خراب ودمار

عبدالمجيد التركي

لم يعد هناك سوى الخراب والدمار، والموت الذي يرتع في الخريطة العربية والإسلامية..
تفتح مواقع التواصل الاجتماعي وتتابع ما يحدث من الجرائم السعودية في اليمن، والحرائق التي تندلع في مصر، كل يوم، والأخبار السخيفة في صحف السعودية، والانفجارات التي اشتدت وتيرتها في العراق، والإعدامات التي تنفذها داعش، ونشاطات القاعدة المعمَّدة بالدم في ليبيا، وتوترات سياسية في لبنان، والتفجيرات اليومية في تركيا، ومطالبات بالإفراج عن المسجونين قسراً في البحرين، والدمار الشامل الذي يلتهم سوريا، وأخبار فلسطين، وتفاهات عمر البشير، والاستقبالات الرسمية اليومية لرؤساء وملوك الدول الذين يتوافدون للسعودية ليملأون جيوبهم بأموال سلمان ثم يقومون بتدمير بعضهم بعضاً لإثبات ولائهم للعاهر السعودي.
وحين تُراجع ما يحدث وترجع إلى أسبابه ستجد أن السعودية هي المتهم الأول في ما يحدث في كل بلد عربي وإسلامي، وستجد من خلفها دويلات خليجية صغيرة تضخ الأموال لتغيير مجرى الحياة.. وكأنهم يعانون من عُقد نقص هائلة ويريدون أن يتصدروا المشهد العربي، لكنهم يقفون على أسوأ خشبة مسرح، وينفذون أسوأ سيناريو على الإطلاق.
سفراء السعودية، في كل بلد، هم عملاؤها واستخباراتها، وهم المكلَّفون برفع تقاريرهم إلى وزير الخارجية الذي يقترح ما يراه ثم يرفعها إلى الملك سلمان الذي بدوره يوافق على كل الاقتراحات التي تتضمَّن شراء الولاءات والقنوات والصحف والأقلام الرخيصة والصحفيين والجمعيات والمساجد وخطباء الجمعة والقادة العسكريين.. كل هؤلاء يتم شراؤهم بالمال الحرام، ليضمن سلمان أن له أنياباً ومخالب في كل دولة، وأن له مرتزقة سيفعلون ما يؤمَرون به.. وبهذا البيع والشراء يحدث كل هذا الدمار وكل هذا الموت الذي تعتقد السعودية أنها ستنجو منه، بينما هي ستغرق أكثر من الجميع.

قد يعجبك ايضا