محافظ الحديدة: 281 منشأة مدنية استهدفها العدوان بـ753 غارة جوية

> 3075 أسرة تضررت من سيول الأمطار
> الحديدة بيئة جالبة لا طاردة.. ونحرص على استمرار ذلك
حاوره/ وائل شرحة

كشف محافظ محافظة الحديدة اللواء حسن احمد الهيج في حوار اجرته معه ((الثورة)) عن أبرز التحديات التي تقف أمام السلطة المحلية والمتمثلة في انعدام الإمكانات الأمنية الفنية ،وانخفاض الكادر البشري ،وكذا غياب الأدوية والأجهزة والمستلزمات والكوادر الطبية بالإضافة إلى العدد الهائل للنازحين الذين تكتظ بهم المحافظة ويفتقرون لأبسط مقومات العيش والمسكن.
وأكد المحافظ أن عدد الغارات التي طالت الحديدة ما يقارب 753 غارة خلفت مئات الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية هائلة.. كما تطرق في حديثه إلى ما تسببت به سيول الأمطار المنحدرة من الجبال والمحافظات المرتفعة المجاورة للحديدة والتي ألحقت أضراراً بما يقارب. 3075 أسرة وتدمير الآلاف من المنازل.
وطالب الهيج المتحاورين بدولة الكويت بالاستشعار للمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والشعب الذي عانى وما يزال من العدوان الغاشم والاقتتال الداخلي.. محذرا المجتمع اليمني من التفكك وعدم التماسك لا سيما في ظل هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن..
وتحدث محافظ الحديدة عن مجمل من القضايا والأحداث الهامة سواء المتعلقة بالحديدة أو بالوطن عامة.. المزيد في تفاصيل الحوار:

* وفي البداية سألنا المحافظ عن تقييمه لحالة الأمن في المحافظة، حيث قال:
– نحن استشعرنا فعلا بما حصل – ويحصل حاليا – في محافظتي عدن وتعز وغيرهها من المحافظات التي اعطتنا إشارات وخطوطا حمراء.. بالإضافة إلى أن الحديدة لديها واجهة بحرية ولا تحتمل أي فوضى أو مشاكل.. ومن هذا المنطلق حرصنا أولا وقبل أي شيء على ضبط الوضع الأمني، لأنه ينعكس وبشكل مباشر على حركة الميناء والنشاط الملاحي وسمعة البلد.
بالإضافة إلى أن محافظة الحديدة جاذبة وليست طاردة لأي عنصر يمني، كونها منطقة ساحلية تجذب إليها مختلف أبناء اليمن من عموم محافظات الجمهورية، وهنا تجد أن أبناء المحافظة يتعايشون ويحتضنون من يصل إليهم.. وآمل هنا أن تظل الحديدة على هذا الوضع الراهن من السلمية والتجانس بين أفرادها وأبنائها ومؤسساتها وموانئها وأمنها.
* محافظة الحديدة أخذت نصيبها من العدوان.. فماذا عن حجم الخسائر والأضرار..؟
– عروس البحر الأحمر لم تكن في منأى عن العدوان الغاشم، ولم تغب عن بنك أهداف القصف..وقد كانت حاضرة بشكل كبير، ولحقت بها أضرار جمة.. سواء في البنى التحتية الاقتصادية أو المدنية أو الأرواح.
وبحسب الإحصائية الأولية فقد استهدفت الطائرات ما يقارب 281 موقعا ومنشأة مختلفة الحجم والنوع، منها اقتصادية استثمارية أمنية مدنية.. وأماكن تم استهدافها لأكثر من مرة، إذ بلغ عدد الغارات التي طالت الحديدة ما يقارب 753 غارة خلفت خسائر بشرية هائلة، ما يقارب 100 شهيد و246 مصابا.. وما يزال العمل جاريا الآن لحصر الأضرار بشكل دقيق وشامل وإعلانها للرأي العام.
* ماذا عن النازحين من وإلى محافظة الحديدة..؟
– النازحون منتشرون في عموم محافظة الحديدة.. قادمون من المناطق الجنوبية وكذا من محافظة حجة، لا سيما المديريات المحاذية للحدود، نزح أغلب سكانها، إن لم يكن جميعهم.. وحاليا يجري حصرهم وترتيب أوضاعهم ومدهم بالاحتياجات.. وأنا أقترح أن يكون لكم لقاء مع مدير أمن المحافظة ومدير عام الوحدة التنفيذية للاطلاع على تفاصيل أكثر حول النازحين ومشاكلهم واحتياجاتهم.
ونحن كلفنا الوحدة التنفيذية بالتواصل مع القطاعات الخاصة والمنظمات الدولية الفاعلة في هذا المجال.. وعبركم أتقدم بالشكر لمدير الوحدة التنفيذية والعاملين معه وكذا للمانحين، على الجهود التي يبذلونها في سبيل مساندة ومساعدة النازحين وتذليل معاناة الحياة لهم، من خلال توفير المواد الغذائية والملابس والمسكن وغيرها من الاحتياجات الضرورية للعيش.
*الوضع الصحي في المحافظة.. ماذا عنه..؟
– في الحقيقة، إن الوضع الصحي بالمحافظة يشوبه الكثير من القصور.. لكن في الوضع الراهن تحسن إلى حد ما.. في الخدمات التي يقدمها مستشفى العلفي بقيادة الدكتور عبدالعالم، انتقل نقلة نوعية كبيرة يستحق الإشادة عليها، وكذا مستشفى الثورة والفضل يعود لقيادة المسشتفى وكوادرهما.
أما عن الإمكانيات الصحية في مواجهة آثار العدوان.. فليس هناك شك أنه لا إمكانيات الحديدة ولا اليمن في الوقت الحالي كافية لمواجهة آثار العدوان ومعالجة المصابين، فأغلب المرافق الصحية ينقصها العديد من الإمكانيات الفنية والكوادر البشرية والأدوية وغيرها من المستلزمات الضرورية وهذه الاحتياجات يصعب توفيرها في الوقت الراهن، وإيجاد بنية تحتية للقطاع الصحي في الوطن بشكل عام، يحتاج إلى دراسات علمية دقيقة وتوجه جاد من قبل القيادة العليا للبلد ودعم مالي هائل، وكل ذلك يمكن تنفيده بعد أن تستقر الأوضاع ويسود الأمن أرجاء بلادنا..
هناك تواصل مع المنظمات الدولية العاملة في الجانب الصحي عبر وزارة الصحة، لأننا ملتزمون بالبرتوكول الرسمي.. وظروف البلد عكست نفسها على كل شيء.. وبالنسبة لدور المنظمات فهو ليس بالشكل المطلوب لكن لا بأس به.
* أبرز التحديات التي تواجه المحافظة في الوقت الراهن..؟
– صعوبات وتحديات عدة تواجهنا في الوقت الحالي وتتمثل في الوضع الصحي وما ينقصه من الأجهزة والأطباء والأدوية الصحية الضرورية لاستمرار المرافق الصحية في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمصابين بالإضافة إلى النازحين في الحديدة وهم بحاجة لأبسط مقومات الحياة، نحن -وكما أسلفت لك- نتواصل بالمنظمات الدولية عبر الوحدة التنفيذية وهناك تجاوب وتفاعل مع هذه الفئة المنكوبة من الحرب، وعبركم أدعو المنظمات الدولية ورجال الأعمال والتجار إلى دعم هؤلاء الذين وقفت الظروف في وجههم وخسروا كل شيء من المسكن إلى المأكل والعمل والممتلكات بمختلف أحجامها وأنواعها.. وهذه الجماعة لا بد أن ننتشلها من المعاناة التي تعيشها الآن.
تلك هي أبرز التحديات التي تواجهنا في الزمن الراهن.
* السيول.. هل شكلت لكم تحديا آخر في الوقت الحالي..؟
– سيول الأمطار المنحدرة من الجبال والمحافظات المجاورة، تعتبر مشكلة وكارثة بحد ذاتها ويتضرر منها الآلاف من سكان المحافظة، حيث تضررت ما يقارب 3075 أسرة من الأمطار بالمحافظة، وهذا مثل عبئا علينا كسلطة محلية في ظل الظروف الراهنة، ودفعنا إلى اتخاذ إجراءات سريعة تمثلت أبرزها في تشكيل لجنة مختصة بحصر المتضررين ومساعدة الأكثر تضررا منهم، حيث أننا منحنا هذه الأسر من حساب المحافظة 30 مليون ريال.. وتبرع بعض التجار لهم.
* رسالتك لمفاوضات الكويت..؟
– يجب أن يعرف المتفاوضون أن مصير اليمن واليمنيين يقع الآن في أيديهم وفي ما سيخرجون به، ويجب أن يعلموا أن كافة المجتمع اليمني بمختلف مكوناته وتوجهاته وأطيافه في حالة ترقب وتطلع وآمال كبيرة تجاه حوار الكويت وما سيخرج به من اتفاقات وتوافقات سياسية تنتشل الوطن من دوامة العنف والاقتتال والدماء.
ولابد أن يستشعر المتفاوضون بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والشعب الذي عانى وما يزال من العدوان الغاشم والاقتتال الداخلي..
ولا بد أن يدرك الجميع في الوقت الراهن، أهمية الحفاظ على ما تبقى من البنى التحتية ومن الأرواح.. وأن الصراعات المسلحة والحروب دائما وعلى مر التاريخ لا ينتصر فيها أحد، ولا تنتهي إلا بالتفاوض والتنازل والاتفاقات السياسية.
ودائما الحروب والاقتتال لا تخلف سوى الكوارث والمآسي وشعبنا لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الأحزان والدمار والدماء.
وأطالب المتحاورين برفع الهمم وتقديم المصلحة الوطنية العليا والنظر بعين الاعتبار إلى معاناة اليمنيين وتقديم التنازلات.. لأننا جميعا يمنوين وعلى ظهر سفينة الوطن الواحد، والنجاة بها من الغرق يتطلب الابتعاد والنأي عن كل ما ينكيء جراحنا و تفرقنا والاقتراب من كل ما يلم صفنا وشتاتنا.
وأدعو كافة أبناء المجتمع اليمني بالداخل والخارج إلى التماسك والترابط والتعاون في ما بينهم كيمنيين لتجاوز آثار المحنة التي مر بها وطنا الحبيب.
* لمن تود أن توجه كلمتك الأخيرة..؟
– لوسائل الإعلام.. السلطة الرابعة.. أن تنهج الوسطية والاعتدال.. والابتعاد عن تداول كل ما يزيدنا تفرقا وتمزقا وشتاتا.. وتناول كل ما يقرب اليمنيين ويجمعهم وكل ما يحافظ على النسيج الاجتماعي ويبعدنا عن العنف والاقتتال.

قد يعجبك ايضا