الله في صف الإرادة الشعبية!!

محمد السقاف

لطالما كان يكرر علينا المرجفون والمثبطون من نخبنا السياسية والثقافية بداية العدوان على بلادنا مقولة شهيرة لنابليون بونابرت عندما سأله أحد جنوده : هل الله معنا؟ فقال: ” لا.. الله مع صاحب المدفع الأكبر” وهي مقولة ذاع صيتها وصدقها العالم وبلعها الجبناء ولم يجرؤ أي منهم على دحضها وهي خطيرة مفادها تثبيطي ومعناه أن من يمتلك أحدث ترسانة الصواريخ والمدفعية وأقوى آلات الدمار هو المنتصر لا محالة وأن قوة الله لا وجود لها في المعادلة حيث كانت ومازالت مقولته إحدى أسباب الخضوع العالمي التي عمدت رضوخ البشرية قاطبة لهيمنة واستكبار المنتصرين في الحربين العالميتين وما بعدهما لسنوات طويلة وبها تشرب ثوار العالم فكرة الهزيمة المحسومة ممن يمتلك قوة السلاح الحربي وهكذا كفت الثورات والمقاومات في العالم مع بعض الاستثناءات. وعلى صعيد آخر لطالما كان يعتقد علماء الاقتصاد والإدارة الغرب أن أهم عناصر الإنتاج تكمن في المادة والثورة التكنولوجية ولكن أثبت علماء الإدارة الحديثة مؤخرا أن هذه النظرية كانت خاطئة تماما وأن أهم مورد صناعي لأي بلد أو منشأة هي الكوادر البشرية المؤمنة بأهدافها ومبادئها والتي بوسعها أن تستحيل إلى طاقة جبارة هائلة ومصنع عظيم للإبداع والابتكار وبهذا الأساس انبعثت من العدم دول لم تكن شيئا مذكورا كالصين واليابان وغيرهما من الأقطار الفقيرة في المادة بيد أنها غنية بالإرادة والعقول الإنسانية التي غزت العالم وجعلته سوقا مفتوحا لمنتجاتها. واليوم ليستيقظ نابليون المهزوم ولتستيقظ فئران العالم السفلي وتخرج من جحورها فهناك نظرية غبية يجب أن تنقرض حالا من الأذهان وليبعثوا جميعا من مرقدهم ليشهدوا بأم أعينهم ماذا اقترفت القوة البشرية بحق المدفعية وكيف لانت وتقوضت بعد اصطدامها في اليمن بموارد اسمها “الجيش واللجان الشعبية” فمن جاء إلينا في 26 مارس من العام المنصرم متغطرسا ولديه أكبر مدفعية وأحدثها كان ملزما وفقا للمقولة بإحراز النصر الكاسح ولا شيء غير النصر حسب نابليون غير أن ما حدث فعليا كان مذهلا ومخزيا إذا علمنا أن من سبق ذكرهم من الجيش واللجان الشعبية كانوا لا يتأبطون سوى الكلاشينكوف ونزر يسير مما تيسر من الأسلحة الثقيلة القديمة الطراز وبها فقط مع قوة الله في المقام الأول ألحقت بمالك الثروة وأكبر المدفعية والمقاتلات الجوية شر هزيمة على الأرض بل وجلست المدفعية نفسها منحنية على طاولة المفاوضات الند للند مع الإرادة البشرية وليسجل التاريخ هذا الموقف ولتتذكر الأجيال أن العام 2015م هو العام الذي سقطت فيه هيبة المدفعية والذي تأكدت فيه وتأكد كثير من الناس أن الله مع الرجال الأبية المؤمنة بأهدافها والثابتة على مبادئها ولم يكن قط ولن يكون أبدا مع المدفعية.

قد يعجبك ايضا