إفشال مفاوضات الكويت ومخطط الشرق الأوسط الجديد
حسن الوريث
في اجتماع مع عدد من النشطاء والناشطات قال علي محسن: إن مفاوضات الكويت مجرد إضاعة وقت فقط وأنه يجب إفشالها ولن يتم إلا مشروع الأقاليم الستة. بحسب تعبيره وبالتأكيد فإنه يردد رغبات أسياده في الرياض ومن قبلهم في واشنطن الذين يخططون لتقسيم اليمن إلى ست دويلات وما يروج له من مشروع الأقاليم الستة إلا نقطة البداية لتنفيذ المخطط والذي يأتي في إطار المشروع الأمريكي الكبير وهو الشرق الأوسط الجديد وفق الرؤية الإسرائيلية الأمريكية التي بشرت بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.
طبعا المخطط يجري تنفيذه ويتم تغيير أدواته باستمرار في حالة فشل أي منها في أي مرحلة من المراحل لكن المخطط يسير وفق ما يريدوه السيد الأمريكي ومن بعده الإسرائيلي ومما لاشك فيه أن تنفيذه على الأرض يتم بأياد عربية إسلامية للأسف الشديد وفي اليمن تم الاستعانة ببعض القوى والأحزاب والأشخاص منذ ما قبل العام 2011م وهذا ما كشفت عنه الوثائق التي تحدثت عن لقاءات أجراها مساعد وزير الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت جيفري فيلتمان مع الإخوان المسلمين وبعض الحركات والقوى الأخرى للتمهيد لموجة ما أسمي بالربيع العربي وهذا الربيع كان ضمن مخطط إدخال البلدان العربية في الفوضى الخلاقة التي أكسبت الأمريكان حلفاء وأصدقاء جدداً في تلك البلدان وهم الإخوان المسلمون الذين ظهروا كبديل في تلك الموجة بالإضافة إلى حلفائها الأساسيين في النظم الملكية العربية حيث عقدت صفقات مع الإسلاميين تقوم بموجبها الإدارة الأمريكية بدعم وصولهم للسلطة وبقائهم فيها مقابل أن يحافظوا على المصالح الأمريكية في العالم العربي وهذا يؤكد أن أمريكا دوما تعمل على تغيير أدواتها في المنطقة لتحقيق مصالحها ومنها تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.
وبالعودة إلى ما يجري حالياً في الكويت وارتباطه بالمشروع الأمريكي فإن التعليمات صدرت من المخابرات الأمريكية إلى أدواتها في اليمن لإفشالها وهو ما كشف عنه علي محسن في ذلك اللقاء والذي بدأ واثقاً من نفسه بقدرة وفد الرياض على إفشال المفاوضات باستخدام كافة الوسائل والطرق ولعل أبرزها إنزال قوات أمريكية في عدد من المحافظات الجنوبية لتكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ ذلك المخطط التقسيمي إضافة إلى ما جرى من ترحيل لأبناء المحافظات الشمالية من عدن خلال اليومين الماضيين ومن قبل والتصعيد المتعمد من قبل طيران العدوان ومرتزقته على الأرض وأيضاً الحملة الإعلامية التي تتبناها وسائل إعلام العدوان كل ذلك يأتي في إطار التوجه لإفشال المفاوضات والبدء في تنفيذ خيارات أخرى تصل إلى تقسيم البلاد إلى ست دويلات كما يراد .
وغير بعيد عن ذلك ووفقاً لمصادر استخباراتية دقيقة هو ما جرى في الاجتماع الذي ضم الفار هادي وعلي محسن وبن دغر وبعض المستشارين مع عدد من كبار عناصر الاستخبارات السعودية مع احد الأمراء مسؤول في الخارجية السعودية والذي تم التأكيد خلاله بأن تعطي السعودية توجيهات لولد الشيخ الذي بالتأكيد أننا نعرف جيداً أنه أحد أدوات النظام السعودي بإفشال المفاوضات وتأخيرها لمدة لا تقل عن شهر وتحميل الوفد الوطني مسؤولية ذلك وبالترافق مع حملة إعلامية كبيرة تساند تحميل الوفد الوطني فشل المفاوضات وهذا بالطبع ما لمسناه وما يحصل وبالتأكيد فإن فشل المفاوضات يعني بقاء هذه الأدوات ذريعة للسعودية ومن خلفها أمريكا وإسرائيل للتدخل في اليمن واستكمال ذلك المخطط فيما نجاحها يعني سقوط تلك الذريعة وبالتالي فإن البحث عن ذرائع أخرى سيكلف وقتاً أكثر وسيعرقل التنفيذ وربما تكون الفاتورة أكبر وباهظة الثمن وهكذا فإن فشل المفاوضات مطلوب أمريكياً وإسرائيلياً.