لنناضل !!!
عبدالرحمن بجاش
لا يكفي أن نظل (( نلغج )) طوال الوقت حكاية الدولة المدنية , كما يظل بعضهم يلوكون اللبان أبو حربة في أفواههم ويثرثرون فلا تعد تدري ما الذي في أفواههم . فاجأني زميل المدرسة القديم بالقول وبعد غياب: تشتوا ترتاحوا وحدكم ؟ قلت: كيف؟ قال: الدولة الاتحادية التي أنت من أنصارها تدي لكم الثروة, ونحن نموت جوع, قلت: من قال لك ذلك؟ قال: هم .
قلت لنجلس ونتحدث, فجلسنا, قلت له: في الدولة المدنية ولنفترض أنها اتحادية فالثروات سيادية, بمعنى أن الولاية أو الإقليم أو المقاطعة لا تستطيع أن تقول هذا حقنا, والبقية مالهمش, ورحت أشرح له ما قاله لنا اك الخبير الكندي وقد نظم ورشة عمل حول الفيدرالية, إنها الفيدرالية تزيد كأنواع وأشكال على 24, وكل بلد يختار ما يناسبه, وعندما سألته: والإقليم أو الولاية أو المقاطعة من لا ثروة له؟ أجاب مبتسما: هناك التسويات المالية, التي بها يحصل الإقليم الأقل ثروة على المال من الحكومة المركزية, إذ لا يعقل أن يكون إقليم غني وآخر فقير .
أصر صاحبي على أنهم قد قالوا لهم, وكلامي محالة لذر الرماد في العيون !!!, عدت أسأله: كيف ترى ألمانيا ؟ أليست مقاطعات؟ قال نعم, قلت: هل من المعقول أن كل المقاطعات تتشابه ظروفها, وزدته شرحا هل بالإمكان أن أساوي مقاطعة ليس لها ميناء بالمقاطعة التي ضمنها هامبورج كميناء؟ لا يمكن, فالميناء دخله كبير, لكن لا يمكن أن تترك مقاطعة أدنى حالا من الأخرى, وإلا فالدولة بتلك الصيغة فاشلة .
هناك أمريكا أليست 51 ولاية, فهل توجد ولاية أدنى من أخرى؟ لا يمكن, سكت, وعاد ليقول: ولكنهم قالوا لنا, قلت: من قال لك لا يدري عن الأمر شيئا, سكت, أدركت أنه فهم .
إذا تبين أن الدولة الاتحادية من أي عدد من الأقاليم حسبما سيتفق الماس عليها هي الصيغة المناسبة لهذه البلاد فعلى كل ذي عقل أن يناضل وصولا إلى الحقوق, قالت تلك الصحفية الأمريكية بعد أن ظلينا نلغج يوما كاملا عن الفساد, قالت في النهاية: أنتم لم تقدموا شيئا, نحن إلى عهد قريب – أضافت – كانت المطاعم لا تقبل السود والكلاب, فناضلنا بكل أشكال النضال السلمي حتى وصلنا إلى ما اعتبرناه حقوقا, مارتن لوثر كينج صرخ في الستينيات (( لدي حلم )) ووصل السود البيض إلى الحلم, وما تزال هناك أحلام .
علينا أن نناضل ولا نستعجل أن تبل الليلة وتلد غدا … لا ,,, المشوار طويل إذا أردتم حتى نصل إلى الحقوق, الطريق طويل حتى نصل إلى أن يكون من حق أي مهم شأن يتولى سدة الرئاسة, أمامنا طريق طويل جدا أولا لنصل إلى الحق الأول أن يتساوى بالآخرين كانسان .
إذا أردتم فناضلوا ليس بالبندقية, ولكن بالطرق التي تؤدي إلى نيل الحقوق, وما أكثرها …هل نحن على استعداد للتضحية ؟ .
لله الأمر من قبل ومن بعد .