقبة من الزمن نايفت الربع قرن ومعها الآن حلم الشعب وأحرار اليمن في ديمومة وحدته وصد جميع مؤامرات تقسيمه وإفشال أيادي الصهيونية العالمية وحلفائهم من آل سعود لتدمير اليمن وحضارته خلاف الفعل الحرام في سفك دماء شعب وإنسان اليمن، مشيراً إلى انه لن يكون هناك أي تجزئة لليمن الطبيعي بحول الله وبعزيمة أبطال وأحرار اليمن ، وغيرها من دول الوهم المصور هي من ستزول وسيبقى شعب الحضارة والإنسان الأول.
التآمر ليس جديداً
فيما يقول الدكتور جمال الحيدري – رئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية بوزارة الدفاع: إن اليمن هي أصل العرب ومجدهم وفخرهم واعتزازهم والوحدة اليمنية جزء لا يتجزأ من الوحدة العربية وليس بغريب ان تتكالب وتتحالف الأنظمة الغربية والعربية ضد الشعب اليمني الذي اتصف بصفات لا يتصف بها أي شعب عربي آخر ، وإن تآمرهم ومخططاتهم القذرة لتقسيم وتجزئة اليمن وشق الصف اليمني ليس بجديد وإنما كان منذ قيام الوحدة اليمنية وبدأ المخطط يسير وفق ما تم التخطيط له عام 1994م ، مضيفاً: وكان من أهم بنود المخطط فصل اليمن وإعادتها إلى التشطير وكذلك تقسيمها إلى إمارات إسلامية ودويلات صغيره وخاصة المناطق الجنوبية وضم بعض أراضى من المناطق الجنوبية إلى دول الخليج مثل حضرموت وسقطرى وغيرها، ويرى أن الحاصل اليوم دليل واضح على المخطط الأمريكي الصهيوني الخليجي للاستيلاء والسيطرة على المناطق الجنوبية وتقسيمها بين الدول المتحالفة ولكن بفضل الله عز وجل وبفضل رجال اليمن الوحدويين الشرفاء قاموا بتوحيد صفوفهم لحماية الوحدة اليمنية من عبث العابثين وحقد الحاقدين عليها وأعلنوا للعالم أن الوحدة اليمنية راسخة وثابتة ولها رجال يحمونها من أي غزو أو تقسيم أو إثارة فتنة تشق الصف اليمني، مؤكدين ثبوتهم وصمودهم امام أي تدخل أجنبي يحاول المساس بالوحدة اليمنية أو إثارة الفتنة والنعرات والصراع بين المجتمع الواحد وكذلك رفضهم لأي تدخل اجنبي يتدخل بالشؤون الداخلية و يحاول تقسيم اليمن ، فاليمنيون قادرون على حماية الوحدة اليمنية من اي تدخل خارجي غربي أو عربي، مؤكدين للدول المتحالفة والمتآمرة بأن الوحدة اليمنية ستحمي أراضيها من كل الغزاة والمستعمرين بقوة رجالها وتماسك مجتمعها وان الشعب اليمني مستعد أن يضحي بالكثير من ابنائه وبكل ما يملك من قوة لحماية الوحدة اليمنية وليتذكروا بأن اليمن مقبرة الغزاة والتاريخ شاهد على ذلك والوحدة اليمنية صمام أمان للوحدة العربية والإسلامية .
بعد الوحدة بدأت المؤامرات
من جانبه يرى الدكتور – علي الزيكم – نائب محافظ محافظة المحويت أن الوحدة هي مطلب ديني وتنفيذ لأوامر المولى عز وجل في الأمة بأكملها وأنها في الشعب اليمني حلم يراودهم جيلا بعد جيل وأصبحت هدفاً من اهداف ثورة 26 سبتمبرو14 اكتوبر المجيدتين واستمر النضال الثوري من أجل تحقيقها وتوفرت الإرادة الصادقة عند قيادات الشطرين حينذاك عام 1990 وتوحدت اليمن المشطرة ودمجت دولتان وكيانان مختلفان بالرؤى والأفكار، وقال : رغم أن العالم كان يتمزق في تلك الفترة الزمنية إلا أن اليمنيين أثبتوا للعالم أنهم أهل إيمان وحكمة، فعلا توحدوا في تمزيق دول عظمى رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمؤامرات التي كانت تحاك لهذا الشعب من قبل أعداء اليوم وهم نفسهم أعداء الأمس.
وأضاف : إنه في 22 من مايو رفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً في عدن الحبيبة وأصبح الشعب اليمني ذا شأن بين الأمم وله صدى ومكانة عالية في العالم، وأصبحت الجمهورية اليمنية تحتل مكانتها وتحتل موقعاً مهماً في الخارطة والجغرافيا، ونوه الزيكم بأنه بعد أن تحققت معظم أهداف الثورتين المجيدتين بدأت تحاك لليمن المؤامرات والدسائس من قبل الأعداء في الداخل والخارج ، واشتروا بعض الأطراف وأشعلوا الحرب بين اليمنيين في صيف 94م ، ورغم إعلان الانفصال والحرب إلاَّ أن توحد اليمنيين بتوحدهم وبتمترسهم خلف قاداتهم كانوا صخرة صلبة تحطمت عليها كل المؤامرات والدسائس وانتصرت إرادة الشعب وتعمقت الوحدة، ولكن هزيمة أولئك الأعداء جعلتهم أكثر حقداً على هذا الشعب واستمروا في شرهم مستغلين بعض السلبيات والأخطاء التي حصلت بعد حرب الانفصال وبعمق وجروح آثار الحرب وتبعاته الآن أوصلونا إلى هذا الوضع الذي نعيشه ونشاهده ، كما يرغبون بتفتيت اليمن الى أكثر من شطر ليس شطرين فحسب، مثلنا مثل بقية الدول العربية لتنفيذ او تطبيق خارطة الشرق الأوسط الجديد لنصبح دويلات ومشيخات صغيرة ليس لها أي وزن أو مكانة بالعالم ، وللأسف فإن تلك المخططات كانت لتفتيت الأمتين العربية والإسلامية والتنفيذ عربي ، مؤكداً على أن المطلوب لإنقاذ الوحدة التي تعتبر مصدر عز وفخر اليمنيين هو أن نسمو فوق الصغائر والجروح ونغلب مصلحة الشعب على المصالح الشخصية والأنانية ونُحكم العقل والمنطق ونشعر ولو مرة بالذنب ونقول كفى ونوحد صفنا ضد أعداء الأمة الذين بدأت تظهر لنا نواياهم الشريرة المتمثلة بدخول القوات الغازية .
الانفصال ترف كلفته باهظة
ويرى سقاف عبدالله السقاف – رئيس قسم تمويل الشركات التجارية الصناعية ببنك كاك الاسلامي أن إنكار مطالب قسم من أبناء الجنوب في الانفصال تصرف غير صحيح وغير عادل ، ولكن رفض هذا الفريق لرأي قطاع كبير من أبناء الجنوب في التمسك بالوحدة والإصرار عليها أمر يتنافى مع العقل وأبسط الحقوق والمبادئ التي يتشدق بها دعاة الانفصال في إعطاء أبناء جلدتهم حرية تقرير واختيار مصيرهم ومستقبلهم ، وفي رأي قطاع كبير من أبناء الجنوب أن أي مطالب بالانفصال في هذه الأيام تعتبر ترفاً لا يستطيع أي طرف تحمل كلفته الباهظة ، في ضوء ما يتعرض له وطننا لأبشع هجمة بربرية على شعبنا ووطننا شاملا كل مقدرات هذه الأرض من بشر وحجر وشجر، وإن أبسط ثمن يدفعه الجميع لها هو تغلغل التطرف والإرهاب بمختلف مسمياته واتجاهاته ، والذي يرتدي حينا ثوب المناطقية بأبشع صورها في تهجير الآخرين ونهب حقوقهم ، وأحيانا يتشح بدثار الدين الزائف القادم من الصحراء بقسوتها ودمويتها.
وقال السقاف : لا يسعنا الإنكار لمطالب قطاع كبير من أبناء الجنوب في مظلوميتهم النابعة من ظلم في توزيع الثروة والمقدرات لهذا الوطن ، كما لا يمكننا إنكار أن هذا الظلم لا يعاني منه أبناء الجنوب فقط ، بل إن هذا الظلم مسلط على أبناء اليمن كافة في شماله وجنوبه ، فالفقر والحاجة تتشارك وتتقاسم بها صنعاء مع عدن ، وتعز مع حضرموت ، وحجة وصعدة مع شبوة، وهو محصلة طبيعية لفساد سياسي وإداري يشمل اليمن كله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ، بدون استثناء أو مفاضلة، وهنا يكمن الداء الذي يستغله العدوان في رفع صوت الانفصال الذي هو ضمن مخطط كبير للمنطقة كلها وليس خاصا باليمن ، ولن يهدأ بال أعداء الوطن إلا بتمزيقه ولن تكون نتيجته استقرار أي جزء أو توفير الرخاء لأي قسم في اليمن حسب توهم البعض بأن الرخاء سيعم عند حدوث الانفصال ، وأن حقائق الحياة والتاريخ ستقود إلى تسليم الطرف الحالم الثروة والرخاء والغنى إلى أحضان القتل والخراب ، ولن يعدم عدو اليمن المبررات والسبل في خلق هذا المصير المظلم للجميع شمالا وجنوبا.
الوحدة تسري في دمائنا
وكما تؤكد تحية حسين عوض – ناشطة سياسة : نحن سنحتفل بالعيد الـ 22 من مايو عيد الوحدة رغماً عن أنف كل الذين يتشدفون بالانفصال، وفي هذا اليوم الطالب سيجد نفسه في إجازه وكذلك الموظف اذا هم مختلفون فالوحدة تأخذهم ليحتفلوا بهذه المناسبة لأنها تسري في دمائنا.
وقالت : الأغلبية يريدون الوحدة لأنهم ذاقوا مرارة الحروب بين أبناء الجنوب فهم يقتلون بعضهم البعض دون رحمة فالأعوام76 /79/86 شاهدة على الاقتتال بينهم البين فمن يثق بالسلام ،بالانفصال، لا سلام في الانفصال لم يحافظوا على مؤسسات الدولة التي انهارت في الجنوب وابتلعت إيراداتها وقعد الموظفون في منازلهم وانقطعت الخدمات الأساسية عن المواطنين وساد الانفلات الأمني والأخلاقي، وهذا هو ما يريده الأعداء والانفصاليون ولكن الوحدة قائمة رغم أنوفهم وسنحتفل غصبا عنهم .
قوة بالوحدة
من جهتها تقول ليناء شاكر – مواطنة: إن الوحدة قوة وهذا المبدأ الذي سار فيه الأوربيون اتحدث 12 دولة عظمى كأنهم دولة واحدة وتساءلت نحن لم نتمكن من العيش معا فأين تكمن المشكلة ؟ أبي جنوبي وأمي شمالية فمع من أكون؟ وأردفت: ليتأكد الجميع أن من يريد الانفصال ليس يمنياً أصيلاً فنحن جميعا ببطائقنا أو جوازنا يمنيون ونكون قوة بالوحدة ، ويجب عدم الانصياع لمن يريد التدمير لبلادنا ولوحدتنا اليمنية ،كثيراً ما تبادر إلى مسامعنا عن معاناة من عاشوا قبل الوحدة من الاشتراكية أو الاستعمار أو الأوضاع في الجنوب وأنهم بعد الوحدة شعروا بحرية التنقل والاستفادة من خبرات ومهن الشماليين واختلط الجميع وبقيت اليمن واحدة لا فرق بين الشمالي أو الجنوبي وتملك الجنوبيون في الشمال والعكس كذلك ، فكيف يريد الأعداء خلق أقاليم وتفكيك اليمن ، وهنا نتساءل هل يجب على الجنوبي التخلي عن عائلته وهي شمالية أو العكس من ذلك ؟ّ ولكن ستبقى وحدة اليمن قوة كما توحدت دول الخليج لتكون قوة ونتمنى أن نتحد بالوحدة وننسى كلمة شمالي أو جنوبي ونقول كلنا أبناء بلد واحد وكلنا يمنيون .

قد يعجبك ايضا