معقل العلم والعلماء والأودية الخصبة

الثروات والكنوز الحضارية والمدن التاريخية في محافظة ذمارمديرية جبل الشرق:

إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي

أخي القارئ الكريم… يسرني أن أتناول في هذا المقال مديرية جبل الشرق إحدى مديريات محافظة ذمار، واشتهرت هذه المديرية بكثرة هجرها العلمية، والتي تخرج منها الكثير من العلماء والقضاة والأدباء والشعراء،  والكثير من الأعلام التي تفاخر بهم هذه المديرية إلى وقتنا الحاضر، كما أن مديرية جبل الشرق تشتهر بكثرة وديانها وأراضيها الزراعية الخصبة، التي لو اهتم بها أبناءها وكذلك الدولة لأصبحت أحد الموارد الزراعية الرئيسية التي تجعلنا أغنياء عن استيراد الكثير من المحاصيل الزراعية..
وكما عودتك أخي القارئ الكريم أن أذكر في مقالي علم من أعلام المديرية موضوع المقال؛ وعلمٌنا لهذه المديرية في هذا المقال هو المرحوم القاضي العلامة زيد زيد الجمرة (ت 2007م)، الذي ولد في مديرية (جبل الشرق) في محافظة ذمار،ودرس على عددمن العلماءالمحققين فبرزفي علوم الفقه،والأصول،والحديث،والتفسير،وعلوم العربية…ويعتبر أحدقضاةالرعيل الأول، ومن القامات القضائية والعلميةالبارزة،واثبت أنه يمثل القدوة الصالحة في عمله من خلال ماكان يتحلى به من صفات تدل على الإخلاص والنزاهة والمثابرة في العمل،وكل معاصروه يشهدون على ذلك.

مديرية جبل الشرق
مديرية جبل الشرق: تقع في محافظة ذمار في الجزء الشمالي الغربي منها. يحدها من الشمال مديرية الحيمة الخارجية (محافظة صنعاء)، ومن الحنوب مديريتا: المنار وعتمة، ومن الشرق مديرية ضوران آنس، ومن الغرب مديرية السلفية (محافظة ريمة).
وتبلغ مساحة المديرية 441كم2، ومركز المديرية: مدينة الجمعة.ويبلغ عدد سكان المديرية (62.184) نسمة حسب التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م. وتضم المديرية (180) قرية تشكل بمجموعها (18) عزلة هي: (بني أسعد: “مركز إداري واسع من مديرية جبل الشرق في آنس، أعمال ذمار. يبعد عن ذمار غرباً بشمال بمسافة 18كم. ويضم مجموعة قرى أهمها: أثَبَه حيث توجد مساكن الفقهاء بني اللاحجي، وبيت البارق، وبني عسكر، وبني صبر، والمخلاف، وغير ذلك. وإليه ينسب الفقيه المفسر محمد بن عبدالله الأسعدي، من علماء القرن الرابع عشر الهجري، وكذا العلامة المحقق علي بن محسن بن هادي الآنسي الأسعدي المتوفى سنة 1357هـ وقد كان يجمع بين التدريس والقضاء في أماكن عديدة منها المحويت وشهارة.”، بني حريش، بني روية: “مركز إداري من مديرية جبل الشرق وأعمال ذمار. من بلدانه: الخُطُم، بنو جابر، بنو شهاب، بنو طاهر، بنو جحدب. وهي منطقة يسكنها الفقهاء من آل مشرح وآل الصعيتري وآل الجحدبي.”، بن مغربة اليمني، الجميحة، الحميطة، دمام: “بضم ففتح. مركز إداري من مديرية جبل الشرق وأعمال ذمار. يشتمل على القرى التالية: جُرَع، الحمّامي، قرن حطب، جبل الدخينة، مذرح، مقنع، بيت الضبيبي، حُباشه، السُلَف.”، شرقي جبل الشرق، الظهرة بني قشيب، قبلي بني قشيب: ” بني قشيب: بفتح القاف، جبل في بلاد آنس من مديرية جبل الشرق وأعمال ذمار. يوجد فيه معدن العقيق. وإليه ينسب القاضي العلامة يحيى بن حسن بن أحمد الآنسي القضيبي، المتوفى سنة 1107هـ.”، العدني، القارة: “مركز إداري من مديرية جبل الشرق وأعمال ذمار. سُمي نسبة إلى بلدة (القاره) هناك وكانت من الأماكن التي يقصدها طلبة العلم حيث كان فيها العلماء بنو طُميح وبنو الغشم.”، قرف: “بضم القاف والراء. قرية ومركز إداري من مديرية جبل الشرق في آنس. سكنها بعض فقهاء آل الغشم.”، مخلاف الحداء، مخلان قران: “بضم القاف وتشديد الراء. بلدة ومركز إداري من مديرية جبل الشرق وأعمال ذمار. من ساكنيها آل الجمرة وآل الدار.”، المعزبة، موسطة بني قشب، موسطة جبل الشرق: الموسطه؛ قرية في جبل الشرق بالقرب من بلدة الحضر، بها مولد العلامة القاضي علي بن محمد نسر الآنسي وذلك في عام 1332هـ.”)
ومن بلدان مديرية جبل الشرق: بنو قشيب، بنو أسعد، القارة، دُمام، بني روية، هجرة حضران. وإلى جبل الشرق يُنسب آل الشرقي أهل صنعاء والأهنوم المنحدرون من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب. منهم العلامة يحيى بن هادي الشرقي، من علماء القرن الثالث عشر الهجري، وكان يُطلق عليه شيخ المشائخ في علم القراءات، ومنهم العالم المشعور سعد الشرقي وهو رسول الإمام يحيى إلى السلطان عبدالحميد عام 1907م حيث حضر ليلة سقوط السلطان عبدالحميد وألف كتاباً عن تلك الليلة المشؤومة، والكتاب مطبوع. ومن هذا البيت أستاذة الإعلام بجامعة صنعاء الدكتورة المرحومة رؤوفة حسن الشرقي رئيسة مركز دراسات المرأة وأبرز مؤسسة كلية الإعلام بجامعة صنعاء. وفي مديرية جبل الشرق تم إنشاء مكتبةعامة، وكان تأسيسها في عام 2008م وتحتوي هذه المكتبة على أكثرمن ثمانية آلاف كتاب في مختلف المعارف والعلوم والآداب وهي عبارة صالة للكتب والقراءة في احدى المدارس التابعة للمديرية .
يتراوح إرتفاع المديريةعن مستوى سطح البحرمابين(2000-2500) متر،وهي في الغالب تتكون من المرتفعات الجبلية،ومنهاجبل مجرب وجبل شمسان وجبل نجمان وجبل الضباءفي عزلة بني اسعد،وجبل السوى وجبل زعبل في عزلة بني روية،وجبل الدخنيةفي عزلة دمام وجبل حضران وجبل عمرفي عزلةشرقي جبل الشرق.
ترتبط المديرية بمركزالمحافظةعبرطريق يبدأمن مدينة ذمارويمربمعبرثم ضوران حتى يصل إلى مدينة الشرق ويمتدإلى محافظةالحديدة وكذامن ذمارحمام علي ثم بني سلامةليلتقي بالطريق الأول المؤدي إلى مدينة الشرق ثم محافظة الحديدة وهناك طريق ممتد من مدينةالشرق حتى الدليل مروراًبعتمة والقفر،والطرق الترابية،تنتشرعلى طول وعرض المديرية..
وتوجد في المديرية الكثير من الآثارالقديمةوالإسلامية، فمثلاً على قمةجبل حرمة توجد آثارلحصن قديم به عددمن البرك والمواجل المغطاة من الداخل بالقضاض،وهناك حصن مذرح الأثري إلى جانب مواقع أثريةمتميزة في مخلاف الحدأتعودإلى العصرالحميري،وإلى جانب ذلك توجدعددمن المساجدالإسلاميةالمشتغلةبالزخارف الجصيةفي جدرانهاوالزخارف الملونة في سقوفها.
كما تشتهر المديرية بالحمامات المعدنية، حيث يوجدفي المديريةحمامان طبيعيان للمياه المعدنية الساخنة،هما: حمام محين في بني أسعد،وكذاحمام سيبان في بني أسعدأيضا.
تقام في المديرية العديد من الأسواق الشعبية، منها الأسبوعية ومن أهمها سوق الجمعة في يوم الجمعةوسوق مدينة الشرق في يوم الثلاثاًءوسوق في بني سعدفي يوم الخميس.
أشهر وديان مديرية جبل الشرق
توجد الكثير من الأودية في المديرية منها: وادي نزاح،وادي كعيدلة،وادي صحان،وادي عيانة،وادي الملقان،وادي خمس،وادي اللازم،وادي زفر،وادي ضبرة،وادي الرفيشية،وادي محين،وادي باعرفي عزلةبني اسعد،وادي حمل،وادي العيان في عزلةبني قشيب،وادي المنشيةفي عزلةبني روية،وادي حلق،وادي قناع،وادي قرض في عزلةدمام،وادي بني خولي،وادي العبارة في جبل الشرق،وادي ضهر،وادي زاحةفي عزلةرماع. ومن القيعان المشهورة في المديرية قاع البلس فيع زلةالحميطة.
وتهطل الأمطار على مديرية جبل الشرق في فصل الصيف،وتتمتع المديرية بمناخ حارفي الأودية والمنخفضات،ومعتدل في المرتفعات في فصل الصيف،ويكون معتدل في الأوديةوبارد في المرتفعات في فصل الشتاء.
الهجر العلمية في مديرية جبل الشرق
مديرية جبل الشرق مليئة بهجر العلم ومعاقله، وقد ذكر المؤرخون الكثير من هجر العلم فيها، ونورد لكم هنا بعضاً من هذه الهجر، وعلى النحو التالي:
الحضر: قرية في عزلة قران من مخلاف بني قشيب من ناحية جبل الشرق من أعمال آنس، وتبعد عن بلدة الجمعة مركز الناحية بنحو سبعة عشر كم جنوباً تقريباً.. أسسها هجرة الفقيه مجلي بن علي بن محمد بن محمد بن صلاح. عالم في الفروع والأصول والفرائض، وكان يتولى قسمة التركات، وفصل الخصومات بالتراضي، ويقوم بالخطبة في الجمع والأعياد، إلى جانب التدريس لطلبة العلم، مولده سنة 1246هـ ووفاته سنة 1316هـ.  وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ(8) من أعلامها. ومن أشهر أعلامها المرحوم القاضي زيد بن زيد صالح الجمرة: ولدفيمديرية (جبلالشرق) في محافظة ذمار،ودرس على عدد من العلماءالمحققين فبرزفي علوم الفقه،والأصول،والحديث،والتفسير،وعلوم العربية،واكتملت فيه مواهب الكفاءة،والنبوغ. تعيّن قاضيًا في بلدتي: (خدير)،فـ(الصلو)،وكلتاهمافي محافظة تعزّ،ثم في المحكمةالشرقية في مدينة تعزّ،ثم رئيسًالهيئة التفتيش القضائي في وزارةالعدل في مدينة صنعاء،ثم رئيسًاللمحكمةالعليا في مدينة صنعاءعام 1420هـ/1999م. انتخبفيمجلسالشورىعام 1408هـ/1988م. والمرحوم القاضي زيد بن زيد الجمرة يُعداحدالقضاةالذين يمثلون الرعيل الأول، ومن القامات العلمية البارزة،وقد اثبت خلال عمله رئيساًللمحكمةالعلياأنه يمثل القدوةالصالحة لرجل القضاءمن خلال ماكان يتحلى به من صفات جسدت كل معاني الإخلاص والنزاهة والمثابرةفي العمل رغم تقدمه في السن، ومن عاصره يشهد على ذلك، كان يتعامل مع الجميع بمعيار واحدمجردمن كل الاعتبارات الشخصية. وكانت وفاته خسارة للوطن وللقضاءوللعلماء.وبينما كنت اتصفح عدد قديم من مجلة (الحكمة يمانية)– التي كانت تصدر في عدن برئاسة المرحوم عمر الجاوي –بالتحديد في عددها (151) الصادر في أغسطس 1988م، وفي مقالاً للأخ/عبدالرحيم محسن تحت عنوان (قملة الجنات)، وجدت  إحدى القصص التي تدل على نزاهة وحزم ومثابرة القاضي زيد الجمرة في حل القضايا، وقد أحببت أن اقتبس منها هذه الأسطر: “وصل إلى منطقة الدمنة حاكم جديد يدعى الجمرة وقد اشتهر من بين حكام الشرع أنه شديد المراس، ومتضلع بأحكام الشرع، صقلته تجاربه الكبيرة. وقد عمل في أكثر من منطقة من مناطق اليمن، وكان يصطدم وأحكامه بالفساد والإفساد المنتشر بين القضاة والحكام، وتعرض لكثير من المخاطر، وهو يبلغ من العمر تقريباً الخامسة والأربعين، اختاروه لهذه المنطقة لاعتبارات كثيرة، منها كثرة المشاكل وتعقدها وسهولة الرشوة والارتشاء، وقد عزم الرجل على تطبيق ما يرضي ضميره. بدأ الحاكم نشاطه كعادته وفض مجموعة من النزاعات بطريقته، وانتشرت سمعته إلى المناطق التي تقع تحت نفوذ حكمه الشرعي، وخافه أولئك الذين يثيرون المشاكل بدون وجه حق، وتأمل أهل منطقة خدير خيراً في مقدمه، فاتجهوا إليه بعد أن أضناهم التعب، ونضبت محافظهم من الريالات. وبعد أن استقبلهم القاضي الجمرة  انصرفوا وانصرف القاضي لقراءة الأحكام التي عرف فيها توقيعات زملاءه الحكام.. دهش كثيراً وهو يختم آخر حكم صدر من حاكم تعز، حيث يقر فيه الحق لكل الأطراف، قلب في ذاكرته كل قواعد الحكم الشرعي والوضعي فلم يجد أي سند يسند هذه الأحكام، وهو نفسه لم يجد أي سند يستند عليه في إصدار حكمه النهائي الجامع المانع لتحاشي نقضه من أية محكمة أو حاكم غيره، ولكنه لم يجد أمامه سوى اجتهاده فقد جرب الاجتهاد ونجح في أكثر من قضية. وبعد أن قام بزيارة إلى موقع الحادثة، وتحدث مع عاقل القرية وأهل القرية استدعى الغرماء وطلب منهم أن يمثلوا أمامه بعد يومين أو ثلاثة، هزوا رؤوسهم علامة الموافقة. وفي دار الحاكم وبعد حضور الغرماء وأهل القرية وجمع من الناس، قال القاضي الجمرة: لقد قمت بالإطلاع على محتويات الأحكام الصادرة عن فضيلة الحكام ورجعت إلى بطون الكتب، وما صدر عن الأئمة الأفاضل والمجتهدين وأحكام أصدرها الحكام عبر القرون، ولكن لم أجد حيثية واحدة تسند هذه الأحكام – ولوح بيده إلتي تحمل أربعين حكماً –  ومن ناحيتي فقد وجدت نفسي ولأول مرة استمع إلى حوار طرشان. وهو ما أرقني طوال هذه الفترة. وبناء على ضميرنا فقد توكلت على الله، ورأيت أن مصلحة أهل خدير هي أرفع المصالح، وحتى أمنع عليكم السقوط في درك السفاهة، حكمت على كل من قائد ومقبل ووكلائهما بالحبس حتى يأذن الله لهم ويأتيهم الفرج، ويصلحون من أحوالهم، وفساد مسلكهم، والله على ما أقول شهيد.”. إنتهت القصة.
وتربطني بأسرة القاضي زيد الجمرة علاقة نسب ومودة، ولقد تعرفت على أخي وزميلي الإعلامي الكبير والأديب الأستاذ/ علي صالح زيد الجمرة – شفاه الله وعافاه – قبل ذهابي وإياه في منحة للدراسة إلى القاهرة في الأزهر الشريف عام 1965م، وقد أثمرت هذه الصداقة فكانت جسراً لترابط الأسرتين، حيث تزوج الأستاذ علي بشقيقة الإعلامي الأستاذ عبدالباري محمد العرشي والأستاذ طه العرشي، وقد أنجبت له الأستاذ نشوان علي صالح الجمرة أحد الكوادر الأكفاء في (كاك بنك)، وقد تزوج إبني أسامة محمد العرشي بإبنة زميلي وصديقي الأستاذ علي الجمرة، وأذكر أن المرحوم القاضي زيد الجمرة علمُنا في هذا المقال قال لي ليلة زفاف نجلي أسامه: الآن عرفت لماذا سعى الأستاذ محمد لتزويج الوليد علي صالح الجمرة بإبنة عمه القاضي محمد عبدالله قاسم العرشي حتى تنجب إبنتاً ليتم تزويجها بإبنه أسامه، وكانت يربطني بالقاضي زيد الجمرة حب ومودة وإعجاب متبادل، وبعد أن تم تعييني مستشاراً في وزارة المواصلات قال لإبن أخيه أنه سيسعى لتعييني عضواً في المحكمة العليا.. ولكنني لم أكن أحبذ العمل في السلك القضائي.
وفي هذا المقال أحب أن أوجه رسالة إلى نجله الدكتور محمد زيد الجمرة بأن يعمل على إصدار كتاباً موسعاً عن والده، وأنا واثق بأن الدكتور محمد زيد الجمرة متمكناً علمياً وفكرياً ومادياً لإصدار هذا الكتاب.
القارة: قرية عامرة في عزلة القارة من مخلاف جبل الشرق من ناحية جبل الشرق وأعمال آنس. كانت من أشهر هجر بلاد آنس. سكنها بنو الغشم، وأول من سكنها منهم أحد أبناء أو أحفاد عيسى بن علي البشري الذي جاء من هجرة الحرجة إلى قرية الفصيرة في وادي غشم من تسيع غشم من بني صريم من حاشد فسكنها فحمل من انتقل من أولاده أو أحفاده منها إلى آنس لقب الغشم نسبة إلى هذا الوادي فسكنوا القارة، وانتقل بعضهم منها إلى (قُرُف)، ومنها انتقل بعضهم إلى قرية (مسطح)، وبعضهم إلى (ضوران) ثم تفرق آل الغشم فسكن بعضهم ذي جبلة، ومدينة إب، وتعز، وأكثرهم اليوم يسكنون صنعاء. هذا وقد تعرضت القارة في الربع الأول من المائة الرابعة عشر للهجرة إلى هدم بعض بيوتها وحرقها من قبل الحامية العثمانية التي كانت تقوم بمطاردة الشيخ علي المقداد بن راجح الكينعي كبير مشايخ ناحية جبل الشرق لإعلانه العصيان على الدولة العثمانية في اليمن سنة 1308هـ، مع أنه كان من أعوانها والمؤيدين لها، ثم انضم إليه إخوته وبنو عمه وكثير من مشايخ وقبايل آنس فكانوا يهاجمون القوات العثمانية ويقطعون عليها الطرقات والإمدادات بإيعاز من الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين الذي أعلن وأشهر الحرب على الدولة العثمانية في اليمن، فما كان من قيادة القوات العثمانية في صنعاء إلا أن أرسلت حملة عسكرية إلى آنس لمحاربة الشيخ علي المقداد وأعوانه، ففر من وجهها فهدمت بيوته وبيوت بني عمه، فكبر عليه الأمر أن تُخرب بيوته، وتسلم بيوت القضاة آل الغشم الساكنين في (القارة) فكلف الشيخ المقداد من أشاع أن القضاة آل الغشم يميلون إلى الدولة العثمانية – مع أن هذا محض افتراء – ولما كان آل الغشم يعلمون حق العلم نوع العقوبة التي ستلحقهم من الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين نتيجة إشاعة موالاتهم للعثمانيين، وهي نسف بيوتهم، فقد أسرع القاضيان أحمد، ومحمد ابنا مطهر الغشم بالسفر إلى القفلة لمقابلة المنصور لدحض هذه الوشاية عنهم، وأنه لا صلة لآل الغشم بالعثمانيين مطلقاً، ليدفعوا عن أنفسهم خطراً ماحقاً، فلما علم الشيخ المقداد بسفر القاضيين إلى مقر المنصور في القفلة وأنهم قد أمنوا من عقوبة الإمام لهم ولبيوتهم فإنه ذهب إلى القارة ثلاث مرات، سنة 1319هـ، وسنة 1321هـ، وسنة 1323هـ وأقام فيها أياماً ليعلم العثمانيين أنها من معاقله، فاضطرت الحامية العثمانية في آنس بمهاجمة (القارة) وإحراق عدد من بيوتها فهُجِرت من أهلها لبضع سنين ثم عادوا إليها. وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ”34″ علم من أعلامها.
خربة جبل الشرق:قرية عامرة في موسطة جبل الشرق من ناحية جبل الشرق، وتقع جنوب بلدة الجمعة مركز الناحية بنحو عشرين كم تقريباً.أسسها هجرةصلاح بن صلاح بن محمد بن حسن بن ناجي معرف. وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ (8) من أعلامها.
روافه:قرية عامرة في عزلة الظهر من مخلاف بني قشيب من ناحية جبل الشرق وأعمال آنس. ينسب إليه آل الروافي، وأول من سكنها منهم علي بن سعيد الروافي البكيلي، ثم انتقل منها إلى قرية بجوارها اسمها (سِعِد). وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع لـ(10) من أعلامها.
القحقحه: قرية عامرة في مخلاف بني قُشيب من ناحية جبل الشرق، ومن أعمال قضاء آنس، وتقع جنوب بلدة الجمعة مركز ناحية جبل الشرق بنحو ثلاثة كيلو مترات تقريباً.وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ”13″ علم من أعلامها.
القهدة أو بيت السيد: قرية في عزلة قبلي من مخلاف جبل الشرق وأعمال آنس، وتقع في الشمال الغربي من الجمعة مركز الناحية. وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) ل”2″ من أعلامها.ومن أعلامها زميلنا  الذي درس معنا في الأزهر المرحوم القاضي علي محمد القهدة، وهو خريج كلية أصول الدين من جامعة الأزهر، وكان يشغل وظيفة أمين عام المحكمة العليا.
مسطح: قرية عامرة في عزلة القارة من مخلاف قبلي جبل الشرق من ناحية جبل الشرق. ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ”8″ من أعلامها. ومن أعلام هجرة مسطح، العلامة أحمد بن علي بن محمد بن علي الأعقم، من أعلام المائة التاسعة؛ فقيه مفسر، ولد في مسطح ووفاته في صنعاء. من آثاره تفسير للقرآن (مختصر)، ولدي نسخة من هذا المصحف المفسر وهي مصورة من نسخة كتبها بخط يده وهو خط واضح وجميل، في أوراق كبيرة تقارب حجم (A3) وتكتب الآيات في مربع هذا المربع يحتويه مربع آخر يكتب فيه تفسير الآيات الموجودة في المربع الأصغر منه. وأهداني هذه النسخة السيد المرحوم الأستاذ محمد حسن غمضان.  وبالمناسبة أن أحد أحفاده هو الدكتور/ محمد عبدالفتاح الآنسي أحد الأطباء الناجحين، ويعمل الآن في المستشفى الألماني السعودي بصنعاء.
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الموسوعة اليمنية)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (هجر العلم ومعاقله في اليمن/ للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع/ الطبعة الأولى 1996م/ دار الفكر بدمشق)، (موسوعة الأعلام اليمنيين على الإنترنت)، خريطة المديرية المرفقة من إعداد م.أحمد غالب عبدالكريم المصباحي…

قد يعجبك ايضا