مواطنون يلجأون للبدائل.. وسيول الأمطار تعيقهم
حجة/ خالد مسعد
منَّ الله على اليمن بأمطار غزيرة ومتواصلة أدت إلى تدفق السيول وإرتواء المزارع والأراضي والجبال والوديان في مختلف المحافظات رغم الأضرار التي تسببت بها السيول المتدفقة من جرف الطرقات والشوارع الرئيسية في محافظات عدة, ولعل محافظة حجة نموذجاً لذلك، حيث أدت تدفق السيول إلى قطع الطريق الرئيسي في مديرية شرس بالقرب من الجسر الذي استهدفه العدوان الغاشم قبل أشهر وتسبب بإعاقة السير.
في منتصف العام الماضي استهدف العدوان السعودي جسر شرس بمحافظة حجة، مخلفاً مجزرة بشعة راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح، وتدميراً كلياً لهذا الجسر الذي يمثل شريان الحياة لأربع محافظات هي الحديدة وحجة وعمران وصنعاء،.
ومع ذلك وبعزيمة المواطن اليمني ونظراً لأهمية هذا الطريق، لجأ المسافرون لطريق السايلة حتى حدثت الامطار التي قطعت الطريق على المسافرين ومعها توقفت الحياة ،وانهالت اللعنات على قوى العدوان ومرتزققته.
معاناة العالقين في هذا الجسر
الأربعاء الماضي، ومع هطول الأمطار وتدفق السيول، انقطع هذا الخط الذي يمثل الشريان لأبناء هذه المحافظات ،وظلت مئات السيارات والدينات والشاحنات عالقة لأكثر من 24يوماً وسط سخط كبير من العالقين على العدوان ومرتزقتهم..
منذ الساعة الرابعة عصراً وحتى التاسعة صباحاً من يوم الخميس ، ظل المئات من المسافرين في وضع تتفطر له القلوب، ولاسيما المرضى وكبار السن والنساء.. بسبب تلك الغارات الهمجية الإرهابية القاتلة التي استهدفت هذا الجسر الذي يعد ملكاً للشعب وليس لجهة خاصة أو مذهب.
شخصياً كنت أحد العالقين بين هؤلاء المسافرين قادماً من العاصمة إلى مديرية عبس بحجة.. كنت أعد الثواني والدقائق من أجل المرور، لكن مع الوقت تزداد السيول قوة ،ما تسبب في فقدان الأمل في تخطي الوادي ،حتى ذلك المسافر المغامر الذي حاول المرور بسيارته الصالون لم يستطع المرور ليفقد الجميع هنا حلم النوم بين أهلهم ، ولتبدأ مرحلة انتظار القاصي حتى تتوقف السيول ،ومعها أطلقت الألسن اللعنات على آل سلول ومرتزقتهم الذين يبرهنون بأعمالهم القبيحة انهم يستهدفون هذا البلد أرضا وإنسانا..
مسافرون يسردون معاناتهم
يتحدث لـ “الثورة”، محمد صفر أحد المسافرين، قائلا: ايش الفائدة من قصفهم لهذا الجسر؟..انظر هذه المعاناة !..انظر هذا الوضع المأساوي لهؤلاء المواطنين الذين لأذنب لهم سوى أنهم يمنيون يواجهون عدواً مجرداً من القيم والأخلاق!.
أطفال ونساء وشيوخ ومرضى كانوا يتساءلون:ما هو الذنب الذي اقترفوه حتى يبقوا هنا عالقين في هذ المكان لساعات وربما أيام؟؟
محمد قاسم ،صاحب دينا ،قادم من صنعاء يتحدث بنبرة حزينة : شوفوا هذا الباطل، إلى متى ونحن منتظرون هنا..ايش ذنبنا حتى يقصفوا هذا الجسر..الله ينكل بهم مثلما نكلوا بنا..
محمد، ناشد رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي ،بتوجيه الجهات المختصة بإصلاح هذا الجسر في أسرع وقت لما له من أهمية بالغة قصوى وضرورة ملحة.
همدان علي ،مسافر من عمران هو عائلته ، يتحدث هو الآخر قائلاً:هذا عدوان حقير وجبان ،يستهدف مقدرات هذا الشعب لكن لن يفلت من العقاب إزاء هذه الجرائم، وأضاف همدان: زوجتي مريضة، أجريت لها عملية في صنعاء وعائد إلى القناوص حيث أسكن، وهي لا تتحمل الإرهاق بسبب العملية وين نروح الله ينصفنا منهم، مواطن مرتبط بعمل غير قابل للتأجيل ،، كان في الطابور الطويل لمئات السيارات حاول الدخول مشياً على ألاقدام لكي يتخطى السيول الجارفة لكن المتواجدين في المكان وقفوا أمامه نظراً لقوة السيول وخوفهم عليه.
هذه المآسي برهان دامع على حقارة العدوان السعودي الذي يستهدف مقدرات الشعب اليمني.
“الثورة”، تضع هذا المآسي على طاولة رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي وذلك من أجل متابعة توجيهاته إلى الجهات المعنية التي وجه بها الشهر الماضي،والمتمثلة في سرعة اصلاح هذا الجسر.. وكلها أمل في التفاعل مع معاناة المواطنين الذين يواجهون عدواناً همجياً مجرداً من الأخلاق والقيم.